رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ك.مونيتور: "لا لتصدير الثورة".. رسالة مرسى للخليج

الرئيس محمد مرسي
الرئيس محمد مرسي في السعودية

رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية ان اختيار "مرسى" للسعودية لتكون محطته الاولى الخارجية بعد انتخابه رئيسا لمصر، تأتى لطمأنة المملكة وغيرها من دول الخليج بأنه لا تصدير للثورة المصرية اليهم.

مساعدات مقابل تطمينات

واكدت الصحيفة ان دول الخليج الغنية التى وعدت بمساعدات مالية سخية للاقتصاد المصرى المتأزم، ستحاول الحصول على تطمينات من "مرسى" بشأن مخاوفها من هبوب رياح التغيير من مصر اليها. واضافت ان العلاقات المصرية الخليجية سيتحدد شكلها بناء على مبادرات الاخوان المسلمين فى الاسابيع القليلة المقبلة.

شكوك الخليج

وقالت الصحيفة ان العديدين يراقبون عن كثب كيف سيدير "مرسي" العلاقات مع دول الخليج، حيث يواجه شكوكا قوية، فقد استضافت المملكة العربية السعودية بعض أعضاء جماعة الإخوان في المنفى في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، خلال الحملة التى شنها الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر " على الجماعة، الا ان الامور والاوضاع تغيرت فى ظل وجود جماعات إسلامية بالسعودية تطالب بالإصلاح السياسي، وكذلك بعض جماعات العنف الاسلامية التى نشئت في منطقة الخليج، مما يهدد سلطة الملوك.

مرسى عزز آمال الإسلاميين

ورأت ان فوز الرئيس "محمد مرسى" برئاسة مصر، جعل التيارات الاسلامية فى منطقة الشرق الاوسط والخليج العربى تشعر بالأمل فى امكانية التغيير بالمنطقة ووصول التيارات الاسلامية الى الحكم. وقالت الصحيفة: "انه قبل عام ونصف تقريبا من الان كان "مرسى" مجرد عضو فى جماعة محظورة هى " الاخوان المسلمين"، بل انه اعتقل خلال الاحتجاجات على حكم الرئيس المخلوع "حسنى مبارك" العام الماضى، والان اصبح "مرسي" رئيسًا لمصر، بينما تستحوذ جماعة الاخوان على النسبة الاكبر من مقاعد البرلمان.

نزاع مرسى والعسكرى على السياسة الخارجية

واوضحت الصحيفة ان ملفات السياسة الخارجية المصرية ستكون محور صراع بين المجلس العسكرى والرئيس "مرسى"، فهناك العديد من الملفات ومنها ملف غزة، ظل طوال السنوات الماضية فى يد المخابرات المصرية، ومن المؤكد ان تشكيل الوزارة الجديدة فى مصر سيشهد بعض المنازعات على الوزارات الحساسة ومنها وزارة الخارجية، وتوقعت الصحيفة ان يتمسك المجلس العسكرى بأن تكون وزارة الخارجية تحت نفوذه. واستبعدت الصحيفة حدوث تغيير سريع فى التركيبة الوزارية المقبلة. ومع ذلك  يرى "شادي حامد"، مدير الأبحاث في مركز "بروكنجز الدوحة"، ان النفوذ العسكري على السياسة الخارجية لا يعني ان السياسة  الخارجية سوف تكون ثابتة تماما، ففي حالة حماس، على سبيل المثال، "حتى لو لم يتحكم" مرسي" في السياسة الخارجية، فإن الجانب الرمزي للمنصب مهم"، واضاف "حامد : ""جماعة الاخوان المسلمين ستحاول بالتأكيد أن يكون لها رأي في السياسة الخارجية، لذلك أنا لا أعتقد أننا يجب أن نقلل من ذلك".

لماذا السعودية؟

واوضحت الصحيفة ان "مرسى" اختار ان تكون اول زيارة له للخارج هى السعودية  الحليف الاكبر للرئيس السابق " حسنى مبارك" والبلد الذى لم يرحب بالثورة المصرية العام الماضى ووقف ضدها. ورأت الصحيفة ان "مرسى" على ما يبدو اراد ان يؤكد العلاقات القوية والتاريخية التى تربط مصر بالسعودية، على الرغم  من شكوك حكام السعودية تجاه جماعة ا"لاخوان المسلمين" التى ينتمى اليها "مرسى".

