رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف. بوليسي:على أوباما الإطاحة بالأسد

مع دخول الانتفاضة الشعبية السورية تجاه النظام شهرها الثالث، تقع إدارة أوباما تحت ضغوط متزايدة بشأن ترددها وبطئها في رد الفعل تجاه الأحداث. إذ لا تزال الإدارة تواصل الاكتفاء بدعوة بشار الأسد لقيادة الانتقال نحو الديمقراطية،

محتجة بأنها تفتقر إلى النفوذ الذي يكفل لها التأثير على الموقف في دمشق. أو كما قال مسئول أمريكي كبير لمجلة أتلانتيك في مايو الماضي: "الحكومة السورية تعلم أنها من الممكن أن تتصرف وهي تتمتع بدرجة معينة من الحماية لأنه ليس لدينا تأثير حقيقي عليهم".
وعلقت مجلة فورين بوليسي على ذلك بقولها إن القوى الدولية الأخرى تختلف مع واشنطن في هذه النقطة، حيث أوضح كلٌ من وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن حكم الأسد "غير شرعي".
وخلافاً للتوقعات ورغم كل المعضلات أمامها، انتشرت الثورة السورية في كل أنحاء الدولة. وقد بدأت شعلة الثورة في منتصف مارس من مدينة درعا الجنوبية وامتدت إلى المناطق الكردية في الشمال الشرقي في المدن الساحلية التي يختلط فيها السنة بالعلويين ثم مدن سوريا الرئيسية مثل حماة وحمص ثم إلى أحياء دمشق.
وفي البداية كانت واشنطن متشككة من قدرة الشعب على مواصلة الثورة، لكن المشكلة الآن هي وحشية النظام السوري ضد شعبه وتعذيبه الداعر للنساء وقتله للأطفال، حتى أصر الشعب على نفس النداء الذي تكرر في تونس، ثم في مصر: "الشعب يريد إسقاط النظام".
لكن موقف واشنطن تعوزه الحماسة رغم العقوبات التي فرضتها على النظام وكبار رموزه كما قال المنشقون السوريون الذين قابلوا مسئولي الإدارة في واشنطن في أبريل. فقد استدعى أوباما سفيره روبرت فورد الذي عينه في دمشق رغم اعتراضات الكونجرس. وسحب السفير هنا يجرد الأسد من شرعيته وهذه رسالة تشجيع للمحتجين بأن أمريكا قد وصلت إلى طريق مسدود مع سوريا؛ خاصة أن أوباما قد أعلن صراحة أن نظام الأسد غير شرعي. والأهم أن في هذا رسالة أيضاً إلى الأغلبية السورية الصامتة بأن الأفضل هو رحيل بشار الأسد، وأن وحشية الأسد قد كلفته الكثير وأفقدته الدول الثلاث التي كانت تدعمه وهي فرنسا وتركيا وقطر. ففرنسا بعدما غيرت موقفها من الاشتراك مع واشنطن لعزل الأسد في عامي 2004 و2005، إلى التقارب معه صارت الآن تدعو أوروبا إلى فرض عقوبات وقيود على الأسد وعائلته واستصدار قرار من مجلس الأمن بمعاقبته.
وكانت قطر داعمةً لسوريا، والآن
فإن قناة الجزيرة القطرية قد صارت آداة قوية في فضح جرائم الأسد وإعطاء منبر للمنشقين السوريين ونشطاء حقوق الإنسان لفضحه. وقد عبر الشيخ يوسف القرضاوي في أواخر مارس عن دعمه للثورة السورية.
وأما تركيا فلم تكتف فقط بنقد وحشية الأسد، بل أنها تلعب دوراً حيوياً في نقل السلطة في سوريا. فقد سمحت بمؤتمر للمعارضة على أراضيها، وهو من أكثر الأشياء التي أثارت غضب الأسد، مما جعل الإعلام السوري يفتح النار على تركيا مثلما فتح النار على قطر.
وتحاول الولايات المتحدة، مع بريطانيا وفرنسا، التغلب على الاعتراض الصيني الروسي باستصدار قرار من مجلس الأمن يدين الأسد. لكن المشكلة هي عدم وجود استراتيجية أو وحدة بين المجتمع الدولي للضغط بما يكفي على سوريا كما تقول وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون.
واختتمت الصحيفة بقولها إنه يجب على أوباما أن يحدد استراتيجية واضحة للإطاحة ببشار الأسد كجزء من جهوده لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة، وبهذا التبرير يستطيع أن يجند السعودية ضمن العناصر الضاغطة على سوريا مع الدول الأخرى التي لها حدود مشتركة معها، مثل العراق والأردن وتركيا. كما أن للولايات المتحدة نفوذا قويا على أكراد العراق، ينبغي أن تستثمره للتواصل مع أكراد سوريا للضغط على بشار الأسد. ونفس الشيء تستطيع الولايات المتحدة فعله لبناء تحالف قبلي على حدود سوريا مع العراق والأردن مع توفير أجهزة اتصالات لحركة المحتجين.
ولأن السوريين يعرفون جيداً من يقف إلى جانبهم، فقد أحرقوا أعلام الصين وروسيا وإيران، ولكنهم لم يحرقوا علم الولايات المتحدة، ربما لأنهم لا يزالون يأملون أن تساعدهم واشنطن.