رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بيلا" مغربى الأصل ولا يعرف سوى الفرنسية "

بوابة الوفد الإلكترونية

توفى مساء أمس الزعيم الجزائرى أحمد بن بيلا أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عن الاستعمار الفرنسى ليشهد 50 عاما من الحكم الجمهورى الجزائرى .

تولى أحمد بن بيلا حكم الجزائر فى الفترة من 1962 إلى 1965 وكان قبل إشتراكه فى الكفاح المسلح ضد الأستعمار الفرنسى نجما رياضيا فى أولمبياد مارسيليا ولعب لمدة عام بأسم الجيش الفرنسى ونظرا لطول المدة التى عاشها فقد ولد عام 1916 فقد أعتقل ثلاث مرات وكل منها تعبر عن أحد وجوه كفاحه .
ففى 13 مايو 1950 سقط بن بيلا فى أيدى الفرنسيين لأول مرة بعد أكثر من عام فى مطاردته منذ القضية الشهيرة لأحداث وهران التى نظمها مع أيت أحمد . كما تولى تمويل المنظمة الخاصة الجناح العسكرى لحزب الشعب الجزائرى . وخطط فى ذلك الوقت لحركة التمرد فى 1949 لكنها لم تتحقق لكنه نفذها بعد خمسة أعوام فى أول نوفمبر 1954 . لم يكن بن بيلا حتى نهاية يناير 1949 سوى معاون فى الجيش الفرنسى  . وقلده الرئيس الفرنسى شارل ديجول وساما فى إيطاليا حيث أكد بن بيلا أنه غالبا ما كان يعود إلى نفس المكان إعجابا بعدوه القديم خاصة وأنه كان مسئولا عن المنظمة الخاصة فى وهران .شارك بن بيلا فى الأحداث الدموية بمظاهرات السطيف والتى أعتقد الجيش الفرنسى فى البداية  أنها من تدبير مجموعة من البلطجية لكنهم بعد عام أكتشفوا أنها عمليات لتمويل منظمات شبه عسكرية للكفاح المسلح تضم أكثر من ألفى شخص
قضى بن بيلا عامين أستغلهما فى تعلم اللغة العربية حيث كانت لغته الوحيدة الفرنسية وفى مارس 1952 هرب بن بيلا من سجنه فى ظروف غامض وسافر إلى القاهرة . فى 22 أكتوبر 1956 أجبرت القوات الفرنسية  طائرة كانت تحمل قادة جبهة التحرير الوطنى إلى منفاهم بالقاهرة على الهبوط فى مطار الجزائر . عاد بن بيلا إلى المغرب عبر تونس ليشارك فى مؤتمر دول المغرب . وأكدت مجلة لو بوان الفرنسية أن فرنسا لم تقدر قيمة أحمد بن بيلا وشعبيته الطاغية .
وبعد مؤتمر السومام فى أغسطس 1956 بدات الحروب بين قادة وزعماء جبهة التحرير الوطنى بين قادة الحركة فى الجزائر والمجموعة المستقرة بالعاصمة المصرية .
وبعد هبوط طائرة بن بيلا ورفقاءه فى مطار الجزائر ألقى

القبض عليهم وأقتادوهم إلى السجن بجزيرة إيكس وكان يحرسهم أكثر من 150 مجند . ويروى  سكان الجزيرة العديد من الذكريات المؤلمة عن تلك الحقبة . نجح أحمد بن بيلا فى تلك الفترة من الفوز بمنصب نائب رئيس الحكومة المرتقبة لجمهورية الجزائر  وهى المبادرة التى تزعمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
أستفاد بن بيلا من سجنه لدى خروجه عام 1962 ليفوز بأنتخابات الرئاسة فى نهاية العام ثم يتولى رئاسة الوزراء عام 1963 وعمل على تركيز جميع الصلاحيات فى يده على غرار السياسة المصرية فقد أراد أن يكون ناصر الجزائرى فقام بتوزيع الأراضى على الفلاحين ووجعل العمال يمتلكون مصانعهم وحقق حلم الأدارة الذاتية لكنه أصطدم بالواقع مع جبهة التحرير الوطنية والعسكريين .
أنشغل بن بيلا بمجده والدبلوماسية الخارجية لبلد لأول مرة يصبح له صوتا مستقلا وأصيلا . وطرح التقرير الذى كتبه فرانسوا جيوم لوران بمجلة لوبوان عما كان سيحدث لو أستمر حكم بن بيلا لفترة أطول .
فى عام 1965 قاد وزير الدفاع هوارى بومدين إنقلابا ضده وأودعه فى السجن لتبدأ رحلته الجديدة مع السجن والى أستمرت حتى عام 1979 عندما أطلق سراحه تم نفيه إلى مدينة لوزان لعشر سنوات وعاد إلى الجزائر فى 1990 حيث دعم بالرغم من عدة تحفظات الرئيس الحالى عبد العزيز بو تفليقة والذى أطلق عليه الشقيق الأصغر فى حوار أجرى معه بمجلة أفريقيا الشابة  العام الماضى والذى روى فيه تاريخ الكفاح الجزائرى خاصة إنتفاضة نوفمبر 1954 والتى قادها بنجاح .