عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"جنى" تدفع حياتها نتيجة إهمال الكهرباء وحي مصر الجديدة

الطفلة الضحية
الطفلة الضحية

بدموع من الحزن والآسى والقهر، يبكي والدان طفلتهما ذات الثماني أعوام، والتي فقدت حياتها نتيجة إهمال مشترك ما بين شركة الكهرباء وحي مصر الجديدة، اللذان تقاعسا عن أداء مهامهما الوظيفية.

 

يُعاني شارع هارون الرشيد بمصر الجديدة وهو مكان الواقعة من إهمالًا تامًا في أعمدة الكهرباء التي تتشعب أسلاكها غير المغطاه بعازل ما بين المنازل وداخل الأشجار، وهو الأمر الذي كان ينذر بحدوث كارثة عاجلًا أم آجلًا، ورغم ذلك لم يقم عمال شركة الكهرباء بالصيانة الدورية؛ مما أدى إلى تفاقم الأزمة.

 

 

منذ صباح يوم الجمعة الماضية والتي شهدت تقلبات جوية وسقوط أمطار غزيرة، سقط سلك كهرباء مكشوف على الأرض وسط بركة مياه، وبدأت أعمدة الكهرباء يحدث بها ماس وتخرج منها النيران ومن داخل الأشجار نتيجة مرور الأسلاك بها، وعلى الفور تواصل السكان وأصحاب المحال بقسم شرطة مصر الجديدة وخط النجدة للإبلاغ، ولكن لم يهتم أحد.

 

في الوقت ذاته، وكعادتها اليومية، كانت الضحية جنى رمضان، ذات الثماني أعوام، تلعب مع إخوتها، وعقب انتهاء الأمطار اتجهت الطفلة لوالدتها قائلة "عاوزين نفطر يا ماما" لذا أعطاها الأب 5 جنيهات حتى تشتري الخبز، ثم انصرف إلى عمله.

 

توجهت الطفلة إلى المخبز المجاور لمسكنهم في تمام الساعة الثالثة والربع عصرًا، وأثناء مرورها على الرصيف المجاور لبركة المياه المكونة من الأمطار والتي سقط بها سلك الكهرباء المكشوف، جذبها الماس الكهربائي وسقطت الطفلة على الأرض في المياه، ولم تقاوم نهائيًا وكأن الكهرباء شلت حركتها وقطعت أنفاسها.

 

 

وقال كريم طارق، شاهد عيان، والذي يعمل بمحل خضراوات بالمنطقة، إنه أثناء مروره بالشارع شاهد الطفلة وهي تسقط على الأرض في الماء المكهرب، وحاول كثيرًا هو والجيران وأصحاب المحال إنقاذ الطفلة ولكن كانت الأرض مكهربة بالكامل ولم يستطع أحد إنقاذ حياة الطفلة.

 

وبعد محاولات مستمرة تمكن من انتشال جثمان الطفلة من الماء، فقد عرّض حياته للخطر وبالفعل صُعق بالكهرباء، وتوجهوا بالطفلة على الفور للمستشفى ولكن نفذ أمر الله، وتوفيت الطفلة.

 

في ذلك التوقيت كان الأب رمضان حسين في طريقه لعمله، ليتلقى مكالمة هاتفية بأن طفلته في المستشفى، وبعد وصوله علم بخبر وفاتها، وتوجه بعدها إلى قسم شرطة مصر الجديدة لإتمام الإجراءات القانونية، وهنا كانت المفاجأة، بأن أحد الضباط يريد تحرير محضر ضده وزوجته يتهمهما فيه بالإهمال في حق طفلتهما لمحو الجريمة والخطأ عن المسئوليين الرئيسيين وهم شركة الكهرباء والحي.

 

واستمرارًا للضغط على الأب، عرض عليه أحد الضباط صرف مبلغ شهري له مقابل تنازله عن حق الطفلة البريئة، ولكن رفض رمضان حسين باستماتة شديدة وصمم على المطالبة بحقه والقصاص العادل ومعاقبة المُذنب.

 

واستكمل رمضان حسين حديثه لـ"الوفد"، بأنه توجه إلى النيابة لاستكمال الإجراءات القانونية واستلام تصريح الدفن، وهو ما حدث بالفعل وتسلم الأب التصريح في اليوم الثاني للواقعة ووارى جثمان طفلته الثرى يوم السبت الماضي.

 

 

وعقب التقصي والبحث، قال الأب، إنه تبين أن شركة الكهرباء أرسلت إلى حي مصر الجديدة لقطع الأشجار التي تمر بداخلها أسلاك الكهرباء.

 

ومن جانبه ألقى الحي التهمة على شركة الكهرباء بأنها لم تقوم بإجراء الصيانة الدورية للأعمدة والأسلاك المتشعبة بالشارع منذ سنوات، وبدى الأمر وكأنهم يلقون التهمة على بعضهم حتى يتنصلون من مسئوليتهم.

 

وأثناء سير الإجراءات القانونية، كانت الواقعة وصلت لوسائل الإعلام، وتواصلت عدة برامج مع والد الطفلة، وعلى رأسهم برنامج التاسعة للإعلامي وائل الإبراشي الذي أجرى مداخلة هاتفية مع الأب لعرض الواقعة وإبداء تعاطفه مع أسرة الفقيدة، ولكن خلف الكاميرا كان الأمر مختلف ومُثير للدهشة.

 

وقال والد الطفلة جنى، إن الإبراشي تواصل معه هاتفيًا عقب البرنامج وكان مُجمل الحديث بأنه سيسعى لتعويض الأسرة بمبلغ مالي ووحدة سكنية مُقابل التنازل عن المحضر.

 

وأضاف "رمضان حسين"، أنه رفض عرض الإعلامي وائل الإبراشي بالتعويض، قائلًا: مش عاوز فلوس ومش هسيب حق بنتي، مؤكدًا أنه أغلق الهاتف على الفور ولم يستكمل حديثه مع الإبراشي.

 

حالة يُرثى لها يعيشها أسرة الطفلة المجني عليها جنى رمضان، عقب وفاة طفلتهم صعقًا بالكهرباء، وكأنها الزهرة التي اقتطفت قبل آوانها، أسرة بسيطة لا حول لها ولا قوة، كل ما ترجوه هو القصاص لأبنتهم ومعاقبة المُذنب والمتسبب في وقوع هذه الجريمة، طالبين بحقهم فقط، لا يبغون عوضًا ولا مال، قناعة منهم أن أموال الدنيا كلها لا تعوضهم عن طفلتهم، فرغم بساطة معيشتهم وضيق حالهم إلا أنهم لديهم عزة نفس لا يمتلكها الكثير.