رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إيكونوميست:ضغط أوباما على إسرائيل حنان أبوي!


"إن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس بكثير من الرفق وقليل من الجدية بعض الضغوط الأبوية الحانية علي طفلتها المدللة إسرائيل لتسوية القضية الفلسطينية، في محاولة صعبة وغير مألوفة لباراك أوباما لاسترضاء العالم العربي بعد سقوط مؤيديه واحداً تلو الآخر، في تونس ومصر واليمن، وخاصة في ظل تعاطف الشعوب العربية مع القضية الفلسطينية، تلك الشعوب التي لم يكن أوباما ومن سبقوه يلقوا لها بالاً من قبل."

تلك كانت خلاصة مقال نشرته مجلة (إيكونوميست) البريطانية؛ وجاء فيه أن الرئيس الأمريكي يواجه موقفاً صعباً، لأن عليه أن يبذل جهوداً ضخمة في الفترة المقبلة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، في الوقت الذي لا يمكن فيه لأي رئيس أمريكي يسعى لإعادة انتخابه أن يفكر في ممارسة أي ضغط حقيقي على إسرائيل أو الحد من توريد الأسلحة والمعونات لها.

ولهذا السبب، توقعت المجلة أن أوباما لن يفوز في الانتخابات المقبلة إذا اختار أن يخوض معركة حل النزاع مع إسرائيل سواء انتصر في هذه المعركة أم باء مسعاه بالفشل.

وكشفت المجلة عن أن أوباما اتجه في خطابه الذي ألقاه في وزارة الخارجية الأمريكية 19 مايو الجاري إلى التركيز على الاضطرابات العربية هروباً من الاشتباك مع القضية الفلسطينية التي تسبب له الكثير من الحرج وتكشف انحيازه الشديد لإسرائيل وعدم قدرته على ممارسة أي ضغوط عليها.

وأوضحت المجلة أن أوباما صار يدرك بالفعل صعوبة الضغط على إسرائيل في الوقت الراهن، فبعد أن ساند العودة إلى حدود 1967، أخذ في التراجع طالباً من حماس أن تعطي مساحة كبرى للتفاهم وأن تتنازل عن حقها في هذا الشرط، بعدما لمح في عيون القادة الإسرائيليين رفضهم التام للعودة إلى حدود 1967. وتشير بعض المصادر، من ناحية أخرى، إلى أن أوباما يعد خطة مفصلة من تلقاء نفسه لحل هذا النزاع وسيقوم بزيارة إسرائيل والترويج لها.

وأشارت المجلة إلي أن صمت واشنطن ليس موجهاً فقط للقضية الفلسطينية الإسرائيلية، فهي ليست الحليف القوي الباقي بالمنطقة، ولكن صمتها أمام السعودية أيضاً واضح أمام العالم، ولا يمكنها إخفاءه في ظل تجاهلها تماما لاندلاع الاحتجاجات بالسعودية التي يعاني شعبها من القمع القاتل.

وأوضحت المجلة أن الوقت نفسه الذي يشهد وعود أوباما بتقديم المساندة لمصر وتونس دعماً للتحول الديمقراطي، والتدخل في ليبيا لردع القذافي، والنقد الشديد للبحرين التي تقمع محتجيها، بالرغم من التحالف القوي بينهما مع حثها علي الحوار السلمي ودفعها الرئيس اليمني إلي تقديم الاستقالة فضلا عن دفعها الرئيس السوري للخروج من الحكم، بعدما فشل في إدارة الحوار.. كل هذا يأتي جنبا إلي جنب مع تجاهل أمريكا التام والتزامها الصمت مع إسرائيل والسعودية.

وأكدت المجلة أن دعم أوباما للديمقراطية يعد هروباً منه إلى التحول الإصلاحي بعدما فشل في معالجة القضايا الأكثر سخونة وحتمية في المنطقة، وبعدما خذل الشعوب العربية والقاهرة التي استضافته قبل عامين في زيارته الأولى للشرق الأوسط، حينما أقنع الكثير من العرب والمسلمين أن بلاده مصممة فعلاً على فتح صفحة جديدة من الصداقة على حل القضية الفلسطينية بعد سنوات من انعدام الثقة في أمريكا وفشل تدخلها العسكري وتعثر جهودها لتحقيق السلام في المنطقة.