رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أتلانتك: موريتانيا دولة العبيد الوحيدة!

نشرت مجلة أتلانتك الأمريكية مقالاً للكاتب ماكس فيشر تناول فيه كيف أن عاصفة الانقسامات العرقية والكوارث الطبيعية والفقر والاضطراب السياسي قد جعلت موريتانيا دولة العبيد الوحيدة في القرن الحادي والعشرين.

وعن الأطفال العبيد في موريتانيا يقول فيشر “إن دولة موريتانيا التي تقع في شمال إفريقيا قد جربت ثلاث مرات أن تلغي العبودية داخل حدودها وكان آخرها في 2007 وفي كل المرات الثلاث باءت بالفشل”. ورغم إصدار قانون بالسجن عشر سنوات لكل من لديه عبيد وعامين لمن يشجع على العبودية إلا أن الاستعباد لا يزال متفشيا حيث إن نصف مليون موريتاني من الرقيق أي نحو 20 بالمائة من السكان. وعبيد موريتانيا ممنوعون من تملك أي شيء ومن أن يكون لهم لقب أو حضانة قانونية لأطفالهم.

لكن المشكلة هي الإنكار الرسمي من جانب الحكومة بينما هي مستمرة في إصدار قوانين للعمال المحليين لتحسين أحوالهم ومنع العنف ضدهم. المشكلة كما يقول فيشر هي أن الصين تلتهم خيرات موريتانيا باستثماراتها في موارد موريتانيا السمكية الوفيرة وأن موريتانيا قد أُنهكت من كثرة الانقلابات والاقتصاد الرديء.

وتضيف المجلة أن إصدار هذه القوانين والتغافل عن حجم كارثة العبودية يعني أن الدولة تقننها ولا تحظرها. وتوجد بموريتانيا عرقيات مختلفة مثل السود الأفارقة والسود العرب أو البربر والعرب البيض حيث أجبرهم الاحتلال الفرنسي على التعايش بعدما كانوا بدوا مشتتين ومنفصلين جغرافيا.

وتقول المجلة إن فيضانات السبعينيات قد أجبرت كثيرين من فلاحي وقرويي الدولة على النزوح إلى المدن مما أفرز طبقات جديدة من المعدمين والعاطلين العاجزين عن التأقلم مع الواقع الجديد. ولأن 50 بالمائة من الاقتصاد لا يزال يرتكز على الزراعة فإن فرص العمل في الحضر نادرة، مما أدى بالسود الذين يشعرون بالفعل في الواقع أنهم

أدنى من البيض إلى أن يكونوا عبيدا. والكثير من المهجَّرين كانوا أطفالا لا كافل لهم فصار الكافلون أسيادا لهم وتكررت الدائرة في أواخر الثمانينيات حيث تقدر الإحصاءات بأن 70000 إفريقي أسود قد طُردوا من الدولة تاركين وراءهم حشدا من الأطفال صارت أغلبيتهم عبيدا.

ومثل السعودية التي لم تحرر عبيدها إلا في عام 1967 كان الاسترقاق وليد الفرق بين الغنى الفاحش والفقر المدقع ولون البشرة الأسود والأبيض والبدو الرُّحَّل والمقيمين.

وفي موريتانيا بدأ الاسترقاق في القرن الثامن مع الفاتحين العرب الذين اتخذوا عبيدا سودا. وحيث زاد عدد الرقيق بسبب النهب الذي قام به المحتلون الأوروبيون ثم بسبب أزمات السبعينيات والثمانينيات صارت هذه الممارسة قاعدة وعرفا. لكن البلاد فيها حركة واسعة بدأت في السبعينيات وتكونت منها مجموعات مثل الحر والانعتاق تحتج على هذه الممارسة مثلما احتج في القرن التاسع عشر الأمريكيون الشمال شرقيون ومثلما يفعل معظم العالم الآن. لكن الحكومة الموريتانية تتعمد إفشال جهودهم.

وتضيف المجلة أن الأمر لن يحله قانون بل حملة واسعة لتحرير العبيد خاصة الأطفال. وتختتم المجلة بقولها إنه يجب علينا أن نساعد موريتانيا للخروج من هذا المأزق ونبذ هذه الممارسة البغيضة.