رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

و. بوست: 3 محاور للعبة الجديدة فى الشرق الأوسط

تحت عنوان اللعبة الجديدة فى الشرق الأوسط، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا للكاتب " ديفيد اجناتيوس" فى عددها الصادر اليوم الخميس .

وأشار الكاتب إلى أن هناك فرضية ذات ثلاثة محاور متناقضة يمكن أن تتحقق فى الشرق الأوسط ولكنها محفوفة بالمخاطر. ولكن دعنا نفترض الآتى على حد قوله : أولا تدعيم وتقوية الحكومة الهشة ( على حد تعبيره) فى مصر، ثانيا تدعيم وتأييد الرغبة الإسرائيلية فى الاعتراف العربى بإسرائيل، ثالثا إعادة إطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين وضرب إيران .
ورغم أن المسألة أقرب للخيال، إلا أنه من الممكن أن تتخيل تحقيق الأهداف الثلاثة تدريجيا، إذا ما استطاعت مصر مثلا إقناع حركة حماس الفلسطينية بأن هناك تحولا حدث فى العالم العربى ولابد أن تغير نهجها الإرهابى، خصوصا إذا افترضنا أن جماعة الإخوان لمسلمين ذات الصلة الأيدلوجية الوثيقة مع حماس هى اللاعب الأكبر فى الساحة السياسية حاليا، على حد تعبير الكاتب.
إلا أن الكاتب تساءلعما إذا كان من الممكن أن تتخلى حماس عن العنف وتعترف بإسرائيل وتلتزم بكل التعهدات التى قطعتها السلطة الفلسطينية على نفسها تجاه إسرائيل وهل يمكن أن تقوم مصر بدور الوسيط وتعترف حماس بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية؟!
ويرد الكاتب على نفسه، قائلا" إنه من الصعب تحقيق ذلك فى الوقت الراهن فلا تزال إسرائيل مصدومة بالتحول الكبير من حولها. كما أن مصر والولايات المتحدة يدركان جيدا أن الوقت لم يحن بعد لمثل هذه الفرضيات، خصوصا أن حماس ليست جاهزة حاليا لتغيير نهجها, ولكن هل معنى ذلك أنه من المستحيل تحقيق مثل هذه الاحتمالات ؟!
ويرى "اجناتيوس" أن هناك علامات على حدوث تغييرات فى قواعد اللعبة ، فحركة حماس تمر بمرحلة ضعف وعرضة للتقلبات خصوصا فى ظل احتمالات قوية بفقد حليف قوى يوفر لها قاعدة الارتكاز الخارجى وهو سوريا ، فرغم سيطرة حماس على قطاع غزة بالكامل الا انها دائما فى حاجة الى قواعد ارتكاز خارجية ، واذا كانت تنظر الى مصر كبديل لسوريا فأن المجلس العسكرى فى مصر يرفض ذلك ، وبالتالى فانها قد تتجه نحو تركيا او قطر .
والتطور الثاانى يخص ملف الوساطة ، فقد نجحت مصر بعد خمس سنوات من المحاولات الفاشلة فى اتمام صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وحركة حماس ، ولم يكن يتم ذلك ، لولا اطلاق يد اللواء مراد موافى رئيس المخابرات المصرية فى التفاوض

من قبل المجلس العسكرى الحاكم فى مصر . كما اطلقت مصر سراح الجاسوس الاسرائلى "الان جرابيل" .
وهنك تطورا اخر حيث تساهلت اسرائيل مع التحركات المصرية لزيادة التواجد العسكرى والامنى فى سيناء بهدف مواجهة العمليات التخريبية التى تنفذها القبائل ضد اسرائيل وتضر بالامن المصرى حتى انها  كادت تحول المنطقة الى منطقة ملتهبة تشبه منطقة القبائل على الحدود الباكستانية.
ووما لا شك فيه ان التقارب المصرى من حماس مفيد جدا بعد ان تجاهلها النظام السابق فى مصر واعتمد بشكل اكبر على الرئيس الفلسطينى الضعيف سياسيا محمود عباس ابو مازن، حيث ان هذا التقارب من شأنه تخفيف المواقف المتشددة لحماس، حسبما رأى الكاتب.
ولعل اهم الفوائد من المناورات الدبلوماسية الحالية هو تدعيم مكانة مصر فى العالم العربى فى وقت حساس تشهد فيه المنطقة تحولات مهمة.
ورأى الكاتب ان مستقبل المنطقة يعتمد بشكل اساسى على نجاح الديمقراطية فى مصر والتى احيطت حولها الشكوك بسبب التوتر بين المجلس العسكرى والشارع مؤخرا. كما ان تقارب مصر من حماس من شأنه ان يضعف العلاقة الوطيدة بين حماس وايران وبالتالى اضعاف ايران فى المنطقة .
ومن المؤكد ان التحولات فى العالم العربى ستصطدم بالقضية الفلسطينية وبالتالى ، فأنه على حماس وحلفائها الاسلاميين ان يدركوا ذلك اذا كانوا يريدون لعب دورا فى المستقبل . ومن هنا فأنه على مصر والولايات المتحدة ان يصرا على ضرورة تخلى حماس عن العنف ومواقفها المتشددة تجاه اسرائيل .
وايا كان فأن التقارب والانفتاح على حماس فرصة جيدة خصوصا اذا وضع فى الاعتبار التحفظات الامريكية على الحركة وكذلك المطالب والمخاوف الاسرائيلية.