رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أساتذة السياسة يحذرون من سايس بيكو جديدة بسبب أزمة سوريا

بوابة الوفد الإلكترونية

أعرب أساتذة الجامعة الأمريكية في القاهرة عن تخوفهم من سايكس بيكو جديدة بسبب الأوضاع في سوريا مشيرين إلى أن المنطقة تعيش حاليا في أجواء مشابهة لأجواء انهيار المملكة العثمانية.

جاء ذلك في لقاء المائدة المستديرة التاسع للإعلاميين في سلسلة ما وراء الأحداث الذي عقد في الجامعة الأمريكية في القاهرة تحت عنوان الصراع السوري: هل يجر المنطقة لنقطة الانفجار؟
واتفق الخبراء على أن مشاكل المنطقة ليست بسيطة ولايمكن أن تحل بجلسات أو وصفات، بل بالنظر لها باعتبارها تمثل تهديدا شديدا للمنطقة.
وقال الدكتور وليد قزيحة، أستاذ العلوم السياسية "إن الصراع السوري صراع وجود وإن سوريا تمر بحرب أهلية بين قوى مختلفة. ويضيف أنه منذ 1970، تحت حكم حافظ الأسد، كانت سوريا معرضة للشد  والجذب من قوى إقليمية، وأن ما يحدث الآن في سوريا ليس حربا واحدة بل ثلاث حروب على الأرض السورية. الأولى بين النظام و القوى الديمقراطية في مارس 2011، الرافضة للاستقواء الخارجي، القوى الأمله في التغيير، لحاقا بثورات الربيع العربي. تلاها الحرب الثانية المتمثلة في النزاع الإقليمي الممول. يروي قذيحة ما قاله بعض صحفيي وكالة أنباء الأسوشيتد برس له، "أن في سوريا يوجد من يطلق عليهم ‘السائحين الجهاديين‘ الأتون من دول عربية للجهاد المسلح لمدة أسبوع أو اثنين ثم يعودون لبلادهم."
يوضح قزيحة أن سوريا تحت حكم الأسد كانت قوة إقليمية مع أنها كانت تحت حكم ديكتاتوري، مركزي  وتدار عن طريق المخابرات، أما الأن فهي في طريقها للتفكك." أما عن الحرب الثالثة فتكمن في النزاع بين القوى الدولية و لكن يرى قزيحة أن المستفيد الأساسي في بقاء النزاع على ما هو عليه هي إسرائيل، "إن السيناريو الأمثل لها."
أما الدكتور أشرف الشريف، عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، فيرى أن كثير من التحليلات إما تعبر عن حالة من الفزع أو الإحباط النابعة من عدم الفهم لحجم الأزمة التاريخية والسياسية التى كانت على وشك الانفجار. "هنا تخوف من البعض من سايكس بيكو جديدة و كان يعني ذلك التمسك بالإتفاقية القديمة. إننا نعيش الأن في لحظة مشابهة لإنهيار المملكة العثمانية و لكن أتمنى أن نصل لنهاية مختلفة عن سايكس بيكو القديمة." يرجع الشريف الأزمة السورية لل100 عام الماضية  ويرى أن الدولة السورية فشلت في تقديم أي إنجازات سياسية أو إقتصادية طوال هذة السنوات. "لقد فشلت الدولة السورية  في أن تمتص السوريين مما أدى إلى فشل النظام، إذن لماذا يتباكى البعض عليها؟ في عهد الأسد، مارست الدولة العنف السلطوي و المادي المباشر و القمع السياسي. حتى الساسة الخارجية السورية كانت  براجمتية و لم تحقق إنجازاً

ما للأمن السوري أو القضية الفلسطينية."
وأكد الشريف أنه بالرغم من حجم العنف إلا أنه متشكك من أن النظام السوري سيسمح بانتخابات ونظرا لطبيعة الحرب الدموية فإن المسار الداخلي غير ممكن. "إن التدخلات الخارجية حتى الآن تضخ الأسلحة والأموال. أما عن المستوى العسكري فهو غير قابل للحسم، فالمعارضة تعاني من التفكك  وللنظام تفوق عسكري، من الممكن أن يحتل الجيش السوري النظامي مدينة و لكن لا يعني ذلك بالضرورة السيطرة عليها.
وأضاف أنه يرى أن النزاع سيستمر سياسيا وعسكريا، وسيكون قاس ودموي و لكن قد يسفر عن انهيار الركام و لن يكون المستقبل أسوء من الماضي."
وقالت الدكتورة ريهام باهي، مدرس العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية: إن الأزمة السورية كاشفة لهيكل النظام الدولي. فبين الدول التي ترى بشار مسئولا عن العنف، مثل أمريكا و دول الاتحاد الأوروبي، وبين دول ترى طرفي النزاع مسئولين مشتركين عن الأزمة مثل إيران، تثار أسئلة هامة. "مرة أخرى تعود النزاعات الداخلية لتؤثر على الخارج بأبعاد إقليمية و دولية. و نرى إعادة إحياء لصراع الحرب الباردة، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية ترى النزاع بشكل مختلف عن روسيا والصين، كما نرى إعادة إحياء للصراع العربي الفارسي."
وأضافت أنه مع تغيير النزاع السوري للنظام الدولي، تغيرت أيضا حياة مليون و  600,000 لاجئ طبقا لتقرير الأمم المتحدة. وبالرغم من دراية البلاد العربية باللاجئين، لطبيعة المنطقة، إلا أنه لازالت هناك عقبات تواجه اللاجئين حيث تعمل 100 منظمة، منها 70 منظمة غير أهلية، لمساعدة اللاجئين و يبقى العامل الإيحابي أن كثير من الدول فتحت أبوابها للاجئين واستقبلهم أهاليها بالترحاب. وأشارت إلى أن 64% من اللاجئين تحت سن ال18، وهؤلاء هم مستقبل سوريا، الجيل الذي سيعيد بنائها و الذي تعرض لصعوبات شديدة.