رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: مواجهات الغرب مع الإسلام جهل وتكرار للحرب الباردة

بوابة الوفد الإلكترونية

اكد الكاتب البريطانى "سيمون جينكينس" أن الغرب يدخل فى مواجهات لا داعى لها مع الاسلام السياسى والاسلاميين، كما فعل مع الشيوعية ابان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى سابقا.

وقال الكاتب فى مقال بصحيفة "الجارديان" البريطانية، الذى نشر اسفل صورة تصور امريكا فى هيئة شخص يقف وسط قطيع من الاغنام بينما يوجه يده نحو علم ايران وتركيا كرمز للاسلام، ان ما يفعله الغرب حاليا تجاه الاسلام السياسى يدل على الجهل، فقد اهدر تريليونات الدولارات على  حرب باردة مع الاتحاد السوفيتى بلا طائل، والآن يكرر اخطاءه فى مواجهات مماثلة مع ايران. ورأى الكاتب ان مخاوف القادة الغربيين من شبح الارهاب والارهابيين، امر مبالغ فيه. فربما كانت الحرب الباردة تقوم على مواجهة بين رؤيتين مختلفتين لقيادة البشرية والعالم، وربما ان عدم مواجهة الشيوعية، كان سيسجل كواحد من اكبر الاخطاء، إلا ان المبالغات الغربية من وحود اخطار وهمية، كمثل تلك التى تمثلها ايران احد نماذج الاسلام السياسى، يجب مراجعتها . فقد اوجد الغرب اشباحا مثل الزعيم السوفيتى "ستالين" والزعيم الصينى "ماو"، كما اوجد "صدام حسين" والقاعدة . ونوه الكاتب الى  الكتاب الذى ألفه الكاتب "اندرو الكسندر" تخت عنوان "امريكا وامبريالية الجهل"، والذى خلص فيه الى "ان معظم السياسات الخارجية فى السنوات الاخيرة قامت على جهل منهجى، ونحن – والكلام للكاتب- خدعنا ومازلنا نخدع". وقال "الكسندر" ان "ستالين" لم يفكر يوما ما ان يغزو اوروبا الغربية، او ان يجهز على الرأسمالية الامريكية، فهو لم تكن لديه اى نوايا للتحرك من المواقع التى كان يحتلها فى اوروبا الشرقية. وكان همه الاول هو عدم قيام نهضة المانية يمكن ان تزعج امبراطوريته، ولذلك عمل على تأمين حدوده فقط دون ان يكون له اطماع توسعيه ، كتلك الموجودة عند امريكا . واشار "سيمون" الى ان التصورات الخاطئة للغرب ادت الى سباق تسلح عقب الحرب العالمية الثانية بين امريكا والاتحاد السوفيتى، واستمر هذا السباق وكادت الحرب النووية تقع فى عهد الرئيس السوفيتى "نيكيتا خوروشوف" بسبب تجاهل وزير الخارجية الامريكى آنذاك "جون فوستر دالاس" لدعوة المصالحة التى اطلقها الزعيم السوفيتى "جورجى مالينكوف" بعد وفاة ستالين عام 1953، ولولا حكمة وذكاء الزعيم السوفيتى "ميخائيل جوربتشوف"، والرئيس الامريكى "رونالد ريجان" لكان العالم كله وقع تحت وطأة حرب نووية عنيفة . واوضح الكاتب ان القادة الامريكيين دائما يتجاهلون ما تنقله لهم اجهزة المخابرات، فقد اكدت التقارير اكثر من مرة ان روسيا لا تشكل تهديدا لامريكا، ولكن ذلك لم يكن له اى جدوى، واستمرت الحرب الباردة وانفقت تريلونات الدولارت على سباق التسلح النووى وكانت النتائج

ازهاق مئات الالاف من الارواح، وانتشار الفقر والامراض  وتراجعت الديمقراطية وعانت اوروبا الشرقية كثيرا . فالحرب الباردة لم تكن حربا بين الخير والشر ، بل كانت نتيجة جهل او تجاهل متعمد م من قادة لم يدركوا الواقع وحاولوا اقناع الاخرين بأنهم تحت تهديد لبقائهم على وجه الارض . وبعد ان انتهت الحرب الباردة وبعد عقد تقريبا من تفكك الاتحاد السوفيتى عام 1990، كرر الغرب اخطائه مرة اخرى ، واستغل احداث الحادى عشر من سبتمبر الشهيرة  فى نيويورك فى بداية الالفية الجديدة ، وبدأ يروج لوجود عدو وهمى جديد وهو الاسلام والاسلاميين واعتبره العدو الذى حل محل الشيوعية المنهارة . وبدأ كل من الرئيس الامريكى انذاك " جورج بوش" ورئيس الوزراء البريطانى "تونى بلير" حربا لا هوادة فيها على الاسلاميين ودخل العالم فيما يسمى بصراع الخضارات، وقامت آلات الدعاية الغربية بعمليات غسيل مخ للمواطنين فى الغرب لاقناعهم بقدسية الحرب ضد ما اسموه بدولة الارهاب وتحركت الطائرات والجنود والبوارج فى المحيطات والبحار ودخل العالم فى حرب ضد الاشباح كانت نتائجها كارثية ولازالت.  وقال الكاتب انه بعد اكثر من عشر شنوات ، يعود المشهد مرة ثالثة ، فحاليا تدق طبول الحرب على حدود "ايران" ، وهناك خمسة من سته مرشحين جمهوريين للرئاسة فى امريكا يرون ان ضرب ايران ضرورة لحماية المواطنين الامريكيين وابعاد التهديد عنهم . ويتساءل الكاتب اى تهديد يدعونة ؟! وختم الكاتب بأنه آن الآوان ان يعيد هؤلاء المتغطرسين النظر فى ارائهم وافكارهم وان ينزلوا الىى ارض الواقع والنظر للامور بمنظار حقيقى دون تجاهل او جهل ، وان يتم التخلى عن النظرية اللامريكية البريطانية القائمة على " ضرب كل من لا يتفق معنا ".