رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: معاناة المصريين ستستمر

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان "مشكلات مصر تتفاقم كل يوم مع استمرار الاضطرابات السياسية"، نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرا عن الأوضاع فى مصر والحياة اليومية للمواطنين . وقالت الصحيفة:" إنه بالنسبة لكثير من المصريين لا زال هناك شعور بالقلق مع البطالة والروتين الحكومي ونقص الوقود والتحرش بالنساء، والحياة تزداد سوءًا".

وأضافت أنه عندما طرد المصريون رئيس الدولة للمرة الثانية في ما يزيد قليلا على عامين، ورغم أنه كان هناك الكثير من الأسباب السياسية والدينية للثورة ضد الرئيس "محمد مرسي"، لكن الأسباب الكامنة وراء هذه الثورة، هو غضب الشارع والإحباطات اليومية العميقة التي تعيشها البلاد منذ عهد "حسني مبارك" الاستبدادي، حيث المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والبيروقراطية والقانون والنظام الذى جعل المصريين يشعرون أن الحياة تزداد سوءًا.

وأجرت الصحيفة عددًا من المقابلات مع نوعيات وفئات مختلفة من الشعب المصرى، وكانت الإجابات كلها ملخصة فى أنه لايزال الروتين ومشكلات الأحياء الفقيرة كما هى، كما يعانى الشارع من نقص الوقود وعدم وجود فرص عمل للشباب والتحرش الجنسي في كل مكان، ولازال الحديث مع البسطاء يشعرك بأن البلد لازالت فى أزمة وستظل لفترة غير محددة المدة "نحن نعاني"، هكذا قال"علي عيسى"، وهو مزارع بسيط، وأحد من خمسة مصريين تقاسموا إحباطاتهم مع صحيفة الجارديان.
                            بائعة الخبز
"سعاد محمد أحمد" بائعة خبز تبلغ من العمر 64 عامًا، وهى العائل الوحيد لأسرتها، حيث توفى زوجها منذ 20 عامًا تقول:" إنها لم تأكل اللحم منذ3 شهور، فهى تكسب 15 جنيهًا فى اليوم كى تطعم أبناءها الأربعة، ومنهم اثنان لايزالان فى مرحلة الحضانة.  
وقالت الصحيفة:" إن تلك الأسرة هي من بين ما يقرب من نصف سكان مصر الذين يعيشون عند أو تحت خط الفقر. وقالت "سعاد" إنه عندما سرق لص 100 جنيه منها فى الشارع الشهر الماضي، فقدت راتب أسبوع".
وأضافت الصحيفة أن نموذج سعاد متكرر فى مصر، فتلك السيدة التى تعيش فى المقطم، تأكل "الكشرى" هى وأبناؤها، وتركب المواصلات كى تذهب إلى مقر عملها وسط القاهرة كل ذلك ب 15 جنيهًا، ولديها ابن يرقد بمستشفى الأمراض العقلية، وبعد أن كانت تبيع 500 رغيف فى اليوم تبيع حاليا 300 رغيف بالكاد.
                       التحرش الجنسى
وألتقت الصحيفة مع مدرسة وناشطة تدعى " ليلى الجراتلى ", حيث قالت:" إنها تعرضت للتحرش الجنسى في أثناء سيرها على كوبرى فوق نهر النيل في أبريل، وهذا شيئ عادي .ووفقا لتقرير للأمم المتحدة الذى نشر هذا الشهر، 99.3٪ من النساء المصريات تعرضن للتحرش الجنسي، وقالت 91٪  منهن يشعرن بعدم الأمان في الشارع نتيجة لذلك.
وأضافت "الجراتلى" أن المحكمة لا تفصل فى هذا النوع من القضايا، والتحرش أصبح أمرا عاديًا.
وأفادت الدراسة التي أجراها المركز المصري لحقوق المرأة في عام 2008 أن 53٪ من الرجال يعتقد أن النساء الذين تعرضن للمضايقات  هن السبب فى ذلك، نظرا للتبرج والإثارة.
وقد قدم المجلس القومى للمرأة في مصر خطط للحكومة لتعديل القوانين القائمة لجعلها أسهل في الملاحقة القضائية للمتحرشين، ولكن فى ظل التغيير المستمر للحكومات من غير المرجح في المستقبل القريب أن تتم مثل هذه التعديلات إلى جانب ذلك، تصر " الجراتلى"  على أن المشكلة أعمق من التشريعات، وتقول:" إن المجتمع يحتاج إلى تغيير النظرة الشائدة بأن المرأة هى سبب التحرش وهذا هو مرض اجتماعى والسبب الجذري للمشكلة".
                           المزارعين
أما "علي عيسى" المزارع البسيط فيقول هذه سنة سيئة  حيث تراجع محصول القمح بنسبة 50٪، والبرتقال والخوخ بنسبة 20 أو 30.% والسبب بسيط: أزمة الوقود والديزل قليلا؛ مما أدى إلى تراجع عدد ساعات رى الأراضى من 8 إلى ساعتين يوميًا.
ولجأ "عيسى" إلى السوق السوداء،

