قوات التحالف وجيش "القذافي" يقصفان الشعب الليبي
استهدفت غارات التحالف الدولي علي الضاحية الشرقية لطرابلس "حيا سكنيا ما أوقع عدداً كبيراً من القتلي المدنيين"، كما ذكرت وكالة الانباء الليبية نقلا عن مصدر عسكري. وقال المصدر ان القصف علي تاجوراء استهدف حيا سكنيا". واضاف ان القذائف التي سقطت علي هذا الحي ادت الي سقوط عدد كبير من المدنيين. وأوضح ايضا انه يتم قصف مواقع مدنية وعسكرية في مدينة الجفرة" . وكانت الوكالة اوضحت ان القصف الذي شنته قوات التحالف للمرة الثالثة استهدف المسعفين الذين كانوا يعملون علي انتشال القتلي والجرحي بعد غارتين علي حي سكني في منطقة تاجوراء. واعلن نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم خلال مؤتمر صحفي ان الغارات استهدفت ايضا مواقع عسكرية ومدنية في طرابلس ومصراتة وجنوب بنغازي ومدينة الجميل التي تبعد 120 كلم الي جنوب غرب طرابلس. وسمع دوي مضادات ارضية وانفجارات عديدة صباح امس في طرابلس، في اليوم السادس من الهجوم الذي يشنه التحالف الدولي علي نظام القذافي. وبدأت المضادات الارضية باطلاق النار وبعدها دوي العديد من الانفجارات القوية، كما اوضح المراسل الذي تعذر عليه تحديد مصدر هذه الانفجارات. وكانت قوات التحالف الدولي شنت مساء امس الاول غارات جوية علي طرابلس كما اعلن شهود عيان الذين اكدوا سماع اصوات مقاتلات تحلق في سماء العاصمة ونيران المضادات الارضية تدوي بغزارة وتضيء سماء طرابلس. واضاف الشهود انه دوي انفجار كبير في قاعدة تابعة لسلاح البر الليبي في منطقة تاجوراء (32كلم شرق طرابلس)، اعقبه اندلاع النيران في القاعدة. وقصفت القوات الحكومية الليبية مستشفي مصراتة، ثالث مدينة ليبية تبعد 200 كلم شرق طرابلس، اضافة الي منازل. وقال احد سكان المدينة ان قوات الرئيس الليبي قصفت مستشفي مصراتة الرئيسي. واعلن متحدث باسم الثوار في المدينة ان الوضع سييء للغاية وخطير جدا هنا في مصراتة. ان الدبابات تقصف المستشفي ومنازل. وتأتي عمليات القصف هذه في حين شن التحالف ضربات ضد قوات القذافي علي الارض وخصوصا في مصراتة حيث قتل، بحسب طبيب، 17 شخصاً بينهم خمسة اطفال بيد قناصة وقذائف القوات الحكومية. ولكن مساعد وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم نفي حصول اية عملية عسكرية في المدينة، مكرراً بأن النظام يحترم وقف اطلاق النار الذي فرضه قرار مجلس الامن الدولي. وقال خلال مؤتمر صحفي: " يجب ان تحترم الاطراف الاخري، متمرودون وتحالف، وقف اطلاق النار". واكدت شركات الماء والكهرباء والاتصالات ان شبكاتها تضررت في مصراتة بعد اعمال التخريب وغارات التحالف نافية حصول اي انقطاع متعمد. وقال المسئولون عن هذه الشركات خلال المؤتمر الصحفي ان التقنيين التابعين لشركاتهم لم يتمكنوا من الوصول الي المدينة لاصلاح الاعطال بسبب انعدام الامن. وحرم سكان مدينة مصراتة البالغ عددهم حوالي نصف مليون نسمة من الماء والكهرباء والاتصالات منذ اسبوع. ويتهم السكان السلطات بأنها تعمدت قطع هذه الخدمات لمعاقبة المدينة.