رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد مصطفى علوش يكتب : عن تفكك تحالف إسلاميي مصر

بوابة الوفد الإلكترونية

هل كان تحالف القوى الإسلامية في مصر لصالح هذه التيارات، ولصالح مصر الدولة المدنية ما بعد الثورة؟ بالقطع، الجواب سيكون بالإيجاب عند أتباع ومناصري هذه التيارات، ولديهم من الأدلة الشرعية والعقلية ما يدحض حجة أي خصم.

لكن المتابع لما يدور في مصر منذ ثورة 25 يناير وحتى اليوم يجد أن الاستقطاب الطائفي والديني بين أنصار الشريعة وأنصار الدولة المدنية ينذر بتفجير مصر كلّها.. فلا يقبل تيار القوى المدنية أي شيء يقدمه الإسلاميون الموجودون في الحكم اليوم، ولا يستطيع تحمل وجودهم أصلاً، وقد ناشد قيادات في جبهة الإنقاذ الجيش المصري للانقلاب أكثر من مرّة، مفضلين حكم العسكر على حكم الإسلاميين، ولو جاءوا عن طريق صناديق الاقتراع.
أخطاء الإسلاميين وتصريحاتهم غير المنضبطة ولا المحسوبة خلال الفترة السابقة أجّجت من الصراع السياسي، وعززت من الفرز بين قطبين أساسيين، قطب الدولة المدنية، وقطب الدولة الإسلامية، ولعل السبب في كل ذلك هو تحالف الإسلاميين فيما بينهم لإيصال إسلامي إلى الحكم، متناسين الخلافات القائمة بينهم.
اليوم نشهد نوعا من التفكك داخل تحالف قوى التيار الإسلامي مع انسحاب حزب النور وإطلاق قياداته تصريحات لا تقل قساوة عن تصريحات جبهة الإنقاذ الوطني بحق الإخوان.
وقد تجاوز بعضهم في تصريحاته جبهة الإنقاذ وهو ينذر بتوجه أكثر قسوة.
يقول منظر الدعوة السلفية وعضو مجلس أمنائها الشيخ أحمد فريد إنه نادم على انتخاب محمد مرسي لرئاسة الجمهورية: "والله لو أعرف ما سيحدث من الإخوان ومرسي، كنت انتخبت الفريق شفيق، ودعوت الناس لانتخابه، لو حتى كان هيدخلنا السجون، لأن إفساد عقائد الناس أشد من أن تسجن الناس وتسلب أموالهم، فالبلاء الأشد هو إفساد العقيدة وليس سفك الدماء ". متهماً مرسي بفتح أبواب مصر أمام التشيع لمجرد أن حاول مرسي إعادة وصل العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين إيران ومصر انسجاماً مع سياسته في فتح جسور التواصل مع جميع دول العالم التي قد تساعد مصر على النهوض اقتصادياً مثل روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا.
والغريب في موقف الشيخ فريد أنه لم يغضب من محاولة مرسي فتح قنوات تواصل مع روسيا التي يتهمها الإسلاميون بأنها تقف وراء قتل آلاف المسلمين في الشيشان وداغستان وسوريا، ولا الصين التي تعتبر مسؤولة بشكل كبير عن قتل وقمع ملايين المسلمين من الأقلية المسلمة من الإيغور بقدر قلقه من الانفتاح على إيران.
الشيخ فريد يجد أن ما يقلقه هو

دخول الفكر الشيعي إلى مصر، وهذا القلق بحدّ ذاته يعكس خوفاً غير مبرر ولا مفهوم، خصوصا إذا كان حامل الفكر يرى أنه صاحب الحق والحجة، وفي بلد السواد الأعظم فيه هو على مذهب أهل السنة والجماعة، وكأنه يتعامل مع مصر على أنها دكان مقفلة لا يدخلها داخل إلا عبر بابها في عصر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات المفتوحة وغيرها، مما جعل الإنسان أقرب من أخيه الإنسان أكثر من ذي قبل، وربما تنتهي الحدود وتتلاشى المسافات وتطوى تماما بين أقاصي الأرض لتصبح البشرية تجمعا واحداً لا يفصل بينها فاصل.
على أية حال، ما سبق ليس سوى جدل مذهبي لسنا بصدد نقاشه، ولا علاقة له بسياسات الدولة المصرية بقدر ارتباطه بأولويات حاملي الفكر السلفي عن غيرهم من الأحزاب والتيارات الإسلامية. لكن المفيد من بداية التفكك داخل تيار القوى الإسلامية هو أنه يعيد رسم خارطة التحالفات الحزبية خارج إطار البعد الديني إلى البعد السياسي.
ربما من مصلحة الدولة المدنية أن ينتهي التحالف بين التيارات الإسلامية حتى لا يبقى الخلاف السياسي في مصر آخذاً طابعاً دينياً كما هو حاصل حاليا. ولعل ابتعاد حزب النور عن الإخوان يخفف الضغط عن الطرفين، فلا يتحمل حزب النور أعباء أخطاء الإخوان في الحكم، ولا يتحمل الإخوان أعباء مواقف حزب النور المتشددة في كثير من القضايا. كما أن انفصال الإسلاميين يعزز من تغيير التحالفات بين القوى السياسية، بحيث يكون في كلّ خندق تيار إسلامي إلى جانب تيارات مدنية، وهو ما تحتاجه مصر في هذه المرحلة.
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية