عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد مرور 53 عاماً على ذكراها.. كل ما تريد معرفته عن نكسة 1967

نكسة 1967
نكسة 1967

53 عاماً مضت على نكسة 1967، الحرب التي نشبت بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ومصر، بعد أن شن سلاح الجو الإسرائيلى هجوماً على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات فضربت المطارات والقواعد الجوية وحطمت طائراتها وحدث ارتباك لدى القوات المصرية بسبب قرار الانسحاب العشوائي.


وستظل نكسة 1967، هي الحدث الأسوأ في تاريخ مصر، فضلاً عن ما جنته هذه الحرب تداعيات خطيرة، والتي انتهت بخسارة فادحة للجيش المصري في الأرواح والعتاد، بالإضافة لخسارة الكثير من الأراضي العربية، أبرزها منطقة الجولان وسيناء وما تبقى من الضفة الغربية في فلسطين التاريخية.

ومن خلال هذا التقرير تستعرض "بوابة الوفد"، أبرز أسباب اندلاع حرب 1967، التي تعيش آثارها النفسية جميع قلوب المصريين والعرب إلى اليوم.


بداية الحرب
اندلعت الحرب في 5 يونيو 1967، بهجوم إسرائيلي على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء، حيث كان هذا الهجوم النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين إسرائيل وكل من مصر، وسوريا والأردن، وفي غضون الحرب قامت قوات عراقية كانت مرابطة في الأردن بمساندة قوات البلاد العربية.

 

اعتبرت إسرائيل أن الأحداث التي تلت حملة سيناء عام 1956 تشكل تهديدًا لأمنها سواء جهود جمال عبد الناصر ونشاط سوريا ضد المستعمرات الإسرائيلية على الجبهة السورية وأمام الجبهة الأردنية وقرار مؤتمر القمة العربية 1964 في القاهرة بتحويل مياه نهر الأردن في كل من سوريا ولبنان وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1965.

بدأ بعد ذلك تخطيط إسرائيل لشن الحرب على العرب مع مطلع عام 1967، في ظل تواطؤ خفي ظاهره عدوان ضد سوريا حيث أبلغ وفد سوفياتي مصر أن إسرائيل حشدت 11 لواء على الحدود السورية وإعلان مصر تدخلها لمساندة سوريا وما تلاها من أحداث تصاعدت بوتيرة متسارعة في الجانبين منذ منتصف مايو 1967.

أسباب الحرب
من أسباب حرب 67 بين مصر وإسرائيل، ما صرح به ليفي أشكول، رئيس وزراء إسرائيل في 1 مايو 1967، أنه في حال استمرار العمليات الانتحارية في بلاده، فإنه سيرد بوسائل عنيفة على مصادر الإرهاب، وكرر ذلك أمام الكنيست في 5 مايو.

 

وفي 10 مايو صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه إن لم يتوقف النشاط الفدائي الفلسطيني في الجليل فإن الجيش سيزحف نحو دمشق، وفي 14 مايو في الذكرى التاسعة عشر لميلاد دولة إسرائيل، أجرى الجيش عرضًا عسكريًا في القدس خلافًا للمواثيق الدولية التي تقر أن القدس منطقة منزوعة السلاح، في الوقت الذي كانت فيه مصر وسوريا تسيران نحو خطوات تصعيدية.

 

وفي مارس تم إعادة إقرار اتفاقية الدفاع المشتركة بين البلدين، وقال جمال عبد الناصر أنه في حال تكرار إسرائيل عملية طبرية، فإنها سترى أن الاتفاق ليس قصاصة ورق لاغية.

 

وترجع أسباب الحرب أيضاً إلى توتر العلاقات بين إسرائيل والدول العربية الذي يعود لأواخر عام 1966، حين حدثت عدة اشتباكات في الجولان والأردن مع الجيش الإسرائيلي، وإلى جانب عملية طبرية وعملية السموع التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد بلدة السموع الأردنية.

 

 كما شهدت بداية عام 1967 عدة اشتباكات متقطعة بالمدفعية بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي.

وكانت أيضاً أحد أسباب الحرب زيارة رئيس أركان الجيش المصري محمد فوزي دمشق للتنسيق بين البلدين في 14 مايو، وفي 15 مايو أعلنت الحكومة المصرية نقل حشود عسكرية وآليات اتجاه الشرق وانعقاد مجلس حرب كبير في القاهرة بمقر القيادة العامة للجيش المصري.

