رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خمس نصائح أمريكية للقاعدة لتظل قوية

وجهت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، في مقال، خمس نصائح لتنظيم القاعدة لكي يظل قوياً ومتماسكاً!! مشيرة إلى أن الظواهري والعديد من الجماعات الإرهابية الأخرى لا تنتبه إليها غالباً؛ وهي: الاهتمام بالعنصر البشري ومنحه الأولوية الأولى، وتقليل العدد لتوفير المرونة والرشاقة، وتجنب الأخطاء، واستغلال الفرص، وعدم الإفراط في الثقة في الإنترنت.

وأوضحت المجلة أن المسئولين الأمريكيين استقبلوا بازدراء خبر اختيار أيمن الظواهري زعيماً للقاعدة، بعد ابن لادن. وقال أحدهم: إن الظواهري لم يُظهر أية علامة على أنه قوي الإدارة أو ماهر في التنظيم، بل إن السخط والنفور سيتفشى داخل الجماعة على الأرجح بسببه.

وأضافت أن الظواهري قد كون جماعته، وهو في سن المراهقة؛ ومن يومها وهو يحارب الأنظمة القمعية والولايات المتحدة بقوة. وقد تعلم الكثير من زعيمه أسامة بن لادن. لكن ابن لادن كان ذا كاريزما مميزة بعكس الظواهري الذي ربما لا تتوحد القاعدة تحت رايته كما كان الحال مع ابن لادن.

وحدد دانييل بايمان، كاتب المقال، المعيار الذي يمكن به الحكم على أداء المنظمة، وهو كما قال المدير التنفيذي السابق في شركة جنرال إليكتريك جاك ويلش: "قدرة المنظمة على التعلم وترجمة هذا التعلم بسرعة إلى فعل، وهذه هي الميزة التنافسية النهائية". ورغم كل أخطاء القاعدة إلا أنها منظمة لا تكف عن التعلم. ولو استطاع الظواهري التعلم من الأخطاء السابقة للمنظمة، فإنه يمكن أن يحولها إلى كيان أقوى مما كانت عليه مع ابن لادن.

وقدم الكاتب خمسة دروس لا ينتبه إليها الظواهري والجماعات الإرهابية الأخرى غالباً، وهي: الدرس الأول: اجعل العنصر البشري في المنظمة هو الأولوية الأولى، كما تنصح بذلك قوانين علم الإدارة. فاختيار الأنسب من الناس وتدريبهم وتعليمهم ضروري لأية جماعة إرهابية. فليس لدى القاعدة الكثير من أمثال محمد عطا الذي خطط بقوة لهجمات 11 سبتمبر ونفذها حتى النهاية. وهكذا فالمنظمات القوية تجتذب الأذكياء ثم تدربهم على العنف وكلا الأمرين عسير.

والدرس الثاني هو كلما كان العدد أصغر، كلما كانت المنظمة أفضل. وكقائد لأعنف جماعة إرهابية في التاريخ ربما يكون من الإغراء أن يقوم بتوسيع العدد بلا نهاية، وهو ما تدل عليه فروع القاعدة في اليمن والعراق والمغرب وغيرها. وهكذا فالتوسع في العدد يتضمن احتمالية أن يكون من بينهم الأخرق وقليل الحيلة والمهارة وضيق الأفق مما يعرض الجماعة للخطر.

والدرس الثالث هو أن عملية واحدة سيئة يمكن أن تبطل عشر عمليات جيدة. فالإرهاب كما أطلق عليه المحلل الأمريكي بريان جينكينز منذ سنوات عدة هو "مسرح" والعرض الذي يقدمه الإرهابيون ربما يكون منفراً. ففي السعودية ذبحت القاعدة هناك في البداية مسلمين أبرياء مثلما ذبحت غربيين أبرياء، وهذا أمر سيئ لأن هذا

قد مكن الأنظمة العربية من تشويه سمعة القاعدة أكثر وأكثر ووصفهم بأنهم قطاع طرق ولصوص وليسوا بجهاديين ومن ثم تحول الشعب السعودي إلى كراهية القاعدة تماماً. وأشارت المجلة هنا إلى مبدأ عسكري أمريكي معروف باسم "العريف الاستراتيجي"، ومفاده أن الجندي ذا الرتبة المنخفضة يمكن أن يسبب كارثة استراتيجية للمؤسسة التي يعمل فيها، إذا ضخمتها وسائل الإعلام.

والدرس الرابع استغلال الفرص لا فرضها. فبالإضافة إلى تحريض القاعدة على الثورة في السعودية، فقد حاولت إنشاء دولة إسلامية في العراق، وتحاول نفس الشيء الآن في اليمن وباكستان. وهم ينجحون عندما يتعاملون مع السكان المحليين لا عندما يفرضون عليهم إرادتهم بالقوة. فالقاعدة في الغالب محل ترحيب من السكان المحليين لأنها تمدهم بالخبرة والمال والتدريب والسلاح، وليس بسبب أجندتها في إنشاء الخلافة الإسلامية. وعندما تفرض القاعدة تعاليمها المتزمتة بطرقها الوحشية يتحول السكان المحليون ضدها كما حدث في العراق.

والدرس الخامس هو: الإفراط في الثقة بالإنترنت ليست أمراً عملياً. فالانتشار المذهل لتكنولوجيا المعلومات وسهولة الاتصالات قد أغرى القاعدة بتجنيد واجتذاب بل وتدريب المتطوعين عبر الانترنت، بل وحقق هذا نجاحاً في هجمات 11 سبتمبر. لكن الإنترنت ساحة لا يمكن فيها التمييز بين الحقيقي والزائف مما يؤثر على الأمن العملياتي. فمخيمات القاعدة في باكستان والتدريب والتعامل وجها لوجه مع المجندين هو ما جعل القاعدة قوية في الماضي، لذا لا ينبغي للظواهري أن يعتمد على أنور العولقي وعلاقته بالانترنت في الحفاظ على الجماعة.

واختتمت المجلة بقولها: إنه رغم هذه النصائح إلا أن الجماعة معرضة للتفكك والانقسام. ونصحت الولايات المتحدة، في المقابل، بالتوسع في الهجوم بالطائرات بدون طيار لقتل كبار قادة القاعدة في باكستان، وبأن تعمل المخابرات الأمريكية (سي آي أيه) على استغلال الهفوات التي قد تقع فيها القاعدة.