رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"جابان تايمز": نكسة الثورة أنها بلا قائد

قالت صحيفة "جابان تايمز" فى مقال لعمر عاشور المحاضر فى معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة "إيكستر" البريطانية إن ثورة 2011 فى مصر تختلف عن ثورات 1882 و1919و 1952 التى سبقتها لأنها ثورة بلا قادة, وإذا كان هذا هو مصدر القوة للثورة عندما كانت ضد الرئيس السابق "مبارك"، فإنه هو ذاته سبب ضعفها فى الوقت الراهن.

وأشار الكاتب إلى أن توحد المعارضة دائماً يكون عاملاً مهما فى نجاح عمليات التحول الديمقراطى وهو ما حدث فى شيلى وبولندا وجنوب إفريقيا على سبيل المثال . أما فى مصر فالوحدة السياسية كانت موجودة أثناء التظاهر ضد "مبارك"، ولكن  الآن انقسم الجميع تجاه المجلس العسكرى. والكل بدأ يبحث عن أيدلوجياته ومصالحه، وما إن يظهر شخص يمكن الوثوق به كزعيم من أحد التيارات والجماعات أو الأحزاب، تسعى الأطراف الأخرى لإضعافه بدلا من الالتفاف حوله.
ورغم وجود أكثر من 70 حزبا فى مصر حاليا ما بين قديم وجديد، فإنها تفتقد جميعا لأى رمز يمكن الإجماع عليه بما فى ذلك جماعة الإخوان المسلمين الأكثر تنظيما. وحتى الأحزاب الإسلامية تتصارع فيما بينها على الفوز بالنصيب الأكبر من مقاعد البرلمان، ورأى الكاتب أنه فى ظل عدم وجود قادة حقيقيين، وبينما الانتخابات على الأبواب، فإن المجلس العسكرى المصرى يضع نفسه فى العديد من المقارنات. فإما أن يراقب الوضع ويترك الأمور، أو أنه يتمسك بالسلطة خلال فترة انتقالية يتمكن خلالها من بسط نفوذه السياسى.  وعليه أن يختار بين النموذج الجزائرى الذى يتحكم فيه العسكر تحكما كاملا تقريبا

فى السلطة، أو النموذج الأرجنتينى الذى يطبق أسلوب النفوذ المحدود للعسكر. ولكن يبدو أن المجلس العسكرى المصرى له أجندة مختلفة فهو يطلب حصانة شرعية ودستورية لأعضائه من المساءلات القانونية، وميزانية سرية واستثمارات بلا ضرائب، وحق الاعتراض على السياسات العليا، خاصة المتعلقة بالسياسات الخارجية المهمة والأمن القومى. ومعظم النخب المصرية توافق على المطلب الأول ولكنها تريد إخضاع المطلبين الثانى والثالث للنقاش.
ولكن يبدو أن المجلس العسكرى يدرك أنه فى ظل عدم وجود قادة أقوياء بين النخب السياسية الموجودة، فإنه لا يوجد من يضمن له مطالبه، كما أنه يدرك ضعف التيارات والأحزاب الموجودة واختلافها، وبالتالى اعتقد أنه ليس فى حاجة أن يطلب من أحد الحصول على حقوق يعتبرها مشروعة .
ورغم الصورة القاتمة للاقتصاد والأوضاع السياسية المتوترة والصراعات الحزبية والطائفية التى تصعب نجاح التحول الديمقراطى فى مصر، إلا أن توحد الشباب وقوتهم ورغبتهم فى الحرية تبقى على الأمل. كما أن الشباب على درجة عالية من الوعى السياسى ولديهم سيناريوهات وتصورات جيدة لمستقبل البلاد.