 

وفي اليوم التالي 16 مايو قدّم مندوب سوريا في الأمم المتحدة كتابًا إلى مجلس الأمن قال فيه أن إسرائيل تعد هجومًا ضد بلاده، وفي اليوم نفسه أعلنت حال الطوارئ في مصر، وفي 17 مايو طالب مصر سحب قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط المتواجدة على الطرف المصري من الحدود، دون الطرف الإسرائيلي.

 

وفي 18 مايو زار وزير الخارجية السوري إبراهيم ماخوس القاهرة، ودعا إلى مقاتلة إسرائيل، وفي 20 مايو، كشفت تقارير صحفية عن سبب من أسباب حرب 67 بين مصر وإسرائيل، أن إسرائيل قد أعلنت وبشكل سري التعبئة العامة، ودعت الوحدات الاحتياطية للالتحاق بالجيش، وأنّ خمس فرق عسكرية من الجيش الإسرائيلي باتت في صحراء النقب قرب شبه جزيرة

سيناء، مما دفع بجمال عبد الناصر لإعلان التعبئة العامة واستدعاء قوات الاحتياط، في 21 مايو تزامنًا مع توجه الأسطول السادس الأمريكي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

وعندما أشيع عن حشود عسكرية قرب الحدود الشمالية لإسرائيل بعث أشكول برقية إلى ألكسي كوسيغين رئيس الاتحاد السوفيتي ينفي هذه الأخبار، ويطلب منه القدوم إلى الحدود والتأكد بنفسه. رغم ذلك فقد أبلغ مندوب المخابرات السوفييتي في القاهرة مدير المخابرات العامة المصرية بوجود 11 لواء من الجيش الإسرائيلي على الجبهة السورية، كما كشف محمد حسنين هيكل.

 

ومن أسباب الحرب أيضًا حين أغلقت مصر مضيق تيران قبالة خليج العقبة أمام السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي والسفن التي تحمل معدات حربية لإسرائيل في 22 مايو.

 

 ورغم أن أغلب صادرات إسرائيل ووارداتها تتم عبر موانئ تل أبيب ويافا وحيفا، إلا أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت القرار المصري فرض حصار بحري، وعمل حربي عدائي يجب الرد عليه.

 

 وفي 29 مايو انعقد مجلس الأمن بناءً على طلب مصر، وقال مندوبها في الأمم المتحدة أن بلاده لن تكون البادئة بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، وأنها تدعو المجتمع الدولي للعمل على إعادة ترسيخ شروط هدنة 1949 والخط الأخضر بين الدول العربية وإسرائيل.

 

ومن أسباب الحرب أيضاً زيارة الملك الحسين بن طلال للقاهرة في 31 مايو، ووقع مع جمال عبد الناصر اتفاقية الدفاع المشترك التي ضمّت ثلاثة أطراف مصر وسوريا والأردن، بالإضافة إلى مفارز من الجيش العراقي التي دخلت إلى الأراضي السورية في اليوم ذاته، في الوقت الذي قامت فيه إسرائل بتوزيع كمامات غاز لمواطنيها بالتعاون من حكومة ألمانيا الغربية؛ خوفًا من أسلحة نووية أو جرثومية، بما يضمن حشد الدعم الإعلامي لإسرائيل من الخارج.

 

وفي 1 يونيو عدل أشكول حكومته بحيث انتقلت وزارة الدفاع إلى موشي دايان، في حين أصبح مناحيم بيغن وزيرًا للدولة ومعه جوزيف سافير، وثلاثتهم من أحزاب اليمين المحافظ ممثلو "خط التطرف" في التعامل مع العرب داخل البلاد.

 

أما الولايات المتحدة فقد كانت علاقاتها مع مصر في تحسن، فقد زار الموفد الخاص للرئيس الأمريكي القاهرة، وتقررت زيارة نائب رئيس مصر ومعه مستشار الرئيس للشؤون الخارجية للقاء جونسون في البيت الأبيض يوم 6 يونيو، كما كان من المقرر إجراء احتفال رسمي لقبول أوراق سفير الولايات المتحدة الجديد في مصر "ريتشارد نولتي".

 

وذلك الإضافة إلى سماح الحكومة المصرية لحاملة الطائرات الأمريكية "إنتر بريد"، المرور في قناة السويس إشارة إلى حسن النوايا الذي من المفترض أن يؤدي إلى إبعاد العمل العسكري، الذي نصح الملك الحسين بتحاشيه، غير أن المعارك قد اندلعت فجر 5 يونيو، وتبادلت كل من مصر وإسرائيل الاتهامات حول البادئ بالهجوم، واستدعت معها انعقاد واحدة من أطول جلسات مجلس الأمن التي دامت 12 ساعة.