عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ن.تايمز: العراق فى طريقه لحرب أهلية

حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من انزلاق العراق إلى حرب أهلية طاحنة تشبه تلك التى اندلعت بين عامي 2006 و2007 وأسفرت عن مقتل الآلاف.

وقال الكاتب "ريدر فيزر" المتخصص فى شؤون العراق والباحث في المعهد النرويجي للشؤون الدولية في مقال له بالصحيفة إن الأميركيين سيتركون العراق وهو غير مستقر سياسياً ويتصاعد فيه العنف بشكل مستمر.
ورأى فيزر أن الأميركيين أخطأوا، مشيراً إلى تورطهم فى إقامة نظام حكم يستند إلى الحصص الطائفية بدلاً من إرساء دعائم حكم وطنى وإسلامى معتدل.
وقال إن رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" أشرف على بناء قوة عسكرية عراقية، إلا أنه يترأس حكومة ناقصة التمثيل بشكل صارخ، وتتكون غالبيتها من إسلاميين شيعة مؤيدين لإيران.
واستمر الكاتب المتخصص فى شؤون العراق في توجيه اللوم للسياسة الأميركية في العراق قائلا: "إن تلك السياسة القائمة على الطائفية المعيبة كان لها الثقل الأكبر في تكوين العراق الحالي، وتلك السياسة هي المسؤولة عن ترك الولايات المتحدة اليوم للعراق وهو يعاني عدم الاستقرار".
وسرد فى مقاله "التاريخ السياسى للعراق منذ الغزو الأميركى عام 2003", تبني الأميركيين لنظام الحصص الطائفية، الذى وسع من التصنيف الفئوي في الساحة السياسية للعراق، "فبعد أن كان الأمر يقتصر على عرب وأكراد، أضافوا إليه البعد المذهبي، الأمر الذي أدى بقسم من العراقيين المعتزين بعروبتهم لأن يشعروا بأنهم غرباء داخل وطنهم" بحسب قوله .
واتهم  والباحث في المعهد النرويجي للشؤون الدولية واشنطن بالعمى السياسي، ويقول "في عام 2009 تجمع الساسة الشيعة المؤيدون لإيران في طهران وعلى رأسهم "مقتدى الصدر" وبدأوا بتنظيم صفوفهم سعياً إلى تكتل شيعي نقي يمتص في المستقبل "المالكي" نفسه، وجعلوا من أولوياتهم الأولى إقصاء المسؤولين السنة في الحكومة".
وذكر فيزر أنه بدلا من فهم الصراع الدائر بين أتباع الصدر الطائفيين والشيعة المعتدلين المؤمنين بهوية العراق المتنوعة، استمرت إدارة الرئيس الأميركي "باراك أوباما" برمي كامل ثقلها وراء القضايا التي تتعلق بالمثلث العراقي الذي أوجدوه، أي الشيعي- السني - الكردي، وبهذا فقد صعّدت أمريكا من

التوتر الطائفي بدلا من أن تساعد في تخفيفه.


وأشار إلى ظهور المالكي الذى تبنى خطا شيعيا ليضمن فوزه بولاية ثانية, على حقيقته في انتخابات عام 2010، لافتاً إلى فشل الأميركيين في انتشال "المالكي" من نهجه الطائفي ليشكل تحالفاً ولو صغير الحجم مع قائمة العراقية العلمانية، الأمر الذي كان سيضمن للعراقيين العرب حكومة فعالة ومستقرة، ويترك الأكراد ليتدبروا أمورهم بأنفسهم.
وبدلا من ذلك كله، شكلت في أواخر عام 2010 حكومة عراقية لا تتمتع بشعبية في الأوساط العراقية، ولكنها مدعومة من واشنطن.
ورأى باحث الشوؤن العراقية أن السبب الوحيد في عدم قدرة المالكي على منح حصانة للمدربين الأميركيين بعد انسحاب الجيش الأميركي، هو أن إرادته حبيسة ومرهونة لدى الإسلاميين الشيعة المؤيدين لإيران والذين يعتمد على دعمهم للبقاء في الحكم، بينما السنة والعلمانيون مهمشون,مضيفاً أن حكومة المالكي الحالية كبيرة جدا ولكن أضعف من أن تنفذ سياسات متماسكة أو تدرأ النفوذ الإيراني عنها.


وختم الكاتب مقاله بتوجيه لوم آخر للأميركيين بقوله: إن الإصرار على اعتبار المالكي شيعياً وليس عربياً عراقياً، أدى بالمسؤولين الأميركيين إلى تضييع فرص كانت متاحة أمامهم وأضاعوها ولن تعود أبدا. وبفضل سياساتهم المعيبة فإن الأميركيين اليوم، يتركون خلفهم عراقا يائسا ومفككا يشبه ذاك الذي كان عام 2006، وليس العراق المتفائل الذي كان في الصورة في أوائل عام 2009.