عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجبلاية وأهل البزنس والراعية وراء مهزلة منتخب مصر في كأس العالم

منتخب مصر وأوروجواي
منتخب مصر وأوروجواي - أرشيف

كتب- أكرم عبدالغنى:

 

من جديد سقط المنتخب الوطني في بطولة جديدة، وسقطت معه أحلام ملايين المصريين، بعد ضياع فرصة تاريخية وإنجاز غير مسبوق بالتأهل لدور الـ 16 لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، خاصة بعد أن أوقعتنا القرعة في مجموعة ليست صعبة، ولكنها تحولت إلى مستحيلة بفضل الفوضى والمحسوبية وأهل البيزنيس والشركات الراعية والداعمة للمنتخب.

الأمر لم يكن صدفة أو وليد البطولة التي عُدنا للمشاركة فيها بعد 28 عاما من الغياب، ولكنها سلسلة من الفوضى التي لا تنتهي منذ تولى المجلس الحالي بقيادة أبوريدة رئاسة اتحاد الكرة ومعه الشركة الراعية التي حولت معسكرات المنتخبات إلى تكية خاصة لقنواتها الفضائية التي تملكها ويعمل فيها أعضاء الاتحاد في مخالفة قانونية صريحة وطناش من الجهة الإدارية ووزير الرياضة السابق والذي ناشدناه عشرات المرات للتدخل ولكن لا حياة لمن تنادي.

لقد شهد معسكر المنتخب خلال بطولة الأمم الافريقية السابقة نفس الفوضى ولم يلتفت أحد لصرخات الجهاز الفني وخاصة الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي طالب أبوريدة بضرورة عدم تكرار ما حدث في الفترة القادمة، لكن لا حياة لمن تنادي وواصلت الفوضي فرض سيطرتها على المنتخب ومعسكراته.

ومع اقتراب نهائيات المونديال توقع الجميع أن يختلف الشكل والمضمون وأن ينتبه أهل الجبلاية وشركتهم الراعية إلى أهمية الحدث التاريخي، ولكن من جديد لا حياة لمن تنادي وتحولت فترة الاستعدادات إلى كابوس من الفوضى وصل إلى أرض الملعب من أعضاء مجلس الجبلاية وأصدقائهم وافترشوا أرضية الملعب بالكراسي وتعالت الضحكات التي تؤكد أن مصر وأحلام شعبها هي آخر ما يفكرون به أو يعملون له حسابًا.. ومرة أخرى حدث هذا وسط صرخات واستهجان المدير الفني الذي قرروا ترضيته للتخلص من صداعه بعدد من الإعلانات وملايينها وهي أيضا التي انتزعوا بها تركيز اللاعبين بطريقة مستفزة، وكأنهم يلعبون لصالح الفرق المنافسة لنا.

وتوقع الجميع مرة أخرى أن يكون سفر المنتخب إلى روسيا إنقاذًا له من الفوضى التي فرضها اتحاد الكرة والشركة الراعية ورجال الأعمال والذين وصفهم أحد الصحفيين من رجال أبوريدة بأنهم الـ«VIP» الذين من حقهم فعل ما يحلو لهم بفلوسهم، ناسيا او متناسيا متعمدا أن أحلام الملايين وحق البلد أكبر من هؤلاء وفلوسهم وقربهم من أهل الحظوة في الجبلاية.

وشهد المعسكر غرائب وطرائف من الفوضى قبل لقاء أوروجواي ثم تحول الأمر إلى مأساة بعدها وقبل مباراة روسيا المصيرية وبدلًا من أن يستيقظ أهل الجبلاية لإنقاذ المنتخب دخلوا في سباق مع الجميع من أجل فرض المزيد من الفوضى وتحول المعسكر إلى «سويقة» رأينا خلالها أرض الملعب خلال التدريبات وبها أصدقاء أبوريدة ورجال أعمال يلتقطون الصور التذكارية ويتحدثون مع اللاعبين وسط ذعر وثورة المدير الفني وصراخ لا ينقطع لم يلتفت له رئيس الاتحاد ولا أعضاء المجلس الذين جمعتهم فقط مصالحهم الخاصة.

