رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الجارديان: ضرب إيران كارثة

حذرت صحيفة الجارديان البريطانية من ان اى هجوم محتمل على ايران من الغرب او إسرائيل سيؤدى الى كارثة.

وقالت الصحيفة قى مقال للكاتب "ريتشارد نورتون تايلور" انه جاء الوقت الذى يمكن ان تقول فيه بريطانيا " لا" للولايات المتحدة اذا طلبت الاخيرة دعم بريطانيا فى توجيه ضربة عسكرية لإيران . فعلى مدار العقود الماضية لم يرفض اى رئيس وزراء بريطانى اى طلب امريكى حول اى عمل عسكرى مثير للجدل.
ولعل ذلك يفسر موافقة تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى السابق الفورية على الطلب الامريكى لغزو العراق. والمسألة لم تكن تتوقف على ما اذا كان قرار الغزو صحيحا ام خطأ، ولكن لأنه ببساطة لا يمكن لأى رئيس وزراء بريطانى ان يرفض مثل هذا الطلب من البيت الابيض.
ومن المؤكد ان القلق فى بريطانيا سيتزايد فى الفترة المقبلة خاصة لدى كبار القادة العسكريين فى ظل تزايد الضغوط على الرئيس الامريكى باراك اوباما من اجل اتخاذ قرار بعمل عسكرى ضد ايران قبل انتهاء فترته الرئاسية بعد 12 شهرا. ورغم ان القادة العسكريين فى بريطانيا سيعملون على ارضاء القادة السياسيين اذا طلب منهم الاستعداد لاى عمل عسكرى، الا ان الرؤية البراجماتية للحرب ومايتبعها من عواقب وخيمة وكارثية والمخاوف من الفشل وصعوبة تبرير اى عمل استباقى ضد ايران، سيجعل الجميع يفكرون جيدا قبل اتخاذ القرار. وتنظر امريكا الى بريطانيا ليس لمجرد الدعم السياسى والاخلاقى فى مثل هذه الامور، لكن كداعم معنوى.
وحذرت الجارديان من ان الهجوم على ايران يعنى نهاية اللعبة بكل ما تحمل من مخاطر، فكثيرا ما حذر القادة العسكريون فى امريكا وبريطانيا من عواقب الهجوم الصاروخى على ايران.
واشارت الصحيفة الى ان الجيش الايرانى لن يجارى الضربات الغربية ولكن الخطر فيما ستقوم به ايران من اطلاق يد منظمات مثل حركة حماس وحزب الله اللبانى لتنفيذ عمليات ضد اهداف غربية فى الشرق الاوسط، بالاضافة الى تعريض القوات الامريكية والبريطانية فى افغانستان لمزيد من الاخطار، واستهداف القواعد الامريكية والبريطانية فى قطر والبحرين واغلاق مضيق هرمز الذى تمر عبره 50% من تجارة البترول فى العالم. ومع ذلك هناك من يرى ان كل ذلك ثمن بسيط لمنع ايران من امتلاك السلاح النووى، وهى النافذة

التى تضغط من خلالها اسرائيل لتنفيذ عمل عسكرى ضد ايران.
واشارت الجارديان الى ان هذه النافذة ستترك مفتوحة امام كل من امريكا وبريطانيا العام المقبل لتوجيه ضربة الى ايران قبل ان يصل البرنامج النووى الى نقطة اللاعودة. وعلى من سيتخذ قرار الحرب ان يضع امامه كل الاعتبارات بما فى ذلك ما يمكن ان تكون عليه الاوضاع فى ايران بعد الحرب وما اذا كانت الضربات الجوية تقضى على البرنامج النووى الايرانى وما اذا كان من الممكن ان تنتقل هذه الاسلحة الى الارهابيين.
وقالت الجارديان ان اسرائيل لديها ترسانة نووية كبيرة الا ان الغرب يرى ان الوضع فى ايران مختلف لوجود حكومة متشددة، لكن على الغرب ايضا ان يعى ان الصورة المكونة لديه عن ايران ليست حقيقية فالمجتمع الايرانى اكثر تعقيدا وتنوعا. ورأت الصحيفة ان ضرب ايران يعنى ببساطة التفاف الشعب حول القيادة ووقف اى محاولة للاصلاح.
كما ان الربيع العربى سيتحول الى شتاء بسبب العواقب الكارثية المتوقعة للمصالح الامريكية والاوروبية فى المنطقة وعلى المجتمعات العربية بما فى ذلك السعودية. واقترحت الجارديان ان يكون البديل هو مزيد من العقوبات الاقتصادية الفعالة ضد ايران واستخدام سياسة العصا والجزرة. وان كان التركيز على استخدام الجزرة سيصعب سياسة الاحتواء ويزيد من صمود ايران، وهذا يعنى ان العمل العسكرى سيظل مطروحا وهنا فإننا نأمل ان تكون هناك اصوات مؤثرة يمكن ان تقول لرئيس الوزراء فى بريطانيا وللرئيس الامريكى فى البيت الابيض " لا".