هاآرتس: إسرائيل تبكى على اللبن المسكوب

في ظل الأوضاع المتردية في إسرائيل، والتي تتفاقم خسائرها السياسية والأمنية والإستراتيجية يوما بعد يوم، أخذ الكاتب الإسرائيلي والمحلل الإستراتيجى "آرى شفيط" يبكى على اللبن المسكوب في مقالته بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، معددا خسائر إسرائيل منذ نشأة الكيان، وباكيا على الفرص التي ضاعت دون أن تقتنصها حكوماته المتوالية.

وأكد شفيط أن إسرائيل دفنت، وأن عددا من الشخصيات القيادية التي مرت بإسرائيل على مدى تاريخ الكيان كان بإمكانهم إنقاذ إسرائيل من الانهيار، إلإ أنهم لم يستطيعوا فعل ذلك، أو أخفق بعضهم، مما أسفر عن كيان يلتقط أنفاسه الأخيرة.
وأضاف أن "يجئيل يدين" رئيس هيئة الأركان الإسرائيلى الأسبق، كان بمثابة المسيح المخلص لإسرائيل، والذي كان من المفترض عليها إنقاذها من الهزيمة المدوية في حرب أكتوبر 1973، ولكنه لم يفعل، أو أخفق في ذلك.
وتابع قائلا إن إسرائيل قد مر عليها عدة شخصيات  كان من المفترض أن يخلصوها من نكبات مرت عليها، أمثال عيزر فيتسمان الطيار ذو الكاريزما العالية، والذى كان بإمكانه إنقاذ إسرائيل من حرب لبنان الأولى، ولكنه أخفق في

ذلك.
وأضاف الكاتب آسفا، أن تومى لبيد الصحفى الإسرائيلى البارز كان بإمكانه إنقاذ إسرائيل من الفقر المنتشر والتمدد الديني المتطرف متمثلا في جماعات الحريديم، كما أن تسيفى لفنى كان بمقدورها إنقاذ إسرائيل من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الحالي.
واعتبر الكاتب أن فشل إسرائيل في التصدي للتطرف اليهودي في إسرائيل يعود إلى العلمانيين، الذين يستخفون بالحريديم، ويعتبرونها من الناحية السياسية أذكى منهم، ورغم انقسام جماعات الحريديم إلا أنهم قادرون على توحيد أنفسهم ليكونوا أكثر جدية وذكاء.
واختتم الكاتب مقالته داعيا جميع التيارات الإسرائيلية الصهيونية التى بدأت تتضاءل فى ظل تعاظم القوى غير الصهيونية، بأن تتوحد صفوفهم كى تعود إسرائيل إلى سابق عهدها، في مواجهة التغيرات السياسية بالمنطقة العربية.