رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف. بوليسي: سياسة أوباما تجاه سوريا..فضيحة!!

اعتبرت مجلة فورين بوليسي أن الضعف الواضح في سياسة إدارة أوباما تجاه سوريا يمثل فضيحة قومية للولايات المتحدة، كما أنه يعبر عن فشل أخلاقي وإستراتيجي ستدفع المصالح الأمريكية ثمناً باهظاً له،

مشيرة إلى أن ما يدفع أوباما إلى تبني تلك السياسة هو حب الظهور بصورة مختلفة عن سلفه جورج بوش الذي يعتبره "جلفاً لا يفهم في السياسة الدولية".

ووضعت المجلة خريطة طريق أمام الإدارة لكي تعيد هيكلة سياستها تجاه سوريا، وتكون تحالفاً دبلوماسياً دولياً، يضم فرنسا وتركيا والسعودية ومصر إلى جانب الولايات المتحدة، لكي يقود عملية تغيير النظام الحالي ويؤسس لنظام ما بعد الأسد.

واستهل الكاتب جون حنا، في المقال المنشور اليوم، بأنه كما كان الآخرون يقولون بصوت عال من قبل، تحول ضعف الإدارة الأمريكية تجاه سورياً سريعاً إلى فضيحة قومية، فهو يمثل فشلاً أخلاقياً وإستراتيجياً من الحجم الكبير. ويرجع هذا الضعف –للأسف- إلى إصرار أوباما على التشبث باستراتيجيته المعهودة منذ وقت طويل في التواصل مع سوريا، وهي الاستراتيجية التي يقودها "إدمانه" الأيديولوجي وأنانيته؛ "فأوباما يبدو مصمماً على أن يكون ظاهراً باستمرار، وأنه على عكس نقيضه المدان (بوش) في كل النواحي، وأنه مفكر على عكس بوش، ومدقق، ويتعامل بحكمة مع المناطق الرمادية في الشئون الدولية التي يوجهها رجال دولة على شاكلته هو، بحسب ظنه، وعلى النقيض من سلفه راعي البقر الجلف الذي لا يرى من الألوان إلا الأبيض والأسود".

وأضاف: "ومع كل المذابح التي وقعت في الشهرين الماضيين، آمل في أن يثبت الرئيس ومستشاروه أنهم قادرون على إدراك أن فرصة تحويل الأسد إلى رئيس إصلاحي يمكن أن يكون شريكاً للولايات المتحدة قد ضاعت- إذا كانت قائمة قبل ذلك أصلاً".

ولتغيير هذه السياسة، أكد حنا أن الإدارة الأمريكية يجب إلى أن تتحرك سريعاً من الهوامش والقضايا الجانبية، وأن تعلن دعمها القوي لطموحات الشعب السوري، وأن تطور إستراتيجية جادة لكي تسرع من سقوط حكم الأسد وتحقق الانتقال السلمي نحو نظام جديد أكثر ديمقراطية.

وحذر من أنه إذا لم يحدث ذلك، فيبدو أن سوريا تسير على طريق ستؤدي إلى إحدى نتيجتين غير مرغوبتين، وهما: إما القمع الشامل للثورة (وهو الأكثر احتمالاً)، أو الحرب الأهلية التي تقوم على الانقسامات الطائفية التي يقوم فيها القوى السنية الكبيرة في الجيش النظامي بمواجهة قوات العلويين الأصغر حجماً والأكثر تسليحاً وتدريباً في القوات الخاصة والقوى الأمنية، التي يعتمد عليها النظام العلوي في بقائه.

وللخروج من هذه الورطة بأمان، وضع الكاتب خريطة طريق تبدأ بالعمل على تفتيت نخبة النظام، وخصوصاً عن طريث إقناع الشخصيات البارزة بين العلويين، وخصصواً في الجيش، بأن مصالحهم تكمن

ليس في استمرار دعم الأسد وأسرته في مواصلة جرائمهم ضد الشعب السوري، وإنما في التخلي عنهم ووضع ثقلهم وراء الحركة الشعبية من أجل التغيير السلمي.

وأضاف أن مثل هذه الخطوة تحتاج إلى تشكيل ائتلاف دبلوماسي من الدول الأكثر قدرة على التأثير في الشئون السورية، ومن بينها الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر، وربما مصر. كما يجب إدخال مكتب السكرتير العام للأمم المتحدة في الموضوع أيضاً.

وأشار إلى ضرورة استغلال شبكة الاتصالات السياسية والعسكرية والاستخبارية، التي تملكها هذه الدول داخل النخبة السورية بحرص. كما يجب تقديم الإغراءات، سواء المالية أو السياسية أو غير ذلك. فضلاً عن الضمانات –سواء في شكل الوعد بدور مستقبلي في نظام ما بعد الأسد، أو في صورة الوعد بتقديم الحماية للطائفة العلوية والأقليات الأخرى.

ولم يغفل الإشارة إلى أهمية التهديد بفرض عقوبات على مسئولي النظام الحالي، سواء في صورة عقوبات اقتصادية أو حظر السفر أو التقديم للمحاكمات الدولية، وربما يجب البدء في تطبيقها بالفعل، باعتباره يمثل ضغطاً لا غنى عنه على النظام لإجباره على قبول التغيير.

وأوضح أن مثل هذه التعهدات على المستوى الدولي يمكن تطبيقها بدعم جماعات ممثلة للسوريين يمكن أن تتحدث بالنيابة عن الشعب السوري بدرجة من المصداقية، وتتكلم باسم حركة الاحتجاج. ويعني هذا –على الأرجح- دعم مجلس معارض في مكان خارج سوريا سواء في أوربا أو في دولة شرق أوسطية.

وتوصل الكاتب في النهاية إلى أنه بالتأكيد، سيمثل تطبيق هذه الاستراتيجية تحدياً كبيراً، ويتطلب بذل الكثير من الجهود؛ "إلا أن الحقيقة اللاذعة أن "اللاسياسة" الحالية التي تطبقها الإدارة تجاه سوريا، تضعنا على طريق تنتهي بفضيحة قومية للولايات المتحدة، وبكارثة لسوريا، وتثير عدم الاستقرار والعنف في قلب المنطقة الحيوية بالنسبة للمصالح الأمريكية".