رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إندبندنت: هل تصبح تركيا ضحية الثقة الزائدة؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تساءلت صحيقة "إندبندنت" البريطانية عما إذا كانت تركيا ستكون ضحية الثقة الزائدة.

وقالت الصحيفة فى مقال للكاتب "باتريك كوكبيرن" اليوم إن المعجزة الاقتصادبة التركية قد تتلاشى ، ففى الوقت الذى تواجه فى البلدان المجاورة لتركيا العديد من المشاكل والأزمات الاقتصادية والسياسية طوال السنوات الماضية، ظلت تركيا سنوات طويلة نموذجا للديمقراطية الإسلامية الناجحة ، إلا أن المرحلة الحالية تطرح بعض التساؤلات.

وتساءل الكاتب عما إذا كان الأتراك يرون أن الإمبراطورية العثمانية تولد من جديد، أم إنهم سيصبحون الضحية القادمة للاضطرابات الاقتصادية فى أوروبا والمشاكل والأزمات السياسية فى الشرق الاوسط؟.
وأضاف "هل سيدفع الأتراك ثمن الثقة الزائدة التى اكتسبوها خلال العقد الماضى، بفضل النجاحات المتتالية التى تحققت فى الوقت التى كان يعانى فيه الجيران من الكوارث والأزمات؟".
وأشار الكاتب الى ان تركيا التى تقودها حكومة منتخبة قوية، نجحت فى التخلص من سيطرة العسكر على مقاليد الامور فى البلاد، وانطلقت الى العالمية والديمقراطية بقوة، حتى اصبحت فى الترتيب الخامس عشر بين اقوى الاقتصاديات فى العالم، وتمكنت من ان تقدم نفسها، كنموذج ديمقراطى اسلامى جيد لدول الربيع العربى.
الا ان الكاتب رأى ان الاعتقاد المفرط فى الذات اى التباهى والشعور بالعظمة والاعتماد على الذات، يمكن ان يقود الى كوارث اقتصادية.
واضاف ان اليونان وايرلندا لهما تاريخ مشابه من حيث الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والنمط الفكرى السائد، للوضع فى تركيا، وقد وجدت الدولتان نفسيهما، امام كوارث اقتصادية فى الاشهر الاخيرة الماضية.
وقال الكاتب ان هناك من المحللين داخل تركيا من يرى ان أساطير النجاح الذاتى والاعتماد على الذات، يمكن ان تكون سببا لتدمير تركيا.
ونقل الكاتب عن المحلل التركى" اتيلا يسيلادة" فى مركز "اسطنبول اناليتكس":" قوله ان تركيا يمكن ان تتضرر من فكرة ان النجاح الذى حققته، تم دون الاعتماد على احد، مشيرا الى ان المعجزة الاقتصادية التركية تعتمد على تدفقات رأس المال الاجنبى، وذلك يمكن ان يتوقف فجأة. فالبنوك الاوروبية تعانى من مشاكل الديون والسيولة.
وتقول "سومرو ألتونج" الخبيرة الاقتصادية فى جامعة "كوك" فى اسطنبول، إن الكل يتفق على ان تركيا ربما تواجه معدل نمو اقل هذا العام. وقالت ان تركيا تلعب لعبة خطرة. واضافت ان السياسة الخارجية التركية ربما تواجه المد والجزر.
فقد كانت البلادد قبل 20 عاما محاطة بدول تناصبها العداء، وفى عام 2009، اصبح الاعداء اصدقاء، واصبحت تركيا اللاعب المهم والمؤثر فى العراق وسوريا ومعظم بلدان الشرق الاوسط.
وقال الكاتب ان السياسة التركية غالبا ما تكون محفوفة بالمخاطر، فهى بعد ان كانت الصديق الاول للرئيس السورى "بشار الاسد"، وللرئيس الليبى الراحل "معمر القذافى"، اصبحت فجأة العدو الاول للنظامين بل انها تحولت لتدعم الثوار والمتمردين فى هذين الندين. وحتى فى مصر التى استقبلت

رئيس الوزراء التركى "رجب طيب اردوجان"، استقبال الفاتحين، ورغم ترحيب المصريين بتبنى النموذج التركى، الا ان تركيا قد لا تكسب من علاقتها مع مصر، كما هو الحال مع سوريا.
وأشار الكاتب الى انه من الناحية الاقتصادية، فإن الثقة الزائدة تؤدى الى اخطاء خطيرة، مشيرا الى ان فى البداية تخيلت تركيا خطأ، ان لها نفوذ كاف فى دمشق، يمكنها من إقناع الرئيس السورى بتحقيق عدد من الاصلاحات المهمة ، ولكنها لم تفلح فى تحقيق ذلك. وفى العراق . لا يزال النفوذ التركى محدودا فى هذ البلد وربما الفائدة الوحيدة هى التجارة حيث إن العراق يعتبر ثانى اكبر مستورد من تركيا بعد المانيا ، الا ان علاقاتها مع الحكومة العراقية التى يرأسها "نور المالكى" ليست جيدة.
ومع ذلك فإن تركيا لا تزال قوة اقليمية مهمة، ولكن لا يمكن القياس على الوضع الراهن التى تعانى فيه الدول القوية فى المنطقة من المشاكل مثل مصر وليبيا والعراق وسوريا وحتى ايران ، فهذه الدول تمر بمراحل صعبة، ولكنها قد تستعيد قوتها فى وقت ما.
واكد الكاتب انه فكرة القوة الذاتية، ربما تكون صحيحة، ولكن هل تنكر تركيا انه استفادت من علاقتها بامريكا. وختم الكاتب بأنه رغم الشراكة الاقتصادية مع دول الاتحاد الاوروبى ، الا ان العلاقة السياسة لتركيا مع اوروبا متوترة، فهى فشلت فى الحصول على عضوية الاتحاد حتى الان، كما ان هناك العديد من التخفظات الاوروبية على خلافات تركيا مع ارمينيا وقبرص. وحتى النفوذ التركى فى الشرق الاوسط، لم تتحدد ملامحه حتى الان، وما اذا كانت تركيا ستستفيد أم لا .
واضاف ان تركيا ما زالت تشعر بالثقة والاعتماد على الذات، ولكنها تعيش فى منطقة مضطربة، وبلغة الاقتصاد، فإن المعجزة الاقتصادية التركية قد تتحول الى خيبة امل كبيرة.