حيث تكون أسعار الوقود بين 40٪ و 80٪ أعلى من المعدل القانوني. وتأتى أزمة الأسمدة لتؤرق عيسى وغيره من المزارعين فى مص ، إضافة إلى غياب الأمن. ومنذ سقوط مبارك كان هناك ارتفاع في معدلات الجريمة، والمزارعين مثل: عيسى معرضين للخطر". ويقول:" نحن تحت رحمة البدو في هذا المجال، وعلينا أن ندفع لهم مبالغ كبيرة من المال".
                             مجتمع الأعمال
وألتقت الصحيفة ب "جلال أبو غزالة"، الرئيس التنفيذي لشركة "جورميه مصر"، وهى مجموعة من متاجر الأغذية الراقية يعمل بها 300 موظف، حيث أكد أن شركته تعرضت لمشكلات كثيرة فى العامين الماضيين،  وهي صورة مصغرة لأسباب انخفاض الاستثمار الأجنبي في مصر بنسبة 84٪ في السنوات الخمس الماضية.
واشتكى "أبو غزالة" من اللوائح والفوانين ، حيث إنه يقوم باستيراد اللحوم من الخارج في أوائل عام 2012 رفضت الحكومة ثلاث شحنات من لحوم البقر لأبو غزالة.  واستغرق الأمر ستة أشهر قبل أن يتمكن من إقناع أي شخص في الحكومة أن الأنظمة بحاجة إلى مراجعة. " لا أحد يريد أن يفعل أي شيء؛ لإنه لا يوجد حافز".
وأضاف" أبوغزالة" أن الروتين والتشريعات فى مصر تحول دون تدفق الاستثمارات، أو حتى تمكين الشركات المصرية من أداء العمل بسلاسة ويسر وتحقيق أرباح، وتوفير فرص عمل.
                          الشباب والبطالة
ومثله مثل العديد من الشباب المصريين، رأى "صلاح الدين أشرف"(26 عامًا) ثورة 2011 فرصة لبداية جديدة، ولكن بعد ذلك بوقت قصير بدأ أشرف، الذي درس الهندسة الميكانيكية في جامعة حلوان، التدريب جزء من الوقت للحصول على الوظيفة التى يحلم بها، مهنة في صناعة الطيران المدني،  لكن بعد عامين لايزال أشرف عاطل عن العمل.
وحسب الأرقام الرسمية هناك 13,2٪ من المصريين بلا عمل، 8 من كل 10 منهم، مثل أشرف، تحت 30 عاما، ولذلك هو لا يشعر بالعدل على الإطلاق" وقال أشرف :" كنت جزءًا من الثورة من البداية، ولم أتمكن من العثور على وظيفة، بينما الناس الآخرون الذين لديهم قدرات أقل، يحصلون على وظائف في مجال الطيران المدني بسبب صلاتهم."
ويرى أشرف أن هناك  طريقتان للخروج من الأزمة "يجب أن يكون هناك مزيد من المساعدة للشباب في محاولة  لبدء مشاريعهم الخاصة، ومزيد من المساعدة للشركات الكبيرة لتوظيف المزيد من الناس، وهذا سيأتي من الاستقرار الاقتصادي والاستقرار السياسي، حيث إن عدد الاحتجاجات خلال العام الماضي جعلت أصحاب الأعمال قلقين للغاية بشأن توسيع أعمالهم.