رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ترزي بلدي .. الجلابية المصرية فخامة وحشمة للرجل والقفطان شياكة وأبهة

زبون ترزي بلدي
زبون ترزي بلدي

يصافح هواء الفجر وجه "عادل سليمان"، رجل الأعمال الأربعيني وابن عمدة مركز ملوي في محافظة المنيا حينما يتأهب لارتداء ملابسه والتوجه لمباشرة أعماله مرتديًا الجلابية البلدي على القفطان الصعيدي، زي تقليد يضرب بجذوره في تاريخ مصر المحروسة ورثه أبًا عن جد، وبقية باقية من زمن فات جعل بيت سليمان إحدى العلامات المميزة للمركز.

على بعد آلاف الكيلو مترات من ملوي ومن أحد شوارع حي زهراء مدينة نصر يرتفع صوت آلات الحياكة ونقرات الأبر على مختلف الأقمشة الراقية من مصنع "ترزي بلدي" وبينما يتولى فريق قص الجلابية البلدي وتجميعها على أفضل آلات الخياطة يعمل عشرات الصناع الآخرين على "تكفيفها على الإيد بالإبره والفتله"، ثم تركيب القطان، الياقة وفاتحة الجلابية، عليها لتظهر بهيئتها النهائية تمهيدًا لشحنها إلى ملوي وشتي محافظات مصر من بحري وحتى أسوان.

الجلابية البلدي قصة صنعة لم يطمسها التمدن

يقود بديع محمد أنيس سيمفونية من التناغم تعزف على أوتار الشغف الذي يجمع فريق من أمهر الخياطين والصنايعيه في مجال تركيب القطان وقص الجلاليب البلدي والسكندري والسوداني والقفطان الصعيدي والجبة والصديري والسروال بالإستعانة بنخبة من العاملين في مجال تركيب القطان؛ وهي الياقة الطولية، والتشطيب لضمان أفضل منتج في مصر بتوقيع "ترزي بلدي"، أول شركة متخصصة في تصمم الأزياء التراثية في مصر.

 

قاد البحث عن الهوية الضائعة للزي المصري الأصيل "أنيس" خلف أفضل السبل لتوفير منصة لتصميم الملابس التقليدية المصرية التي تجمع بين الأصالة ودقة القص وجمال التشطيب وتوصيلها إلى مختلف محافظات مصر حتى عثر على ضالته بتأسيس شركة تحمل اسم "ترزي بلدي" ألحق بها العشرات من الصنايعية المهرة من الصعيد ومن وجه بحري، تعمل عبر الإنترنت وتتواصل مع الزبائن عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال أنيس للوفد: "جبنا كل الصنايعيه بتوعنا من البلد ووجه بحري لضمان أفضل جودة ممكنة في الشغل وعلشان نميز نفسنا عن الآخرين وبعد ذلك اهتمينا بأبراز الشغل القديم اللي فيه تعقيدات اللي الصناعية النهارده في المناطق الشعبية بيستسهلوا يعملوه"

 

قصتنا صعيدي و تشطيبنا بحري

تجمع أزياء "ترزي بلدي" بين "القصة الصعيدي والتشطيب البحري"

ويحكي أنيس: "الصعيد معروف بجمال القصة ووجه بحري معروف بتشطيب الجلابية المضبوط و دقة الغرز اليدوي.. و ديما في الصعيد و وجه قبلي عاما معروف اني اللي عايز يلبس "يبحر" لذا "قصتنا صعيدي و تشطيبنا بحري..".

ويصف أنيس خلية النحل التي يقودها لصنع الجلابية وتطريزها يدويًا، قائلاً "القصة صنعة و ليها واحد مختص بها، و شغل المكنة صنعة و لها ايضا واحد مختص بها، و التكفيف صنعة صعبة و الذي يجيدها نادر و كذلك تركيب القطان له صنايعي مختص بذلك و نادر المحترف فيها".

 

آلية ذكية لتصحيح صورة "الجلابية" والوصول إلى محبي الأصالة:

في بحر من التحديات بين حداثة الملابس العصرية من البنطلون المقطع والـ skinny jeans  و القمصان الـslim-fit ومنافسة الخياطين المتخصصين في تصميم الجلاليب التقليدية الذين يتخذون من المناطق الشعبية مثل أوسيم وشبرا وروض الفرج والعمرانية وغيرها سوقًا لهم، ألقى أنيس بمرساة أحلامه في بحر مواقع التواصل الاجتماعي التي عثر فيها على وسيلة يسيرة لتغير وجهة النظر السائدة عن الجلابية كونها زي للرجل البسيط إلى حقيقة كونها أيقونة في صفحة التاريخ المصري الأصيل.

 واستعان أنيس بصفحته عبر "فيسبوك" للوصول لشتى فئات المستهلكين بداية من المناطق الشعبية مرورًا بمصر الجديدة والسادس من أكتوبر و الشيخ زايد و التجمع الخامس و المعادي و المنيل و جاردن سيتي و المهندسين و الزمالك وحتى كندا وماليزيا.