رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حنان أبو الضياء تكتب عن : فاشية اليابان فى “Wife of a Spy”

بوابة الوفد الإلكترونية

 

المخرج اليابانى يكيوشي كوروساوا صاحب الخيال الإنسانى والبصمة الذى جاء بعد «الموجة اليابانية الجديدة» ؛والمعروف عالميا بفيلمه« طوكيو سوناتا» و«المنزل السعيد» و؛علاج؛ ومسار الثعبان وعيون العنكبوت وكاريزما وقنديل البحر؛ يجئ الى مسابقة مهرجان الجونة فى دورته الرابعة بالفيلم الياباني “Wife of a Spy” زوجة جاسوس لينضم الى الأعمال التى تتناول فاشية اليابان أبان الحرب العالمية الثانية.

الفيلم من إخراج كيوشي كوروساوا الذي شارك في السيناريو مع كل من ريوسوكي هاماجوتشي، تاداشي نوهارا، أما البطولة فيشارك فيها يو اوي، إيسي تاكاهاشي، ريوتا باندو، يوري تسونيماتسو، منوسوكي هيونري، تاكاشي ساسانو، ماساهيرو هيكاشيدي.

ويطرح بشكل غير مباشر مافعله ضباط الجيش الياباني من أعمال غير انسانية ووحشية بشكل خاص في الحرب؛ مما أسفر عن أضرار هائلة للمدنيين الصينيين ؛و تأثير الحرب الجرثومية على سكان المنطقة الصينيين ونفس الشيء بالنسبة لاقصى شرق روسيا؛ مؤكدا ماقامت به  (الوحدة 731) التابعة للجيش الياباني الملكي خلال الحرب العالمية الثانية. و تفشي الوباء بمدينة نينجبو جنوبي اقليم شنجهاي في شهري نوفمبر وديسمبر من عام 1940. وأن اليابانيين استخدموا سكان المدينة كحيوانات مخبرية لاختبار تأثير جرثوم قاتل.

ويشير العمل الى تحول اليابان إلى دولة فاشية؛ مع التطلعات الجريئة للقضاء على الطائفية وتعبئة البلاد نحو إمبراطورية حقيقية ، فأعاد التحول الفاشي بشكل أساسي تشكيل المجتمع المدني وأدى في النهاية إلى نشوب الحرب العالمية الثانية.

فيلم "زوجة الجاسوس" هو تأمل للفاشية اليابانية من منظور مدني ؛ وانغماس اليابان التدريجي في الظلام الفاشي بجماليات تستحضر العصر الذهبي للسينما في اليابان.

ويدور “Wife of a Spy” الذى حصل مخرجه على جائزة أحسن مخرج فى مهرجان فينيسيا الذهبي  عن التاجر الياباني يوساكو فوكوهارا في عام 1940 وبينما يسافر يوساكو إلى منشوريا في رحلة عمل واضحة ، يزور ساتوكو تايجي (ماساهيرو هيجاشيدي) الضابط اليابانى وصديق طفولتها.

وفى الحقيقة يكشف الفيلم  التطور إلى الفاشية من عيون تاجر الحرير الثري يوساكو فوكوهارا (إيسي تاكاهاشي) وزوجته ساكوتو فوكوهارا (يو أوي). مع إلقاء الشرطة العسكرية القبض على شريك يوساكو التجاري ، وهو رجل بريطاني متعجرف ، بتهمة "تسريب أسرار الدولة"؛ حيث يحذر الضابط اليابانى يوساكو من "توخي الحذر بشأن من يعتبر أصدقاءه".

ثم يقدم الفيلم أدلة على التجارب البشرية الشائنة  التي أجرتها الوحدة 731 التابعة لجيش كوانتونج الياباني . فيقرر يوساكو فضح جرائم جيش كوانتونج بالأسرار التي يمتلكها يوساكو والسفر الى أمريكا .

وتقوم زوجة الجاسوس بعمل ممتاز في تحديد سياق الصراع بين يوساكو وتاجي؛ ومع ذلك ، فإن رحلة شخصية يوساكو تترك الكثير مما هو مرغوب فيه؛ وتضعك أمام أسئلة عدة

عن مفهوم الوطنية ؛والحد الفاصل بين العدالة وخيانة الوطن

The Wife of a Spy يجب مشاهدته إذا كنت مهتمًا بالتاريخ الياباني؛ أو الأفلام التي تصور الحياة في مجتمع فاشي من منظور مدني.

وحتى إذا كانت الزاوية التاريخية لا تهمك ، فإن تجربة الفيلم لا تزال تستحق المشاهدة لأنها تنسج بخبرة التشويق والمأساة والتعليق السياسي.

فالمخرج يعد من أشهر مخرجي السينما اليابانية و لفت أنظار العالم عام 1997 من خلال فيلم الجريمة " الشفاء". وفي عام 1999 أخرج ما يشبه الجزء الثاني من فيلم "التعافي" من خلال فيلم "يلم " كاريزما" . وفي عام 2000 قام بإخراج فيلم "جلسة". في عام 2001 قام بإخراج فيلم الرعب " نبض" وفي عام 2003 فيلم " مستقبل مشرق". وتبعه بفيلم مصور بكاميرا ديجيتال هو "دوبلجينجر". وفي عام 2005 قدم ثاني أفلامه العاطفية "الطابق العلوي".ولكن سرعان ما عاد بفيلم رعب جديد في نفس العام هو " القصاص". قام عام 2008 بإخراج "سوناتا طوكيو" الذي خرج به تماما عن نوعية الرعب.

ونال جائزة أفضل مخرج في الدورة الثامنة لمهرجان روما السينمائي الدولي عن فيلم " الكود السابع" عام 2013. كما نال عن فيلم " رحلة إلى الشاطئ" جائزة أفضل مخرج في مسابقة قسم "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي الدولي .

وفى الحقيقة "زوجة الجاسوس " ربما جاء الأن لكون اليابان تشهد تزايدًا في القومية والعسكرة ؛ لذلك الفيلم لا يحتوي الفيلم على رسالة مناهضة للحرب فقط ؛بل يركز أيضًا على الجبهة الداخلية ؛الى جانب الإيقاع التأملي للعمل ؛ وتمتع زوجة الجاسوس بنكهة كلاسيكية تعود إلى العصر الذهبي للسينما اليابانية ؛ومايمنحه كوروساوا للتعاطف العميق والعلاقة الحقيقية مع الشخصيات المعروضة.