رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تايم: بن لادن لن يفسد علاقة أمريكا بباكستان

كانت الصعوبات التي تواجهها الولايات المتحدة في أفغانستان، وحاجتها للدعم اللوجستي الباكستاني في توفير خطوط إمداد آمنة السبب وراء عدم قدرتها على قطع علاقتها مع إسلام أباد،

على خلفية الكشف في النهاية عن تواجد بن لادن على أراضيها. ويشبه هذا الموقف الغريب موقف الولايات المتحدة أيضاً، بل والغرب، من النظام السوري بزعامة الرئيس بشار الأسد، التي تعتبره ألد اعدائها في المنطقة، ومع ذلك تعارض تقديم المساعدة للمحتجين لتغييره، بسبب الخوف من اندلاع مواجهات طائفية عنيفة تزعزع استقرار المنطقة.

تلك كانت خلاصة مقال كتبه المحلل توني كوران، ونشرته (تايم) الأمريكية أمس الاربعاء .

ذكر المقال أن الولايات المتحدة توصلت منذ سنوات إلى أن باكستان صارت حليفاً لا يعتمد عليه، حيث لم تبذل أي جهد في إخفاء انها تتبنى أجندة مختلفة عن الأجندة الأمريكية، فبينما كانت تساعد الولايات المتحدة على احتجاز مئات من مشتبهي القاعدة على أراضيها، واصلت تزويد طالبان، والعديد من الجماعات المتطرفة الأخرى -وبعضها متحالف مع القاعدة- بالملاذ والعون. كما اشتبهت المخابرات الأمريكية في أن بعضاً من شركائها الباكستانيين كانوا يحتفظون بروابط مع قادة القاعدة.

وأضاف المحلل انه رغم ذلك، لم تستطع الولايات المتحدة قطع علاقتها مع باكستان، ومن غير المحتمل أن يحدث ذلك أيضاً في القريب، حتى لو أخفت السلطات الباكستانية العسكريين الذين كانوا على علم بوجود بن لادن على أراضيها. ويرجع هذا الموقف بالدرجة الأولى إلى الوضع في أفغانستان.

ومضى الكاتب إلى القول بأن لدى باكستان ترسانة نووية كبيرة، وهي مازالت منغمسة في حرب مع الهند جارتها النووية، وهي المركز الرئيس في العالم للإرهاب العابر للحدود، وليست أفغانستان. ولكي تنقذ الولايات المتحدة نفسها من مستنقع "بناء الدولة" في أفغانستان، ستحتاج إلى حل سياسي مع طالبان، وهو الحل الذي سيكون لباكستان دور مهم في تحقيقه. وحتى ذلك الوقت، تظل القوات العسكرية للناتو هناك معتمدة على باكستان في تزويدها بالسلاح والمؤن، وخصوصاً الوقود. فضلاً عن أن المؤسسة العسكرية الباكستانية، وليست القيادة السياسية العاجزة، هي مركز القوة الرئيس في البلاد، وهي التي تغلق الطريق أمام

المقاومة الراديكالية المحلية.

واستطرد أنه ربما لا تحب الولايات المتحدة ما يفعله النظام الباكستاني، وربما تخشى أن يؤدي التدليل الذي تقوم به المؤسسة العسكرية الباكستانية تجاه الجماعات المتطرفة إلى مزيد ومزيد من الخسائر. لكن برغم الصخب الذي يحدث في واشنطن هذا الأسبوع لمعاقبة باكستان بعد الكشف عن أن بن لادن كان يقيم في الفناء الخلفي للمؤسسة العسكرية، فإن الحقيقة القاتمة أن البديل الآخر للحفاظ على العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة وباكستان –مع ما بها من عيوب- من الصعوبة بمكان تحقيقه.

وقارن كوران بين موقف الولايات المتحدة من باكستان وموقفها من سوريا، مشيراً إلى أن الأسد هو الحليف الوحيد لإيران من بين رؤساء الدول العربية، وأنه الراعي الرئيس لكل من حزب الله وحماس، ومازال في حالة حرب –من الناحية الرسمية- مع إسرائيل. ومع ذلك لا تبدي الولايات المتحدة ولا إسرائيل أي نية في تقديم العون للمتظاهرين السوريين الذين يحاولون تغيير نظام الأسد. كما أنهما لم تطالبا برحيله كما فعل الغرب مع القذافي.

وأرجع كوران ذلك إلى أن الهيكل الطائفي الذي يقوم عليه النظام السوري يعني أن الإطاحة بالأسد ستؤدي إلى وصول أكبر القوى السياسية الموجودة على الساحة في سوريا، وهي جماعة الإخوان المسلمين، إلى السلطة، وإلى إشعال فتيل حرب أهلية قد تمتد إلى حرب طائفية شاملة في كل من لبنان والعراق وأيضاً بين السنة والشيعة.