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا سيواصل الغارات الجوية علي اهداف عسكرية في ليبيا تابعة لقوات القذافي. وقال الوزير لاذاعة "ار تي ال": "سنواصل الضربات الجوية، ونحن نستهدف الامكانات العسكرية ولا شيء آخر". واضاف: "سيستمر ذلك طالما لزم الامر"، معتبرا ان بداية العمليات منذ السبت شكلت نجاحا. وأعلن أن الهدف هو حماية السكان المدنيين. وردا علي سؤال حول القصف الذي طال مدنيين، قال جوبيه نقلا عن عسكريين "انه العكس تماما ما حصل". واكد الوزير أخيراً أن فرنسا تؤيد اعطاء حلف شمال الاطلنطي"الناتو" مسئولية احترام منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا بما ان الحلف اعلن جهازية لذلك. وقالت الرئاسة الفرنسية : "بامكاننا ان نكون فخورين بما تحقق في ليبيا مع العملية العسكرية التي يقوم بها التحالف". وقال المصدر: "يمكننا ان نكون فخورين بما تحقق والذي هو كبير". واضاف ان قمة باريس لدعم الشعب الليبي اعدت خلال 48 ساعة، كانت هناك حاجة ماسة لان بنغازي كانت مطوقة بدبابات القذافي وتهدد باطلاق النار. واوضح: "منذ ذلك الوقت نجحنا في تقليص وبشكل كبير عدد الضحايا المدنيين امام قوات القذافي. نجحنا في فك الخناق عن بنغازي ونجحنا في تقليص القدرات العسكرية للقذافي بشكل كبير جدا". واضاف قصر الاليزيه: "بالنسبة للباقي، يعود الي الشعب الليبي واليه وحده تحديد مستقبله واختيار قادته".
وتعتبر باريس ان هذا التدخل العسكري عادل لان القذافي رد علي تطلعات التغيير والديمقراطية عند الشعب الليبي باستعمال الاسلحة الحربية ضد شعبه ورد علي قراري مجلس الامن الدولي بتكثيف اعمال العنف لفرض ارادته بالقوة علي شعبه. وقالت الرئاسة الفرنسية ايضا ان التدخل العسكري ليس هدفا بحد ذاته، يجب ايجاد مخرج سياسي للازمة. . من المستحسن ان يبدأ المجلس الاوروبي ببحث هذا المخرج والتفكير فيه. واضاف المصدر: "ليس هناك حل عسكري
وقال مساعد مستشار الامن القومي لمراسل في شبكة "ام اس ان بي سي" الاخبارية:"لا يفاجئني ان يكون البعض حاول تحت الضغط الكثيف اجراء اتصالات سعيا وراء مخارج. لكني لن ادخل في التفاصيل". ومن جهة اخري أعلن مسئول امريكي كبير ان وزارة الخارجية الاميركية تلقت مرارا اتصالات حتي بداية الاسبوع من مسئولين ليبيين مثل وزير الخارجية موسي كوسا وعبد الله السنوسي صهر القذافي واحد رؤساء أجهزة الاستخبارات. وردا علي سؤال حول هذه المحادثات، تطرق المصدر الي احتجاز اربعة صحفيين في صحيفة نيويورك تايمز. وكانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اعربت، عندما بدأت الضربات العسكرية السبت في 19مارس، عن املها في ان يشهد معكسر القذافي انشقاقات. لكنها قالت ان مقربين من الرئيس الليبي اجروا اتصالات في العالم اجمع لايجاد مخرج للنزاع. ولما طلب منها اعطاء تفاصيل ، اكتفت كلينتون بالتأكيد انه يعود للقذافي وللذين حوله ان يحددوا المراحل المقبلة. ومن جهته اعتبر وزير الدفاع روبرت جيتس ان حصول انشقاقات جديدة في محيط الرئيس الليبي بعد خمسة ايام من التدخل العسكري، أمر ممكن.