رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إيكونوميست: الريال الإيرانى يترنح والعقوبات ستؤتى ثمارها

بوابة الوفد الإلكترونية

قالت مجلة "ايكونوميست" إن العقوبات التى يفرضها الغرب على إيران بدأت تؤتى ثمارها.

وـشارت المجلة فى مقال تحت عنوان "خط أحمر والريال يترنح"، إلى أنه بينما يطالب "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلى بفرض خط أحمر على البرنامج النووى الإيرانى، تراجعت قيمة العملة الإيرانية "الريال" بشكل دراماتيكى غير مسبوق، فيما اعتبر أنه خط أحمر من الداخل.
وأوضحت المجلة أنه قبل ست سنوات، عندما كان حديث أمريكا وأوروبا عن مجموعة أولى من التدابير للضغط على إيران لتبرئة نفسها من طموحاتها النووية، وما سمى بـ "العقوبات الذكية، لم يكن الغرب يقصد معاناة الشعب الإيراني، حيث كان الخلاف مع نظام عازم فيما يبدو على الحصول على قنبلة نووية، أو على الأقل القدرة على صنع قنبلة نووية، إلا أنه فى ظل العقوبات التأديبية التى تصاعدت على نحو متزايد في مواجهة التعنت الإيراني، فإن الإيرانيين العاديين هم الذين يدفعون الثمن حاليا.

سقوط الريال

فخلال اليومين الأولين من أكتوبر الجارى فقد الريال الايرانى أكثر من 25% من قيمته مقابل الدولار، ومنذ نهاية العام الماضي انخفض الريال بنسبة أكثر من 80٪، معظمها في الشهر الماضي فقط ، وعلى الرغم من الإعانات التى  تهدف إلى مساعدة الفقراء، إلا أن أسعار المواد الغذائية، مثل الحليب والخبز واللبن والأرز والخضراوات، تضاعفت منذ بداية العام، واصبح الدجاج عملة نادرة ، وعندما تتاح فى الاسواق ، تحدث أعمال شغب نتيجة التدافع والتزاحم على الشراء. وقامت الشرطة فى الثالث من اكتوبر الجارى باطلاق الغاز المسيل للدموع على مواطنين فى طهران يتظاهرون على انهيار الريال ، واغلقت السوق الرئيسية فى المدينة بسبب استحالة التعرف على الأسعار الدقيقة للعملة المحلية.
وفى الشهر الماضي تم تقديم عريضة موقع عليها من اكثر من 10 الاف شخص من الاتحادات والغرف التجاريةالى وزير العمل، حملت صرخة ألم، حيث تضمنت العريضة شكوى من الزيادة المذهلة في الأسعار، والتى تجاوزت اسعار العام الماضي، بينما لن ترتفع أجور العمال في نفس الفترة سوى بنسبة 13٪ فقط. ويعتقد ان معدلات البطالة تزيد بمقدار ثلاث مرات عن المعدل الرسمي الذى تعلنه الحكومة وهو 12٪ ، كما ان الملايين من عمال المصانع غير المهرة يتقاضون أجور أقل بكثير من خط الفقر الرسمي المقدر بحوالى 10 ملايين ريال شهريا ، أى  نحو 300 دولار في الشهر.

وعلى الرغم من أن سوء الإدارة الاقتصادية والمالية لحكومة الرئيس "محمود أحمدي نجاد" والخلافات المزمنة داخل النظام ، ساهمت في الفوضى الاقتصادية، الا ان سرعة التدهور الأخير فى الاوضاع ، جاء أيضا نتيجة لتصعيد العقوبات على قطاع الطاقة الايراني الحيوي، الذي يوفر حوالي 80٪ من الإيرادات عبر الصادرات.  فقد تم فرض حظر نفطي من قبل الاتحاد الأوروبي في يوليو الماضى ، وغيرها من التدابير التي شملت خروج ايران من الآليات المالية الدولية لتسوية التأمين البحري.

وحتى قبل الهبوط الاخير للعملة الايرانية، قال وزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، فى الثلاثين من سبتمبر أن الحكومة الإيرانية ستخسر  ما بين 45 مليار دولار إلى 50 مليار دولار من عائدات النفط بحلول نهاية السنة بسبب العقوبات ، واضاف :" ان الاقتصاد الإيراني اصبح على حافة الانهيار".

لازال الوقت مبكرا

ومع ذلك رأت المجلة ، انه قد يكون من

السابق لاوانه القول ما اذا كانت العقوبات ستقنع ايران بالحد من برنامجها النووي أو السماح لمراقبين من الخارج للتحقق من أنه مخصص للأغراض السلمية فقط، كما أدعت ودائما.
واضافت المجلة ان يبدو في بعض الأحيان، كما لوان "أحمدي نجاد" يود  من خلال المفاوضات التى تجرى مع الغرب حول البرنامج النووى ، ان يتوصل الى صفقة من شأنها أن تخفف الوضع الايران الاقتصادي المتأزم ، الا ان "نجاد" الذى قضى قترتين فى الرئاسة ، لا يريد ان يفقد اصدقاء في الانتخابات الرئاسية العام المقبل ، بمن فى ذلك المرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي يدير الامور المتعلقة بالقضايا الكبرى مثل المشروع النووى، فهو ما زال يتحدث بكل سرور عن "اقتصاد المقاومة" الذي لا يعتمد على النفط.

شكوك نتنياهو

ومن أبرز المشككين فى العقوبات هو رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، حيث يقول أنه مهما كانت التكلفة الاقتصادية، فأن إيران لن تحيد عن طموحها للحصول على سلاح نووي، ومن المرجح ألا يتم ذلك إلا عن طريق العمل العسكري . وقالت المجلة :"  في أداء بارع في الجمعية العامة للامم المتحدة فى 27 سبتمبر، وفيما يهدف الى كسب التأييد الدولي للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، عرض " نتنياهو" ، خلال كلمته، صورة لقنبلة كرتونية توضح مدى قرب الجمهورية الإسلامية من انتاج القنبلة النووية.
ويرى "نتنياهو" ان ايران ستصل الى هدفها بحلول الربيع المقبل أو أوائل صيف العام المقبل ، وطالب بتحديد خطا احمر لايران بحيث يتم اللجوء الى العمل العسكرى اذا تم تجاوز هذا الخط .

وفى ظل حالة الانقسام الامريكى بين مؤيد ومعارض للعمل العسكرى وجدوى العقوبات ، وقرب موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية وعلاقة الصداقة التى تجمع بين "نتنياهو" والمرشح الجمهورى "ميت رومنى" ، واستبعاد بعض المحللين الامريكيين وصول ايران الى مبتغاها لعدم وجود مؤشرات على ذلك على الارض ، وعدم قدرة اسرائيل على تنفيذ هجمات بدون دعم امريكى حتى اذا اراد "نتنياهو" ان يحرج الرئيس الامريكى "باراك اوباما" قبل الانتخابات ، فأن الرهان الحالى هو ان تجبر العقوبات ايران على الحل الدبلوماسى التفاوضى ، لتجنب الازمة الاقتصادية الطاحنة.