رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكايات الجبنة الفرنساوي

حكايات الجبنة الفرنساوي والمسئول المرتشي ومواجهة الرئيس

 

مازلت أكتب لكم من باريس ومنذ لحظات فتحت التليفزيون الفرنسي في غرفتي بالفندق فوجدت الرئيس ساركوزي أمام ثلاثة من المحاورين وهات يا أسئلة وكان ساركوزي قد أقال وزارة فرانسوا فيون ثم بعد يوم واحد فقط أعاده هو نفسه لتشكيل الحكومة بعد تخفيض عدد الوزراء المهم ليس موضوعنا ساركوزي ولا سياسته اليمينية التي تنتصر للإصلاحات الاقتصادية منذ ثلاث سنوات ـ هو تولي عام 2007 وستجري انتخابات رئاسية عام 2012 حيث مدة الرئيس خمس سنوات فقط ـ المهم ليس هذا موضوعنا لكن ما استوقفني وأطار النوم من عيني هو طريقة الحوار التي يحاورها بها المذيعون أو المحاورون السيد الرئيس هذه الجرأة في طرح الأسئلة لا شبهة لنفاق أو تزلف أو تملق ثم أن الرئيس يجلس معهم في مواجهة مباشرة.. بث مباشر يا جدع ومسموح لأي فرنسي أن يتصل ومسموح لجمهور الأستوديو أيضاً أن يشارك في الحوار ويواجه ويحاكم الحاكم والرجل سياسي مخضرم يتنقل بلباقة وسهولة من موضوع لموضوع ويخرج من مصائد الأسئلة خصوصاً تلك المتعلقة بالبطالة أو قراره برفع سن المعاشات عامين وثورة الشباب حول هذا القرار أو إضرابات العمال وهي المطبات التي يضعها في طريقه الحزب الاشتراكي الفرنسي، وبالمناسبة ساركوزي رغم كراهيته الشديدة للاشتراكيين ورغم فوز حزبه اليميني في انتخابات 2007 والذي أهله للرئاسة لكنه اختار »30٪« من الوزراء من أعضاء الأحزاب الأخري رغم المنافسة التي تصل لحد الكراهية لكنهم جميعاً يعملون لمصلحة الشعب الفرنسي أخذتني هذه الأفكار وأنا أشاهد تعبيرات وجه الرئيس أقصد ساركوزي طبعاً ـ وهو يبتسم ويرد علي المؤيدين والمعارضين وسرحت في حلم من أحلام اليقظة.. هل يمكن أن يحدث هذا في بلادي؟ بالمناسبة شعبية ساركوزي هبطت بعد الانتخابات المحلية الأخيرة والتي خسر فيها أنصار حزبه اليميني وأكدت استطلاعات الرأي الحقيقية أن »فيون« رئيس الحكومة شعبيته »57٪« مقابل »43٪« للرئيس ساركوزي رغم أن الأول من اختيار الثاني ومع ذلك اعترف ساركوزي انه جاء به مرة ثانية لأن الفرنسيين يريدونه وبالمناسبة أيضاً كل »المير« أو العمد ورؤساء الأحياء والمحافظين بالانتخابات وليسوا بالتعيين فكل حي يختار رئيسه وكل إقليم يختار حاكمه بالانتخابات الحرة الشفافة لذلك تجد العمدة أو المحافظ ولاءه للناس، لسكان الحي لا للوزير أو رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية لذلك تجد رئيس الحي يتفاني في خدمة منطقته ونظافتها ويوفر كل الخدمات لها، هل أحلم مرة أخري أن يكون عندنا المحافظون بالانتخاب؟؟ حلم يقظة..!!

»2« صفقة جبنه مضروبة

علمت من رجل أعمال مصري محترم وحاصل علي الدكتوراه ويقيم في فرنسا أن رجل أعمال مصري معروفاً ومسنوداً من كبار المسئولين صدر صفقة جبنة فرنسي ممنوع تداولها في فرنسا واستطاع هذا الرجل أن يخرجها من فرنسا ويدخل بها لمصر ويوزعها أيضاً عبر الرشاوي وكانت هذه الصفقة قد منعت لسبب قد يبدو تافهاً لدي المصريين لكنه عظيم لدي من يقدرون حياة الإنسان السبب أن هذا »الجبن« قد يسبب بنسبة »5٪« اضطرابات في المعدة والقولون. والمثير للاستفزاز أن المستورد المصري أعلن عن هذا »السر الخطير« في جلسة سكر وهو يشاهد راقصات البورنو في ملهي مولان روج وقال لأصدقائه متفاخراً أنه استطاع بيع الصفقة التي كانت ستعدم هنا وكسب عدة ملايين بعد أن رشي مسئولاً فرنسياً بمائة ألف يورو.. أي أقل من مليون جنيه بينما دفع أضعاف هذا المبلغ لمن مرروا الصفقة في مصر لكن ما حدث آن الرقابة علي الغذاء في فرنسا اكتشفت اختفاء الجبن وهو في طريقه للإعدام وفتحت الملف وجاءت بالمسئول وحاكمته وعوقب بعشر سنوات سجناً لأن بعض العرب أفسدوه وطبعاً صاحبنا إياه هرب خارج فرنسا وهنا من حق أي مواطن أن يتصل برقم معين للتأكد من سلامة الغذاء،ومواصفات أي سلعة يشتريها وليس هناك مجال لغش في الشرب والأكل مطلقاً لأن أحد مفاخر المجتمع الفرنسي اهتمامه بشيئين »الطعام والدواء« وأهم مبادئ الدستور الفرنسي سلامة كل ما يدخل جسم الانسان والعبث بالطعام والدواء جناية كبري لذلك من النادر بل المستحيل أن تجد شركة أو مصنع غذاء أو دواء يعبث في هذين المجالين، هل أحلم مرة أخري بهذا عندنا؟ مجرد حلم يقظة!

