فوكوشيما .. تهدد بوقوع كارثة نووية في اليابان
عواصم العالم ـ وكالات الانباء: تسابق السلطات اليابانية الزمن من اجل تبريد المفاعلات في محطة فوكوشيما بهدف تجنب وقوع كارثة نووية.
يأتي ذلك فيما يتزايد عدد الدول التي طلبت من رعاياها الابتعاد عن منطقة الخطر والابتعاد حتي عن العاصمة طوكيو. وللمرة الاولي منذ بدء هذه الأزمة ، عملت اربع مروحيات عسكرية يابانية الي رش 30 الف لتر من المياه علي المفاعلين الثالث والرابع. وترمي هذه العملية الي ملء حوض الوقود النووي المستخدم في المفاعل الرابع الذي اصابته اضرار جراء اندلاع النيران. وكان هذا الحوض شبه جاف ما يعزز مخاطر الاشعاعات.وحذر الخبراء من ان انصهار هذا الوقود من شأنه أن يولد اشعاعات نووية توازي كارثة تشرنوبيل. وسيحاول عمال مؤسسة الكهرباء اليابانية "طوكيو الكتريك باور" بمساعدة رجال الاطفاء وعناصر الشرطة الوصول الي الخزان بواسطة صهريج مزود بمضخة مياه. وتأمل مؤسسة الكهرباء ان تعيد التغذية بالطاقة الكهربائية الي المحطة، الامر الذي يتيح اعادة تشغيل مبردات المفاعلات واعادة ملء الحوض. وكانت انظمة التبريد تعطلت الجمعة الماضية بعد الزلزال العنيف و الاقوي في تاريخ اليابان، وموجات المد البحري (تسونامي) التي تلته. وقالت المؤسسة الفرنسية للحماية النووية ان الساعات الثمانية والاربعين المقبلة ستكون حاسمة. و أعرب امبراطور اليابان اكيهيتو في خطاب الي الامة بثه التلفزيون عن قلقه العميق حيال الازمة، وذلك في خطاب ازمة هو الاول منذ توليه العرش في العام 1989. واعلن رئيس الهيئة الاميركية للسلامة النووية ان خزان المياه التابع للمفاعل الرابع في محطة فوكوشيما النووية فارغ من المياه ما قد يؤدي الي مستويات مرتفعة جدا من الاشعاعات.
وقال جريجوري جاتشكو امام الكونجرس :"بالاضافة الي المفاعلات الثلاثة التي كانت تعمل خلال الحادث، فان مفاعلا رابعا يشكل ايضا من الان وصاعدا سببا للقلق. هذا المفاعل لم يكن يعمل اثناء الزلزال". واضاف: "نعتقد انه حصل انفجار للهيدروجين علي مستوي هذا المفاعل". وقال:"نعتقد ان جزءا منه قد دمر وانه لم يعد هناك ماء في خزانات الوقود المستعملة وان مستويات الاشعاعات مرتفعة جدا ما يمكن ان يهدد عمليات الاغاثة التي تجري في المحطة لتفادي وقوع كارثة.
وكان جريجوري يتحدث امام البرلمانيين الامريكيين عن اخر تطورات الازمة اليابانية بعد ان كان قد التقي في وقت سابق الرئيس باراك اوباما. واوضح انه في وضع مشابه، كانت الولايات المتحدة قد اعلنت منطقة اخلاء اوسع من تلك التي اعلنتها السلطات اليابانية التي اخلت المنطقة بعمق شعاع من 20 كلم. ولهذا طلبت الولايات المتحدة من الرعايا الامريكيين الذين يعيشون في شعاع من 80 كلم من محطة فوكوشيما النووية ان يتركوا المنطقة. واقترح الرئيس الامريكي باراك اوباما علي رئيس الحكومة اليابانية ناوتو كان ارسال المزيد من الخبراء النوويين الي اليابان لمساعدة السلطات اليابانية علي حل ازمة محطة فوكوشيما النووية.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوكيو ايدانو خلال مؤتمر صحفي ان الرئيس اوباما ابلغ رئيس الحكومة ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المزيد من الدعم من خلال ارسال المزيد من الخبراء النوويين والمشاركة في جهود اعادة الاعمار علي المديين الطويل والمتوسط . وتحادث اوباما وكان هاتفيا حول الازمة التي تجتازها اليابان بعد الزلزال والتسونامي في 11 مارس واديا الي سقوط الاف القتلي واثرا علي عمل المحطة النووية اليابانية. واتخذت عدة دول اجراءات لافساح المجال امام رعاياها للابتعاد عن منطقة محطة فوكوشيما1 النووية في شمال شرق اليابان او مغادرة البلاد بسبب مخاطر وقوع كارثة نووية. وسمحت وزارة الخارجية الامريكية لعائلات موظفي سفاراتها في المناطق الاكثر تضررا من الزلزال والتسونامي في اليابان بمغادرة هذه المناطق اذا رغبت في ذلك. