عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ك.مونيتور: روسيا لن تغير موقفها من سوريا

الرئيس الروسى فلاديمير
الرئيس الروسى "فلاديمير بوتن"

قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الامريكية إنه من وجهة النظر البراجماتية (الواقعية) لا يوجد سبب قوى يجعل روسيا تتخلى عن حليفها الرئيس السورى "بشار الاسد".

وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" سيقوم بزيارة غدا الجمعة لكل من باريس وبرلين، ورغم ان الزيارة تهدف فى الاساس الى مناقشة قضايا اقتصادية، الا ان التطورات الاخيرة فى الازمة السورية وتدهور الاوضاع هناك، والانقسام بين روسيا والدول الغربية تجاه الوضع فى روسيا، سيكون على رأس جدول الاعمال. فقد سادت توقعات بأن روسيا قد تغير موقفها المعارض للتدخل العسكرى الدولى فى سوريا، فى اعقاب مذبحة "الحولة" التى وقعت منذ ايام فى مدينة "حمص" .
وجاء ذلك بعد ان انضمت روسيا للدول الأخرى الدائمة العضوية فى مجلس الأمن في إقرار بيان نادر يدين حكومة الرئيس السوري "بشار الأسد" بعد يومين من المذبحة، إلا أن وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" خرج ليوضح ان بلاده تلقى باللوم في اعمال العنف على الجانبين  وليس حكومة "الاسد" فقط، كما سارع المسؤولون الروس الى نفي ان الادانة الروسية للمذبحة، تعنى تغيير الموقف الروسى.
فقد اقترحت دول اوروبية عديدة فرض عقوبات مشددة على سوريا، كما اعلن الرئيس الفرنسى "فرانسوا هولاند" ان التدخل العسكرى الخارجى فى سوريا ليس مستبعدا، والمح الى انه قد يطلب من الرئيس الروسى "بوتين"، عدم الوقوف امام هذا الخيار. كما انتقدت وزيرة الخارجية الامريكية "هيلارى كلينتون" اليوم امام جمع من الطلاب فى "كوبنهاجن" الموقف الروسى، وقالت: "اننى اقول للروس ان سياستكم ستساهم فى اشعال الحرب الاهلية فى سوريا". الا ان "ديمترى بيسكوف" المتحدث باسم الرئيس "بوتين" رد بشكل قاطع، "بأن السياسة الروسية تجاه سوريا لن تتغيير تحت اى ضغوط، واضاف ان الموقف الروسى معروف جيدا، ويقوم على المنطق والتوازن والتنسيق، ولذلك فإنه من غير المناسب تغيير هذا الموقف تحت اى ضغط من احد".
واوضحت الصحيفة ان خبراء السياسة الخارجية الروسية يقولون ان عدم استعداد موسكو لتغيير موقفها الرافض للتدخل العسكرى فى روسيا يبنى على عدة عوامل تقوم فى مجملها على المصالح الروسية الوطنية .
كما ان المحللين الروس يرون ان انتهاك السيادة الوطنية لأى دولة هو عمل امبريالى، حتى لو كان التدخل لاسباب انسانية، ونادرا ما تؤدى التدخلات الى حلول فى المجال الانسانى، والدليل ما حدث فى العراق وكوسوفو وليبيا.
ونقلت الصحيفة عن "بافيال جوسترين" المتخصص فى الشئون العربية فى المعهد الرسمي للدراسات الشرقية في موسكو: "ان روسيا وافقت على التدخل العسكرى فى

ليبيا لحماية المدنيين، ولكنها خدعت بعد ذلك، ولن تخطأ روسيا مرة اخرى". 
وقالت الصحيفة ان روسيا لديها مصالح سياسية واقتصادية كبيرة في سوريا،  وهى احد اكبر عملاء السلاح الروسى منذ عام 1971، حيث تبلغ قيمة عقود الاسلحة نحو 5 مليارات دولار، اضافة الى وجود محطة إمدادات للبحرية الروسية في ميناء "طرطوس" السوري. ومع ذلك يرى العديد من المحللين الروس انه بغض النظر عن المصالح المادية، فإن الغرب لم يقدم الى روسيا سببًا مقنعًا لتخليها عن "الاسد" والموافقة على تدخل عسكرى غربى بقيادة امريكا فى سوريا .
ويقول "يفجيني ساتانوفسكي"، رئيس معهد مستقل للدراسات الشرق الأوسط في موسكو :" اننا نعتقد اننا نعرف كيف يعمل العالم، وكذلك أي شخص آخر، ودبلوماسيينا كانوا نشطيين في منطقة الشرق الأوسط لفترة طويلة، وليس لدينا أدنى وهم رومانسي ان هناك شيئًا ما يأتي بعد "الأسد" سيكون أفضل"،" ونحن نعلم أنه إذا تم تدمير نظام "الأسد"، سوف تنزلق سوريا في فوضى. واصاف: "زملاؤنا الغربيون يشيرون إلى هذه الفظائع الرهيبة، مثل المذبحة التي ارتكبت في نهاية الأسبوع الماضي فى "الحولة"، تستوجب فعل شىء، الا ان الغرب يتحرك عندما يرغب فى تغيير النظام، ولا يهمه بعد ذلك المشاكل الإنسانية ".
واضاف "ساتانوفسكي": "انه بالنسبة لروسيا، تعلمت أن تستند سياستها على المصلحة الوطنية، ولم يف الغرب بوعد واحد في العقود الأخيرة، وببساطة لا نعتقد ان القادة الغربيين يعرفون ماذا يفعلون، ونحن لا نصغي إلى احاديثهم وثرثرتهم بعد الآن  لذلك، فإن روسيا لا تزال متمسكة بسياستها فى  سوريا على نفس الاسس، وليس هناك نقاش كبير حول هذا الأمر في المؤسسة الروسية حاليا. "