عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : انتخابات النواب والدولة الديمقراطية

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

بإعلان أسماء مرشحى الانتخابات لمجلس النواب على مستوى القائمة والفردي، يكون بالفعل قد بدأ ماراثون الانتخابات، والمعروف أن مجلس النواب القادم ليس كأى مجلس مضي، ويعد هذا المجلس الثانى بعد ثورة 30 يونيه، فالمجلس الذى ينتهى فعليًا يوم 9 يناير القادم، هو الأول بعد اندلاع الثورة العظيمة.  وإذا كان هذا المجلس قد أدى دوره بما يتماشى مع طبيعة المرحلة، خاصة أن السنوات الخمس الماضية شهدت أحداثاً جساماً، كان على رأسها وأبرزها الحرب على الإرهاب التى أبلت فيها مصر بلاءً حسناً كانت بمثابة المثل الأعلى لدول العالم الذى رأى كيف أن جنود مصر الأوفياء البررة نجحوا فى القضاء على الإرهاب وأهله ومؤيديه وأنصاره، وأثبت المصريون للعالم، أن لديهم عزيمة قاهرة لا تعرف المستحيل.

كما شهدت هذه السنوات الخمس الماضية أعظم إنجاز حققته الدولة المصرية بفضل القيادة السياسية الرشيدة، وهذا الإنجاز تمثل فى تثبيت أركان الدولة المصرية، بعدما كانت البلاد قد تحولت إلى شبه دولة بعد سنة الحكم اللعينة التى تولت فيها الجماعة الإرهابية الحكم. وبعزيمة المصريين وقوتهم والتفافهم حول قيادتهم السياسية، باتت مصر دولة قوية يشار إليها الآن بالبنان فى كل المحافل الدولية. ومن هذا الإنجاز الرائع بدأت مصر خطة التنمية والتى حققت من خلالها أعظم الإنجازات بل لا نكون مبالغين إذا قلنا إنها إعجازات فى كافة المجالات، ابتداء من البنية التحتية ورصف الطرق وإقامة الكبارى وانتهاء بإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة والمدن، لدرجة أن كل مدينة فى الوجهين البحرى والقبلى أقيم إلى جوارها مدينة جديدة، وإصلاح أحوال الشركات والمصانع التى أغلقت أبوابها وإقامة المصانع الجديدة التى استوعبت الملايين من العمالة فى كافة المجالات.

ولا أحد ينسى أبداً الإعجاز الذى صنعته مصر وهو حفر قناة السويس الجديدة، ومحور التنمية حول القناة، إضافة إلى الكثير والكثير من كافة المجالات سواء كانت صناعية أو تجارية أو تعليمية أو ثقافية وغيرها فى كافة  النواحى الاجتماعية وهى تحتاج إلى صفحات وصفحات لتدوينها، وعلى كل حال لم يكن مجلس النواب بمعزل عن هذه الإنجازات، بل كان مواكباً لها أولاً بأول، ولذلك صدرت القوانين والتشريعات التى تتوافق مع رؤية مصر الجديدة التى حققت هذه الإنجازات، إضافة إلى ما قام به المجلس من دور مهم بشأن اتفاقيات مصر مع دول العالم خاصة اتفاقيات ترسيم الحدود، والتى تعود بالنفع والخير على جموع

المصريين، وأبرزها على الإطلاق اتفاقيات ترسيم الحدود مع اليونان وقبرص والسعودية، إضافة إلى العديد من الاتفاقيات الأخرى التجارية، وخلاصة الأمر لقد أدى مجلس النواب الذى تنقضى ولايته يوم 9 يناير القادم دوراً وطنياً مهماً فى إطار المشروع الوطنى المصرى الموضوع بعد ثورة 30 يونيه.

وانتخابات مجلس النواب التى ستبدأ بعد أيام قليلة هى الثانية بعد الثورة، وتأتى هذه الانتخابات فى ظل أخطار شديدة تحيط بالبلاد من كل حدب وصوب، ولولا أن مصر دولة قوية عظيمة، لما تمت هذه الانتخابات ولا انتخابات الشيوخ التى سبقتها، إلا أن الدولة المصرية حريصة كل الحرص على تنفيذ هذه الاستحقاقات الدستورية رغم المخاطر الشديدة التى تتعرض لها البلاد، والتهديدات التى لا تهدأ ضد الأمن القومى المصري. ما يعنى إن مصر  تصر على الاستمرار فى تحقيق الإنجازات السياسية أسوة بكل الإنجازات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية التى تمت على أرض  الواقع، وهذا هو العبور إلى تحقيق حلم الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة.

ومن هذا المنطلق يجب على المصريين كعادتهم أن يكونوا حريصين شديد الحرص على اختيار من يمثلونهم تحت القبة، فحسن الاختيار لمجلس النواب القادم أمر بالغ  الأهمية حتى نرى نوابًا متوافقين من أجل مصلحة الوطن والمواطن أولاً وأخيراً.. إن حسن الاختيار من بين المرشحين ضرورة وطنية مهمة وواجب وطني، لمواجهة المرحلة القادمة من عمر البلاد والتى تحتاج إلى نواب أكفاء لديهم القدرة والمقدرة على النهوض بالبلاد والعبور بها إلى بر الأمان، وتحقيق حلم الدولة الديمقراطية العصرية الحديثة، خاصة بعد الإنجازات الضخمة التى باتت واقعاً على الأرض.

[email protected]