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية باتريك كينيدي ان وزارة الخارجية سمحت بالرحيل الطوعي بما يشمل الانتقال الي مناطق آمنة في اليابان لعائلات موظفي الحكومة الامريكية. واوصت السفارة الامريكية في طوكيو الرعايا الامريكيين المتواجدين علي بعد 80 كلم حول منطقة المحطة باخلائها. وقالت السفارة انه بعد درس اخر المعطيات :"نوصي علي سبيل الاحتياط المواطنين الامريكيين المقيمين علي مسافة قطر يبلغ 80 كلم حول محطة فوكوشيما النووية باخلاء المنطقة او الاحتماء في مكان آمن في حال تعذر الاجلاء". كما اوصي الجيش الامريكي بتجنب منطقة شعاعها 80 كلم حول المحطة للقوات الامريكية الا في حال صدور امر محدد.
ومن جهتها اوصت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها المتواجدين في طوكيو وشمالها بمغادرة المنطقة. واعتبرت ايضا ان الوضع في خارج منطقة الحظر التي اعلنتها السلطات اليابانية حول المحطة لا يطرح مشكلة فعلية في مجال الصحة . واعلنت الخارجية الفرنسية ان باريس وضعت طائرتين حكوميتين في تصرف الفرنسيين الراغبين في مغادرة اليابان تضاف الي طائرات شركة "اير
ودعت الحكومة السويسرية رعاياها الي مغادرة اليابان او علي الاقل المناطق التي تعتبر خطرة. واعلنت بلجيكا انها سترسل الي اليابان طائرة عسكرية لتأمين وسيلة نقل اضافية لحوالي 700 بلجيكي يقيمون في اليابان في حال رغبوا بالمغادرة. وقررت روسيا اجلاء عائلات دبلوماسييها من اليابان لكنها لا تفكر في هذه المرحلة باجلاء كل موظفيها كما اعلنت الخارجية الروسية. وطلبت استراليا من رعاياها المغادرة. ووضعت سفارة فيتنام في طوكيو حافلات في تصرف الرعايا المقيمين في شمال اليابان لتأمين وصولهم الي العاصمة طوكيو والمغادرة. واعلنت الشرطة اليابانية ان الحصيلة الرسمية للقتلي والمفقودين بعد الزلزال والتسونامي المدمرين اللذين ضربا الساحل الشمالي الشرقي للبلاد بلغت 14650 شخصا. وقالت الشرطة في اخر حصيلة لديها ان عدد القتلي المؤكد من جراء الكارثة بلغ 5321 فيما ارتفع عدد المفقودين الي 9329. واصيب 2383 شخصا من جراء الكارثة. لكن بعض التقارير اشارت الي ان الحصيلة النهائية قد تكون اعلي بكثير. واعلن بنك اليابان انه ضخ ستة الاف مليار ين (54 مليار يورو) في الاسواق النقدية في عمليتين لدعم الاقتصاد بعد الزلزال، ما يرفع المبلغ الاجمالي الذي ضخه منذ مطلع الاسبوع الي 34 الف مليار ين (309 مليارات يورو). وقام المصرف اولا بعملية ضخ خمسة الاف مليار ين صباحا ثم تلتها عملية ثانية لضخ الف مليار ين ظهرا. وتضاف هاتان العمليتان الي عدة عمليات مماثلة قام بها بنك اليابان منذ الاثنين الماضي، اليوم الذي ضخ فيه حوالي 15 الف مليار ين في اكبر عملية ضخ تجري في يوم واحد. ويريد بنك اليابان عبر ذلك مساعدة المصارف علي التمول لا سيما وان الحركة النقدية شهدت اضطرابا منذ وقوع الزلزال وموجات المد البحري في شمال شرق اليابان الجمعة. وقد دمرت مناطق بالكامل في شمال شرق جزيرة هونشو الكبري من جراء الزلزال والتسونامي ، فيما يتوقع ان تكون الاحتياجات المالية لاعادة الاعمار هائلة.