 

»3« إزاي الصحة ياحكومة؟

من مفاخر الفرنسيين العظيمة التأمين الصحي والعناية فائقة الجودة بصحة الانسان والتعامل مع المريض كأنه سيد بينما الطبيب من فرط اهتمامه بك تحسبه عبداً والممرضة

من رقتها وبشاشتها تحسبها جارية وقد ذهبت لإجراء عدة تحاليل في يوم واحد ورغم آلام أعاني منها أنستني الوجوه الباشة والاستقبال الآدمي أنني في مستشفي أو معمل وللأسف تذكرت نفس التجربة في أفخم مستشفيات مصر ـ وبدون ذكر أسماء دار الفؤاد أو مثيلاتها ـ فاقشعر بدني وقلت في سري أعوذ بالله حيث تشعر أنك في سلخانة أو عربخانة والأطباء يذكرونك بالشاويش عطية والممرضات كأنهن نجمة ابراهيم في رية وسكينة ـ لقد قرأت تصريحات علي لسان الجبلي يقول ان مشروع قانون التأمين الصحي سيشارك فيه المصريون بنسبة ما وأن هناك »44« ملحوظة علي القانون. وأسأله وأستحلفه بكل عزيز وغال ـ غير غالي وزير المالية الذي يعرقل له المشروع المثقوب ـ أستحلفه أن يأتي الي هنا ويشوف التأمين الصحي بحق ربنا وأقسم لو انه طبق ربع ما يحدث في فرنسا لصنع له المصريون تمثالاً من ذهب لا من عجوة، إنني أدعو الدكتور الجبلي للدخول علي موقع الموساد الاسرائيلي وماذا ينشر عنا كمصريين وسيجد تقريراً منشوراً منذ عامين بعنوان التقرير الصحي للمصريين يبشر بمجتمع مريض مهدد بالفناء، هذا التقرير نشرته الصحف العربية أكثر من مرة ومحتواه يقول انه اذا استمر معدل انتشار الأمراض الخطيرة بين المصريين فسوف ينقرض نصف الشعب المصري بعد خمسين عاماً والنصف الآخر عبارة عن أجساد تنهش فيها الأمراض والفيروسات وهذا هو نص ما نشرته الصحف الاسرائيلية منذ عدة أعوام بعد الأرقام الرهيبة لمرضي ضحايا السرطان والفشل الكلوي والكبدي وفيروسات بي وسي.. إلخ.

للأسف كل وزارات الصحة بما فيها وزارة الجبلي الحالية تتعامل مع صحة المصريين كورقة سياسية فقط ومادام أعضاء الحكومة وعلي رأسها نظيف وغالي والجبلي نفسه وزوجاتهم وذويهم يذهبون للكشف الدوري في مستشفيات الخارج وعلي نفقة الدولة ومادادمت المستشفيات الاستثمارية موجودة للقادرين فقط فليذهب بقية المصريين للجحيم، وهذا هو منطق الحكومة ومن عنده رد يقوله.. الحالة الصحية للمصريين في الحضيض ولا يوجد في كل دول العالم مستشفي يرفض استقبال مصاب في  حادثة الا بعد اجراءات معينة ودفع المعلوم الا في مصر وكأن الرحمة ماتت في هذا البلد وشيعت لمثواها الأخير ولا يوجد بلد في الدنيا لا يراقب مخلفات المستشفيات ويتركها للزبالين يبيعونها لمصانع ألعاب الأطفال ويضبط فيها »8«أطنان قطن ملوث بالدماء مستخدم في لعب الأطفال وتنقل لهم كل الأوبئة الفتاكة.. الحالة الصحية في مصر تجدها حولك فيمن يسقطون صرعي الأمراض اللعينة كل يوم من أقاربك وأصدقائك.. نحن شعب مهدد بالفناء من الأمراض فكيف نحلم ونشعر بالأمان والسعادة. لذلك أطالب كما يحدث هنا بقانون يفرض كشفاً دورياً علي كل مواطن مجاناً وإلزام الدولة بعلاجه كما يحدث في كل البلاد التي تحترم آدمية مواطنيها ولا انتوا عاوزين تحكموا شعب ميت حي.. فهمونا؟! هل أحلم أحلام يقظة أخري من باريس..؟

»آخر الكلام: من يهن يسهل الهوان عليه ـ ما لجرح بميت إيلام »أبوالقاسم الشابي«.