رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطبقة الوسطى بأفريقيا تعادل الهند والصين معاً

قدر تقرير حديث أصدره بنك التنمية الأفريقي الجمعة أن أكثر من ثلث سكان القارة حالياً –حوالي 313 مليون نسمة- ينتمون للطبقة الوسطى، التي صار حجمها يعادل تقريباً حجم الطبقة الوسطى في كل من الهند والصين مجتمعتين.

وأشار التقرير إلى الأهمية الكبرى لنمو الطبقة الوسطى على التنمية الاقتصادية والسياسية، لافتاً إلى أن قيام الثورة في كل من تونس ومصر يرتبط بوجود طبقة وسطى كبيرة في كل منهما.

وذكرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أمس الجمعة أنه كان من المعتاد عندما يتحدث الاقتصاديون عن أفريقيا جنوب الصحراء، فإن حديثهم ينصرف مباشرة نحو بلد بعينه، وهو جنوب أفريقيا التي كانت الأكثر ثراءً منذ عقد من الزمان، كما كانت لديها المؤسسات الأقوى، وسوق الأوراق المالية الأكثر تطوراً في القارة لكن الأمر الذي كان حقيقة يقف وراء ذلك، هو أن جنوب أفريقيا كانت لديها طبقة وسطى كبيرة وقوية.

وأضاف التقرير أن تلك الحقيقة مهمة بدرجة كبيرة، قائلاً: "الطبقة الوسطى تعرف بصورة واسعة على أنها مستقبل أفريقيا، وهي المجموعة التي تلعب دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية والسياسية للقارة".

وأوضح التقرير أنه نظراً لأن المستثمرين يتطلعون للاستثمار في القارة، فإن الإمكانيات كبيرة في الوقت الحالي- فأفريقيا قاعدة استهلاكية، وليست فقط مجرد منجم غني بالمصادر الطبيعية. وهناك طلب مرتفع على الخدمات، كما أن الطبقة الوسطى هناك تسعى لامتلاك العديد من وسائل الرفاهية.

ويمضي تقرير البنك لكي يناقش العلاقة بين وضع الطبقة الوسطى وبين الكثير من الظواهر الجيدة، مثل ارتفاع مستوى التعليم، والوصول بصورة أفضل لشبكة الإنترنت، وتوافر بنية تحتية أفضل، وحتى متوسط أقل لحجم الأسرة. وتصير تلك التطورات عملية ذاتية الدفع، فالتقرير يرجع دخول العديد من الوافدين الجدد إلى الطبقة الوسطى إلى إنشاء شركات خاصة جديدة تعتني بخدمة الطبقة الوسطى.

لكن الفوائد التي تتحقق بنمو الطبقة الوسطى لا تقتصر على الاقتصاد، فإن وجود طبقة وسطى كبيرة يمكن أن يكون دفعة كبيرة للتطور السياسي أيضاً. ربما لا يوجد اتساق بين ما حدث في كل من تونس ومصر، اللتين لديهما نسبة كبيرة من الطبقة الوسطى (89.5%، و79.7% على الترتيب)، وبين الانتفاضة التي قامت في كل منهما ضد الفساد وضد فشل النظام السياسي. فالأجيال الجديدة من رجال الأعمال والمفكرون والقادة الأفارقة لن يتعاملوا مع النشاط الاقتصادي كالمعتاد، فإن لديهم أعمالاً كثيرة لكي يقوموا بها.

ورغم ذلك، فإن الشيء المبشر بصورة كبيرة فيما يتعلق بهذه الأرقام هو ما تشير إليه حول النمو المستقبلي للطبقة الوسطى. وتقسم الدراسة الناس إلى طبقة وسطى عليا، وطبقة وسطى دنيا، وصنف جديد يطلق عليه "طبقة وسطى طافية". والأخيرة خرجت من تصنيف الفقر للتو، ويتراوح استهلاكها اليومي بين 2 إلى 4 دولارات يومياً. وهي أيضاً المجموعة الفرعية الأسرع نمواً في السنوات الأخيرة، حيث زاد تمثيلها في المجتمع من 10% من السكان في عام 1980 إلى أكثر من 20% اليوم. وهو ما يشير إلى أن المستقبل سيشهد استمرار زيادة أعداد ونسبة الطبقة الوسطى في أفريقيا.