رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاتب إسرائيلى: تركيا المتغطرسة حائرة بين الشرق والغرب

بعد أن أغلفت أوروبا الباب أمامها، بدأت تركيا خلال العامين الماضيين تبحث عن بدائل أخرى لتكوين تحالفات جديدة.

قال"شلومو افينرى" أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة العبرية بالقدس والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية فى مقال بصحيفة "جابان تايمز" إن تركيا عادت إلى محيطها القريب لتبحث عن شركاء وأصدقاء، بدلا من اللهث وراء سراب عضوية الاتحاد الأوروبى ويبدو أن هذا التردد نتيجة الغطرسة.
وأضاف :"رغم الإصلاحات التى تمت على أيدى حزب العدالة والتنمية فى تركيا فى السنوات الأخيرة إلا أن ذلك لم يشفع لها عند الأوروبيين، ولذلك لم يكن أمام الأتراك الحائرين سوى الاتجاه شرقا بدلا من التودد للغرب".
وأوضح الكاتب أنه رغم الهجمات الأخيرة التى نفذها الجيش التركى ضد عناصر حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق، إلا أن تركيا  حاولت فى الآونة الأخيرة انتهاج سياسة جديدة تقوم على تهدئة الأوضاع مع دول الجوار بما فى ذلك إسرائيل.
وبالفعل تحركت تركيا تجاه أرمينيا وسعت لفتح صفحة جديدة فى العلاقات وعملت على تخفيف التوتر مع قبرص، وتوسطت للحوار بين إيران والغرب وتفاوضت مع سوريا من أجل تسوية المشاكل الحدودية وتوسطت لاستئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل.
ورغم كل هذه التحركات إلا أن شيئا لم يحدث ولم تحقق تركيا أيا من أهدافها بسبب التعامل بغطرسة القوة، فلم تنجح الوساطة مع إيران فى إقناع القادة الإيرانيين بالتقارب مع الغرب فيما يخص البرنامج النووى الإيرانى، وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل بسبب أحداث غزة، بعد سنوات من التعاون العسكرى والاستراتيجى بين البلدين وحتى مشروع استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسوريا لم يكتب له النجاح ولم يحدث أى تقارب مع قبرص أو مع أرمينيا.
وأشار إلى أن حليفها الجديد الرئيس السورى بشار الأسد يمر حاليا بأسوأ فتراته فى الحكم، إلا

أنه ورغم كل هذا الفشل لازالت تركيا تتمتع بقوة إقليمية، وذلك نتيجة العلاقة الوطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ازداد اعتماد أمريكا على تركيا كقوة إقليمية فى المنطقة وعلى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان كزعيم إقليمى مسلم معتدل وكنموذج للديمقراطية الإسلامية، فى ظل ما تشهده دول المنطقة الكبرى من تغيرات مثل مصر التى  تراجع دورها الإقليمى بسبب انشغالها فى المرحلة الحالية بشئونها الداخلية.
ولفت إلى أن فوز حزب العدالة والتنمية فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة أعطى قوة  لرئيس الوزراء "أردوغان" لإنجاز طموحات تركيا. فقد تحرك أردوغان مؤخرا نحو مصر وليبيا وتونس فى محاولة منه لإبراز دور تركيا كزعيم جديد للدول الإسلامية فى المنطقة ورغم الترحيب الكبير الذى وجده أردوغان فى هذه البلدان إلا هناك من ينظر إلى ذلك بأنه عودة للإمبراطورية العثمانية وسلاطينها فى المنطقة.
وشدد على أنه إذا كانت تركيا تمتلك المؤهلات لأن تلعب دورا مهما فى االتوسط  بين الغرب والشرق وبين العرب وإسرائيل  وبين الإسلام والديمقراطية المعتدلة، فلابد أن تتخلى عن غطرسة القوة والتى هى المشكلة الأكبر التى تواجه السياسة التركية والتى أفسدت ودمرت العديد من الدول القوية فى الماضى.