نيويورك تايمز: تونس بين الديموقراطية والدين

على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها تونس والتي طالبت بتحقيق التوازن بين الديموقراطية والدين, أشارت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إلى أن تونس التي يعتبرها الدول العربية المثال النموذجي للثورة تشهد الآن مزيدا من الانقسامات والاضطهاد من جانب السياسية الإسلامية، على حد زعمها.

وأبدت الصحيفة تخوفها من الاحتجاجات التي شهدتها تونس مؤخرا والهتافات الغاضبة التي تعالت بـ"الكافر" و "المرتد" التي رددها المتظاهرون الإسلاميون والموجهة إلى الرجلين اللذين جاءا إلى المحكمة لإظهار دعمهما لمدير التلفزيون الذي يتعرض للمحاكمة بتهمة التكفير.
وأشارت الصحيفة إلى تلك المظاهرة التي تعد الأكبر منذ شهور في تونس التي خرجت عقب محاكمة مدير التلفزيون التونسي "نبيل القروي", بتهمة الإساءة للدين الإسلامي عقب بثه لفيلم الرسوم المتحركة "برسيبوليس" وخروج "حمادي ريديسي", وأحد من الرجلين المؤيدين للقروي وتعرضوا للضرب من الإسلاميين مناديا بأننا لن نستسلم ولن نفرط في حقنا في التعبير عن آرائنا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الديمقراطية التي تسعى لها تونس لن تحدث في ظل تصاعد الإضطرابات التي تقوم على أسس دينية, والتي ظهرت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة عندما خرجت المظاهرات في جامعة تونس احتجاجا على منع الطالبات اللاتي يرتدين النقاب من الامتحانات.
ورأت الصحيفة أن تونس أمامها الكثير من التحديات التي عليها مواجهاتها مثل النهوض بالاقتصاد المتعثر، وصياغة دستور جديد والتعافى من عقود الدكتاتورية التي اكتوت بها الحياة المدنية, مشيرة إلى أنه في الأشهر الأولى من تشكيل الحكومة الإئتلافية بقيادة حزب النهضة الإسلامي، تصاعدت الوتيرة العاطفية من النضالات للتأكيد على هوية المجتمع العربي والإسلامي.