وحاولت جاهدا أن أعرف ما علاقة رجال الأعمال الموجودين في الملعب بالمنتخب ومن أين حصلوا على التصاريح التي زينوا بها صدورهم وكأنهم أعضاء في الاتحاد أو اللجنة المنظمة أو الجهاز الإداري والفني دون التوصل إلى حل سوى أنهم «vip».

واستكملت إحدى الشركات الحكومية مسلسل المهازل بتنظيم رحلة للمحاسيب وأهل الفن وأيضا الـ «vip» ونزلوا جميعا في نفس الفندق الذي تقيم فيه بعثة المنتخب وحاول رجال الأمن إيقاف هذه المهزلة ولكنهم فشلوا أيضا وتحول المعسكر إلى فرح العمدة.

ولا أعرف كيف تتحمل شركة حكومية كل هذه الملايين ومن سيحاسب المسئولين فيها عن كل هذه المجاملات المرفوضة وكان الأفضل تنظيم رحلات للجماهير الحقيقية لمؤازرة المنتخب في مهمته الصعبة.

وسمحت هذه الشركة للفنانين ورجال الأعمال وأصدقاء أعضاء الجبلاية

وأقارب الشركة الراعية وشركة المحمول وأبنائهم بدخول غرف اللاعبين لالتقاط الصور التذكارية معهم في تصرف غير مسبوق، ولم يقتصر الأمر على الفنانين بل وصل الأمر إلى تواجد بعض القنوات الفضائية داخل غرف اللاعبين للتسجيل معهم، رغم أن شركة بريزنتيشن راعي الجبلاية تمنع أي لقاءات مع نجوم المنتخب أو الجهاز الفني إلا بموافقتها.

ومن المهازل التي شهدها المعسكر الصلح المريب بين رئيس الاتحاد هاني أبوريدة وعضو المجلس مجدي عبد الغني بعد انتفاضة الأول ضد الثاني وحرمانه من تولي منصب نائب رئيس البعثة وتوجيه اتهامات خطيرة له، ثم تهديد الثاني بعقد مؤتمر صحفي يفتح فيه كل ملفات الفساد، قائلا «أنا مش حرامي ولا تلميذ علشان أخذ إذن أبوريدة»، ولكن فجأة وبدون مقدمات جاء الصلح الذي لا أعرف على حساب من وإذا كانت الاتهامات التي وجهها رئيس الاتحاد إلى عضو المجلس سليمة فأين الجهة الإدارية والجهات الرقابية؟

ملف المونديال وما حدث فيه سيكون أولى القضايا أمام الدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة الجديد، وأعلم أن أهل الجبلاية يتحصنون بالفيفا وهي السلاح الذي اعتمد عليه أيضا وزير الرياضة السابق لعدم محاسبة الجبلاية ورئيسها الذي كان له الفضل في ظهور الوزير في الوسط الرياضي والكروي بصفة خاصة عندما اختاره مديرا تنفيذيا للجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للشباب 2009 بالقاهرة بدعم ووساطة رئيس نادي الصيد وقتها.

لقد أصبح رحيل هذا المجلس وشركته الراعية مطلبًا شعبيًا، يحتاج إلى قرارات مصيرية، وليست أيادي مرتعشة تخشى الدخول في مواجهات مع أهل الجبلاية، الأخطاء بالجملة والمخالفات صريحة وأهمها عمل أعضاء الاتحاد لدى الشركة الراعية في مخالفة صارخة.

أخيرًا هل سنرى لجنة الشباب والرياضة تلعب دورا حقيقيا في فضيحة المنتخب أم أن إرهاق الرحلة بالسفر إلى روسيا دون تحديد الجهة المسئولة حتى الآن عن سفرهم سوف يمنعهم من التحقيق بعيدا عن تشكيل اللجان التي نسمع فقط عن تشكيلها لامتصاص غضب الشعب ثم تنتهي في لمح البصر دون قرارات، ولا تزال أحداث ريو دي جانيرو شاهدًا حيًا بعد ما مات الكلام في اللجنة ثم كشف الجهاز المركزي للمحاسبات عن مخالفات جسيمة بإهدار للمال العام يصل إلى أكثر من 5 ملايين جنيه ولم تتحرك اللجنة حتى الآن وأيضا الوزير السابق رغم أن اللوائح الدولية أعطته الحق لحل اللجنة أو الاتحادات في حالة وجود مخالفات مالية.. الفوضى كلمة السر.