خبراء: المتاحف ثروة قومية ووسيلة لترويج السياحة

ثروة مصر من المتاحف تكمن فى أنها تجمع العديد من الآثار، بداية من العصور الفرعونية وحتى آثار العصر الحديث.

ويوضح أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة، أن المتاحف تهتم باقتناء التحف الأثرية، وحفظها وصيانتها، وعرضها عرضًا فنيًّا ليستمتع بها الزائر، فمصر بها العديد من المتاحف الأثرية والتى تتمثل فى المتاحف القومية مثل المتحف المصرى بالتحرير، والمتحف القبطي، والمتحف اليونانى الروماني، ومتحف الفن الإسلامي، والمتحف المصرى الكبير، بالإضافة إلى المتحف القومى للحضارة بالفسطاط، كما يوجد نوع آخر من المتاحف وهو المتاحف الإقليمية مثل متاحف السويس، والإسماعيلية، وطنطا، وكفر الشيخ، وشرم الشيخ، والغردقة، كذلك فهناك المتاحف المتخصصة مثل : متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية، والمتحف الحربى وهو خاص بالشرطة المصرية، وغيرها.
وأرجع عامر أهمية افتتاح المتاحف فى الفترة الأخيرة لأسباب عديدة، فمتحفا شرم الشيخ والغردقة تم افتتاحهما لجذب السائح الذى يهتم بالسياحة الشاطئية، لرؤية الحضارة المصرية القديمة، أما المتاحف الإقليمية فهى تهدف إلى حفظ آثار المحافظة التى يوجد بها المتحف، مع تنشيط السياحة الداخلية، ورفع الوعى الأثرى لدى المواطنين.
وطالب «عامر» بضرورة نشر الوعى بالآثار بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة السياحة والآثار، بجانب عمل أفلام أثرية على شكل أفلام كرتونية تصل إلى عقول الأطفال وتجذب انتباههم، مع استخدام تقنية الـ 3D لتعريفهم بالمواقع الأثرية والمتاحف.
واختتم الباحث الأثري، كلامه قائلًا: «عائد هذه المتاحف سيأتى لاحقا، سواء من الخارج أو الداخل، حيث ستنعكس على دفع عجلة السياحة الخارجية وزيادة أعداد السائحين، وهو ما سيؤدى بدوره لزيادة مواردنا من العملات الأجنبية، على اعتبار أن السياحة تُعتبر من أهم مصادر الدخل القومي، كما ستساهم هذه المتاحف فى تنشيط السياحة الداخلية بشكل كبير، ورفع وعي المواطن وثقافته تجاه آثار بلاده وحضارتها».
ويؤكد محمد ابراهيم محمد خبير الآثار بوزارة السياحة والآثار المصرية، أن القيادة السياسية أولت المتاحف اهتماما خاصة فى الفترة الأخيرة، وافتتحت عددًا كبيرًا منها، وأضاف أن موكب المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير لمتحف الحضارة بالفسطاط من الأحداث الهامة التى تابعتها باهتمام وكالات الانباء العالمية، وهو ما سينعكس بدوره على زيادة إقبال السائحين لزيارة مصر.
وأشار إلى أن «حضارة مصر القديمة حضارة عريقة، فهى تعتبر من أقدم حضارات العالم، وتتميز بتنوعها، لذلك فوجود هذه المتاحف هام جدا لاستيعاب آثار هذه الحضارات، وعرضها بطريقة العرض المتحفى الذى يجذب السياح، كما أن هذه المتاحف تعظم من دور مصر الثقافى والحضاري، وتبرز قوة مصر الناعمة، كما أنها ستعود بمردود اقتصادى وسياسى مستقبلا».
وطالب «إبراهيم» بضرورة وضع خطة عمل محكمة للتسويق والدعاية لمصر محليًّا ودوليًّا، ولتحقيق هذا لابد من اختيار الكوادر البشرية فى كافة محافظات مصر لتكون هى نواة المشروع ثم تتسع تدريجيًّا، مع التنسيق بين الوزارات المعنية وأهمها: السياحة والآثار – التربية والتعليم- التعاون الدولي- الخارجية- التنمية المحلية، بالاضافة للمحافظين والمسئولين المحليين، مع تدشين قناة إعلامية لمتابعة المستجدات فى الجانب الأثرى وعمل اللقاءات الإعلامية والتقارير الميدانية، وتغطية الاكتشافات الأثرية، على غرار قناة ((National geographic العالمية، مع ضرورة إعداد محتوى أو مادة إعلامية عن الآثار المصرية والإسلامية سواء باللغة العربية لعرضها

فى القنوات المصرية الفضائية, وأخرى باللغة الإنجليزية لعرضها بالقنوات الفضائية العالمية، وضرورة الاستفادة من كافة الكوادر العلمية سواء بوزارة السياحة والآثار أو الجامعة، وتنظيم محاضرات وندوات بقصور الثقافة بالمحافظات، لإلقاء الضوء على آثار وتاريخ كل محافظة على حدة، والإجابة عن تساؤلات عموم الناس عن الآثار المصرية وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى العامة، وضرورة تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى للوصول إلى القواعد العريضة بالمجتمع.
وأشار إلى ضرورة تقديم محتوى تعليمى يناسب كافة الفئات العمرية، بواسطة المختصين التربويين وعلماء الآثار، والتنسيق مع الهيئة الوطنية للإعلام لعمل برامج بمواعيد ثابتة وفترة عرض مناسبة للمشاهد لتناول الموضوعات التاريخية والأثرية بقنوات التلفزيون المصرى أو القنوات الفضائية، والاهتمام بتناول بعض الاحداث التاريخية فى التاريخ المصرى القديم، وعمل مادة درامية أو سينمائية وطرحها على شركات الإنتاج لعمل أفلام ومسلسلات، حيث يحتوى التاريخ المصرى القديم على قصص وأحداث تصلح لتكون مادة مشوقة للتناول الدرامى والسينمائي، والوصول بشكل فعال لوسائل الأعلام العالمية لتسويق المنتج السياحى المصري، وضرورة التنسيق مع وزارة السياحة والآثار لفتح المناطق الأثرية غير المفتوحة للزيارة بالتعاون مع المسئولين المحليين فى كل محافظة، وعمل شراكة مع القطاع الخاص لإنشاء أكاديمية تعليمية لعلوم الآثار والحضارة، تمنح الدارسين كورس مكثفًا فى الآثار والإرشاد السياحى بشهادة معتمدة من وزارة التعليم العالي، وعمل قاعدة بيانات لجميع الرسائل العلمية فى علوم الآثار والحضارة المصرية ومحاولة تبسيطها من خلال الباحثين لتلائم القاريء العادي، وعمل مؤتمر وملتقى دولى خاص بعلوم الآثار والحضارة المصرية مع التغطية الإعلامية للمؤتمر محليا ودوليا.
والتقط كريم عادل الخبير الاقتصادى ورئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية أطراف الحديث مشيرا إلى أن المتاحف الحديثة ستعزز من قوة مصر على المستويين العربى والدولي، مشيرا إلى أنها ستساهم فى رواج قطاع السياحة خلال الفترة المقبلة، وتوفير النقد الأجنبي، وزيادة نسب الإشغال فى الفنادق، ورواج حركة الطيران والنقل والتجارة، وتوفير فرص عمل فى قطاع السياحة وكافة القطاعات الأخرى ذات الصلة والارتباط، مما ينعكس بدوره على المؤشرات الاقتصادية الكلية للدولة المصرية.