رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تكلفة "القبة الحديدية" تُقلق إسرائيل

مائة ألف لرد صاروخ واحد

تضاعف الجدل داخل إسرائيل حول مدى جدوى منظومة "القبة الحديدية" في حماية مستعمراتها من صواريخ المقاومة في غزة. واشتكى قادة سياسيون وأمنيون من أنّ تكلفة القبة الحديدية مرتفعة للغاية، وأنه بدون المساعدة الأمريكية يستحيل حماية جنوب الدولة من الصواريخ.

وأمام التكلفة العالية جداً لكل عملية إطلاق، حوالى 100 ألف دولار، كشف مسئولو الصناعات العسكرية الإسرائيلية (رفائيل) عن سعيهم لتصدير هذه المنظومة الدفاعية لتسديد التكلفة الغالبة.

وقال جنرال الاحتياط مائير إليران، رئيس أبحاث الجبهة الداخلية بمعهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، في مقال نشره على موقع المركز إنّ عمليات الاعتراض الناجحة لصواريخ جراد التي أطلقت من قطاع غزة في الأيام الأخيرة ستشكل مرحلة تأسيسية في منظومة "القبة الحديدية" وفي تطور العقيدة العسكرية في إسرائيل. فهذه أول مرة تنجح فيها منظومة الدفاع الجوية في مواجهة خطر الصواريخ قصيرة المدى.

ولم يكن تحقيق هذه العقيدة الدفاعية الفعالة أمراً سهلاً بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي، إذ استغرق أعواماً طويلة من النقاشات حولها داخل هيئة الأركان، في ظل تحفظ عدد من كبار مسئولي الجيش وسلاح الجو الذين رأوا أن هذه المنظومة خارجة عن المألوف ولا تتلاءم مع الخطر الهجومي.

وبحسب صحيفة "القدس العربي"، أوضح مائير أنّ حرب لبنان الثانية ونتائجها المؤسفة دفعت وزير الأمن آنذاك عمير بيرتس إلى طلب البحث في تطوير حلول تكنولوجية لرد الصواريخ قصيرة المدى. وساهم وزير الأمن إيهود باراك فيما بعد في بلورة مشروع متعدد الطبقات للدفاع الجوي الفعال (صاروخ "حيتس" ضد الصواريخ بعيدة المدى، ومنظومة "الصولجان السحري" ضد الصواريخ متوسطة المدى، و"القبة الحديدية" ضد الصواريخ قصيرة المدى).

وبرأيه فإنّ الإنجاز الذي حققته "القبة الحديدية" مهم لعدة أسباب: أولاً، هو يعبر عن قدرة تكنولوجية إسرائيلية من الطراز الأول. فقد أثبت الجيش مجدداً أنه قادر على استيعاب منظومات سلاح جديدة وجعلها عملانية، كما أن التنسيق

بين المطورين لمنظومات السلاح وبين المستخدمين له يشجع على بيع هذه المنظومات إلى دول أخرى. ثانياً، إن نجاح المنظومة الجديدة يمنح إسرائيل وقادتها بعداً نوعياً جديداً في الرد على تهديدات حماس وحزب الله.

وأقر الجنرال الإسرائيلي أن المنظومة الجديدة لا تشكل رداً على كل السيناريوهات، لكنه استطرد بأنها تدل على إمكانات جديدة وحيوية لا مثيل لها وستضاف من الآن وصاعداً إلى الترسانة الإسرائيلية في مواجهة كل تهديد.

وفي مقابل هذه الانجازات المهمة، شدد مائير، على ان هناك ثمنا مرتفعا. إذ توجد في جنوب إسرائيل بطاريتان من "القبة الحديدية". ومن أجل تأمين المظلة الضرورية لحماية التجمعات السكانية والبنى التحتية الوطنية والعسكرية الحيوية، نحن بحاجة إلى أكثر من 18 بطارية، لكن تكلفة الحصول عليها وتشغيلها باهظة للغاية، ومن المفترض أن يأتي جزء من المبلغ وهو 205 ملايين دولار من واشنطن استناداً إلى تعهداتها السابقة. لكن هذا المبلغ أقل من المطلوب، وإذا لم تُخصص أموال لتمويل شراء هذه البطاريات من موازنة الدفاع نفسها، لن يتم نشر هذه البطاريات قريبا.

وخلص مائير إلى ان المنظومة تحولت إلى مشكلة سياسية، وان الحكومة الإسرائيلية ستضطر إلى توسيع الاستثمار فيها، لكنه توقع أن يتم ذلك "بصورة بطيئة جداً ومتأخرة للغاية".