تغيير فى العلاقات

واوضحت الصحيفة ان بعض المراقبين يتوقعون ان "مرسى" – اول رئيس اسلامى لمصر -  سيحدث تغييرا ليس فى علاقة مصر بدول الخليج الكبرى فحسب، بل مع بقية دول المنطقة، واذا كان الجيش المصرى لا زال يحتفظ بسلطة واسعة وقوية، ولازال هو القوة الاكبر فى مصر فى الوقت الراهن، فإن "مرسى" يريد ان يكون ذا نفوذ وقوة على مستوى المنطقة، سواء من الناحية الرمزية او العملية. ونقلت الصحيفة عن "مايكل حنا" محلل شئون الشرق الاوسط فى مؤسسة "القرن الجديد" فى نيويورك قوله: "ان فوز "مرسى" يحمل قيمة رمزية كبيرة للجماعات الاسلامية بالمنطقة " واضاف: "ان الفوز يؤكد نجاح السياسة التى اتبعتها تلك الجماعات المنظمة، كونه يمثل انتصارا كبيرا، ويعتبر معيارا لفروع جماعة الاخوان المسلمين فى البلدان الاخرى وغيرها من الجماعات الاسلامية فى المنطقة فى توقعاتهم وطموحاتهم المستقبلية.
وقالت الصحيفة ان جماعة الاخوان المسلمين فى ليبيا تقول انها ضمنت كتلة من المقاعد فى الجمعية الوطنية الجديدة استنادا الى النتائج الاولية، فى تونس استحوذ حزب النهضة الاسلامى على العدد الاكبر من المقاعد فى انتخابات الجمعية الدستوربة

العام الماضى، ومن قبل نجحت حركة "حماس" التى تعتبر فرعًا للاخوان المسلمين فى غزة فى الفوز فى الانتخابات وشكلت الحكومة الفلسطينية عام 2007.

الاخوان والامارات

ونقلت الصحيفة عن "سلطان القاسمى" المعلق السياسى فى الامارات قوله :" ان فوز "مرسى" ربما يلهم الجماعات الاسلامية فى الخليج للتطلع الى السلطة. واضاف "القاسمى" ان الحركة الاسلامية فى الامارات ربما تتشجع وتشعر بالقوة، بعد فوز الاسلاميين فى مصر، بل انها يمكن ان تحاول تعزيز العلاقات مع الاخوان المسلمين بمصر على امل ان يكون ذلك بمثابة ضغط على السلطات الاماراتية، مشيرا الى ان مثل هذه الخطوة يمكن ان تؤدى الى رد فعل عنيف من جانب السلطات الاماراتية.

اسرائيل وغزة

اما بالنسبة لاسرائيل فإن فوز مرسى لم يكن محببًا، إلا أنه وعد باحترام كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لمصر ومن غير المتوقع حدوث اى تعديل او تغيير فى اتفاقية السلام معى اسرائيل، ولكن المتوقع هو حدوث تغيير فى لهجة "مرسى"، فى ظل تعرضه لضغوط شعبية باتخاذ مواقف اقوى مع اسرائيل. ويتنظر قادة حماس فى غزة ما هو اكبر من "مرسى"، حيث يأملون فى مزيد من التعاون مع مصر وان تغير مصر سياستها تجاه القطاع، حيث ان نظام مبارك لم يتعاط مع حماس بل انه كان مساندا لاسرائيل، والمطلب الاول لغزة هو فتح معبر رفح باستمرار لمرور البضائع والاشخاص بين مصر وغزة. وقال "محمود الزهار" احد قيادى حماس فى غزة " ان الشعب الفلسطينى عانى كثيرا بسبب غلق المعابر من جانب نظام "مبارك"، واضاف ان الشعب المصرى قام بالثورة ضد سياسات "مبارك" الداخلية والخارجية.

اخوان سوريا

وقالت الصحيفة ان الاخوان المسلمين فى سوريا اعتبروا فوز "مرسى" قوة دفع لهم فى نضالهم ضد نظام الرئيس السورى "بشار الاسد". ونقلت الصحيفة ما قاله "ملهم الدروبى" احد قادة المعارضة السورية من الاخوان المسلمين، بأن المعارضة السورية تتوقع من مصر ان تمنع مرور السفن الروسية والايرانية التى تحمل المساعدات لنظام "الاسد" من المرور عبر قناة السويس، كما انها تتوقع الدعم اللوجستى والمالى والسياسى من مصر للشعب السورى. ومع ذلك اعترف "الدروبى" ان فوز "مرسى" يشكل ايضا تحديا لجماعة الاخوان المسلمين فى سوريا، حيث ان الفضائل الاخرى فى المعارضة السورية تنظر بشك وتوجس الى الاخوان المسلمين، وان لهم اجندة خاصة بهم للقفز على السطة وفرض نظام اسلامى على البلاد وهو ما ينعكس سلبا على وحدة المعارضة، ويعزز من الانتقادات الموجهة للاخوان داخل المجلس الوطنى السورى الذى يجمع اطياف المعارضة.
واضاف ان "مرسى" عليه ان يثبت للعالم اجمع ان جماعة الاخوان المسلمين لا تشكل تهديدا لاحد، وانه قادرة على ادارة بلد مثل مصر وانها لا تستبعد ولا تقصى اى فصيل آخر من المصريين على اساس الدين او العرق اوالجنس.