رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المــوت عشقـاً.. الأسطى حمدي شنق نفسه حزنًا علي حببته

أرشيفية
أرشيفية

 

 كتب - نصر اللقانى:

“مبروك يا حسين زوجتك حامل”.. هكذا قالت الطبيبة للزوج الذى كاد أن يطير فرحاً بعد أن رزقه الله بنعمه الإنجاب بعد أن أصابه اليأس بعد مرور 15 عاماً على الزواج طاف خلالها على عشرات الأطباء والدجالين الذين استولوا على جميع ما يملك، وكان يعمل كحارس خاص على إحدى الشركات.

ومرت شهور الحمل كأنها دهر حيث انتظمت الزوجة فى المتابعة الطبية فى الوحدة الصحية للاطمئنان على الجنين.

وجاء موعد الولادة بعد انتصاف الليل حيث الوحدة الصحية مغلقة.. احتار الزوج فى الأمر كثيراً حتى طالبته زوجته بالتوجه بسرعة وإحضار الخالة إنصاف (الداية) حتى تساعدها فى الولادة، وفى دقائق معدودة وصلت (الداية) وطالبت بإحضار الماء الساخن وانطلق صوت المولود الذى اهتز له قلب الأب وأسرع إلى زوجته قبل جبينها وأبلغته الداية أن ربنا رزقه بالولد الذى يحمل اسمه وطالبته بهدية قيمة.. وأسرع الأب إلى المولود وحمله بين ذراعيه وهمس له فى أذنيه يا حمدى سوف أجعلك أحسن إنسان فى الدنيا.

ومرت السنوات الأولى حتى التحق حمدى بالصف الأول الابتدائى.

ولكن خلال سنوات الدراسة الابتدائية اتضح ضعف التحصيل الدراسى لحمدى وتمكن من اجتياز امتحان شهادة امتحان الصف السادس الابتدائى بصعوبة بالغة وانتقل إلى المرحلة الإعدادية، حيث قام الأب بتكثيف الدروس الخصوصية لنجله حتى يرتفع مستواه الدراسى ويحقق الحلم الكبير فى أن يصبح طبيباً لكن دون جدوى، ولم يتمكن حمدى من اجتياز امتحان الشهادة الإعدادية على مدار عامين متتاليين وتم فصله لاجتيازه عدد مرات الرسوب وإنهار حلم الأب الذى لم يجد أمامه سوى الرضا بالمكتوب وقرر إلحاق حمدى بإحدى ورش إصلاح السيارات فى القرية حتى يتعلم مهنة يعيش منها.

وبالفعل أتقن حمدى المهنة وأصبح أشهر ميكانيكى فى القرية وذاع صيته فى القرى المجاورة، حيث يأتى الزبائن إلى الورشة ويطلبون بالاسم الأسطى حمدى الذى أصبح عمره 24 عاماً.

وأراد حمدى الزواج بعد أن ارتبط عاطفياً بـ«فاتن» أجمل فتيات القرية، حيث الجمال الصارخ والجسد الممشوق والتى صارحته بحبها له منذ أن رأته أول مرة وتعاهد الحبيبان على الزواج واعتادا على قضاء الإجازة الأسبوعية معاً فى حدائق المدينة القريبة.

وتمكن من إعداد عش الزوجية واصطحب والده إلى منزل فاتن طالباً يدها وهنا كانت المفاجأة حيث رفض والدها وطالبه بعدم التفكير فى هذا الأمر نهائياً

لأن ابنته حاصلة على مؤهل عال فى حين أنه راسب إعدادية.

وكرر حمدى طلب يد حبيبته عدة مرات ووعد والدها بأنه سوف يعمل ليلاً ونهاراً من أجل إسعادها، إلا أنه تم رفض طلبه وحذره والدها من محاولة مقابلتها أو الحديث إليها.

ولم ييأس حمدى وأقنع نفسه بأن الأيام كفيلة بتغيير موقف والد حبيبته وأنه سيوافق يوماً ما.

وفى مساء أحد الأيام أثناء عودته إلى منزله بعد انتهاء عمله بالورشة فوجئ بالزينات والأنوار معلقة على واجهة منزل حبيبته وعندما سأل أحد الجيران أبلغه أن خطوبة «فاتن» الليلة على أحد أقاربها العائد من إحدى دول الخليج.

ودخل حمدى غرفته وأغلق الباب واستلقى على سريره يفكر فى ضياع محبوبته وكيف يعيش بدونها وأنها ستكون فى أحضان شاب غيره.

وانتهز الشيطان الفرصة ووسوس له بأن حياته قد انتهت ولن يكون لها طعم بدون حبيبته وأقنعه الشيطان بالتخلص من حياته التى لم تعد لها فائدة ومرت ساعات الليل بطيئة حتى جاء الصباح وخرج حمدى من المنزل بكل هدوء وتوجه إلى كوبرى القرية وألقى بنفسه فى مياه ترعة المحمودية ولفظ أنفاسه الأخيرة فى دقائق معدودة رافضاً الحياة بدون حبيبته.

وتجمع الأهالى الذين تمكنوا من انتشال الجثة ونقلها إلى المشرحة، حيث أكد الكشف الطبى أن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق ولا توجد شبهة جنائية ليسدل الستار على حكاية الأسطى حمدى الذى أنهى حياته اعتراضاً على ترتيبات القدر الذى حرمه من حب حياته، وأصبح الجيران والمارة والمعارف الذين يعلمون سر انتحاره يقصون الحكاية «حكاية فاتن وحمدى».