رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"معاداة السامية" فزاعة اليسار بألمانيا


أثارت اتهامات معاداة السامية، التي يتعرض لها حزب اليسار الألماني، جدلاً واسعاً، بعد قيام رئيس الحزب بإصدار قرار يتبرأ فيه من أي سلوكيات من جانب أعضائه يمكن اعتبارها تمثل نوعاً من العداء للسامية، وأن الحزب لن يشارك بعد ذلك في أي حملة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو في أسطول غزة.

وذكرت مجلة (دير شبيجل) الألمانية أن حزب اليسار الألماني، الذي يقع في أقصى اليسار السياسي، يناضل منذ أشهر عدة، ليكون صوته مسموعاً على الساحة السياسية في ألمانيا؛ لكنه يواجه مشكلات كثيرة منها صراع على مستوى قيادة الحزب، وهبوط عدد أعضائه، وتقلص الدعم المقدم له.

وأضافت المجلة أن المشكلة الكبرى الآن التي يواجهها الحزب، الذي تتركز عضويته في شيوعيي ألمانيا الشرقية السابقة، هي أنه يواجه تهمة اضمار مشاعر العداء للسامية، لكونه ناقداً صريحاً لإسرائيل. وهو ما دفع جريجوري جيزي، رئيس الحزب، إلى إصدار قرار من الهيئة البرلمانية للحزب، جاء فيه: "في المستقبل سوف يتخذ نواب الحزب اليساري إجراءً ضد أي نوع من العداء للسامية في المجتمع".

وأضاف القرار أن "الحزب لن يشارك بعد ذلك في أي مقاطعة للمنتجات الإسرائيلية وسيمتنع عن المطالبة بالحل الذي يقضي بوجود دولة واحدة لإنهاء صراع الشرق الأوسط كما أنه لن يشارك في أسطول غزة هذا العام". وبالإضافة لذلك، يحضر رئيس الحزب لإصدار قرار آخر حول معاداة السامية.

ولم يعجب هذا القرار الجناح اليساري في الحزب، حيث احتجت هذه المجموعة ضد قرار جيزي الذي وصفوه بأنه غير ديمقراطي وخطير حسبما قال أنيت جروث، ممثل الحزب في البرلمان الألماني. وأضاف جروث، في مقابلته مع صحيفة (نويس دويتشلاند) اليسارية، قائلاً: "لا أرى مشكلة تخص معاداة السامية في حزب اليسار، ولست من أنصار الاستخدام المفرط لمصطلح معاداة السامية"؛ مشيراً إلى أن جيزي نفسه من عائلة لها أصول يهودية أعدم النازيون كثيرين منهم في الهولوكوست، ومع ذلك اختاره أعضاء الحزب رئيساً لهم.

وأضافت المجلة أن الأمر قد زاد من انشقاق واحتجاج الأعضاء الأكثر براجماتية داخل الحزب، حيث قال النائب والأمين المالي للحزب راجو شارما إن القرار لن يحل المشكلة بقدر ما سيخلق مشكلات جديدة. كما أن ميخائيل لوتيرت وهو أيضاً عضو البرلمان الفيدرالي الألماني (البوندستاج) قلق من أن هذا ربما يُدخل الحزب في المزيد من الانشقاقات.

ومن ناحية أخرى، كتب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ديتر جراومان في صحيفة "سيددويتشي تسايتنج" اليومية يتهم

أعضاء حزب اليسار خاصة من هم من ألمانيا الغربية بكراهية مرضية صريحة تجاه إسرائيل.

وقال: "إن الروح القديمة التي كانت في ألمانيا الشرقية والتي تعودت معاداة الصهيونية لا تزال تلوث جو الحزب".

ويتفق مع هذا الكلام بنيامين كريستوفر كروجر العضو المؤسس للجماعة العاملة داخل حزب اليسار والتي تهدف إلى استئصال كافة أشكال العداء للسامية في الحزب.

وأشارت المجلة إلى دراسة حديثة أجرتها جامعة ليبسيج جاءت مقتبسات منها في صحيفة فرانكفورتر روندشاو اليومية تؤيد كلام كروجر، حيث أكدت الدراسة تفشي روح العداء لإسرائيل واليهود داخل الحزب مما يؤدي إلى عزل المنتقدين لإسرائيل.

وتشهد العديد من الحوادث على هذا. ففي أبريل نشر الموقع الالكتروني لفرع حزب اليسار بمدينة دويسبيرج الغربية صليباً نازياً به نجمة داود مع نشرة تصف إسرائيل بـ "الدولة المارقة" ودعت إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وهو ما دعا حزب اليسار هناك إلى التبرؤ مما جاء في الموقع، وإن كان رئيس حزب اليسار في دويسبيرج مؤيداً قديماً لمقاطعة البضائع الإسرائيلية.

وفي مايو ظهرت إنجي هيجر عضو البوندستاج عن ولاية ويستفاليا الغربية، شمالي نهر الراين، في مؤتمر فلسطيني حضره العديد من المتعاطفين مع حماس وهي ترتدي وشاحاً عليه خريطة للشرق الأوسط بدون إسرائيل. وعندما تمت مواجهتها بهذا، قالت إنها أخذت الوشاح هدية ولم تشأ أن تحرج من أعطاها إياه.

وتحمل هذه الحوادث طابعاً مشابهاً لما حدث في عام 2010، عندما شارك في أسطول غزة ثلاثة برلمانيين من حزب اليسار لكسر الحصار عن غزة، كما أن الحزب نفسه يؤكد أن المشكلة أنه كلما انتقد الحزب إسرائيل سارعت بتخويفه بمعاداة السامية.