د تلجراف:الجنوبيون قد يلعنون الانفصال
أعدت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية تقريرًا من جوبا عاصمة جنوب السودان وأكبر مدنه ركزت فيه علي الحياة بملامحها البدائية وافتقار مقومات الدولة المحتملة عقب اعلان نتائج الاستفتاء الجاري
حاليا حول تقرير مصير السودان إما انفصال جنوبه عن الشمال وإما الاستمرار في كيان واحد وهو ما يستبعده المراقبون والمحللون، تقول الصحيفة انه بينما ينطلق مسئولو جنوب السودان بسياراتهم الجديدة اللامعة علي الطرق المليئة بالحفر يلوح السكان لهم وهم يهللون في فرحة غامرة بالاستفتاء التاريخي علي الانفصال الذي حاربوا من أجله لسنوات، وتضيف: "لكن ربما يلعن هؤلاء يومًا ذلك الاستفتاء وما نجم عنه، وينظر الجنوبيون إلي هذا الاستفتاء علي أنه الخطوة الأخيرة علي طريق طويل مخضب بالدماء نحو التحرر من قمع الشمال حيث خاضوا حرباً منذ عام 1955م باستثناء سنوات قليلة، ويتوق أغلب الجنوبيين لليوم الذي يحكمون فيه أنفسهم بأنفسهم، وتحاول حكومة الجنوب شبه المستقل استغلال موجة من الدعم الشعبي للظهور بمظهر أبطال الدولة الجديدة، في حين يقف جنوبيون مبتهجون بصبر في انتظار الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء.واكدت انه حين تنحسر نشوة الاحتفالات بالاستقلال فإن ظروف الحياة في جوبا أو في أي مكان من هذا الإقليم الذي مزقته سنوات الحرب، ستكون صعبة للغاية وستتحول الآمال العريضة لدي الجنوبيين في بناء دولة جديدة من الصفر إلي عبء
ونقلت »الديلي تلجراف« عن المتمرد السابق، وليام نيوك، وصفه الاستفتاء بأنه من بشائر الحرية وأنه يودع الوحدة ويودع معها الشمال، وأضاف: »كل حياتي التي أستطيع أن أتذكرها كنت أقاتل من أجل هذا، من أجل أن أعيش بسلام في دولة تكون دولتي أنا«، وقال أحد الموظفين في منظمات الإغاثة العديدة التي توافدت علي جنوب السودان »إن الكثير من الجنوبيين يتوهمون أنهم سيفتحون أعينهم في اليوم التالي ليجدوا أنهم يعيشون في سويسرا«، وأكد هذا الموظف أن الاستفتاء مرحلة أساسية ولكنه أيضاً عملية وليس نهاية كل المشاكل التي يعاني منها الجنوب«.