عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من محمد الفاتح لسليم الأول.. تاريخ الدم والغدر للدولة العثمانية

الدولة العثمانية..
الدولة العثمانية.. تاريخ من الحقد

 

 دم وخيانة.. غدر وقتل، طريق الحكم مفروش بالجثث، هكذا سجل أفراد العائلة العثمانية الحاكمة قصصًا مرعبة في قتل بعضهم لاقتناص السلطة، حتى استباحوا القتل باسم الدين واتخذوا من قانون قتل الأخوة الذي أطلقوا عليه مسمى "فتوى البغي" نهجًا عند سلاطين العثمانيين.

          

             

البداية.. محمد الفاتح:

 وصل السلطان العثمانى محمد الفاتح إلى الحكم، بعد أن تصارع مع 3 ملوك، ثم أمر بقتل أخيه أحمد الذى كان يبلغ من العمر 6 أشهر فقط، خوفًا من أن يكبر وينافسه على العرش، ثم سن قانونًا يجيز للسلطان أن يقتل إخوته للوصول إلى الحكم.. وهو ما تم عرضه في مسلسل ممالك النار الذي استعرض حياة السلطان الغازي محمد الثاني الفاتح.

 

 محمد الفاتح هو سابع سلاطين الدولة العثمانية وسلالة آل عثمان يُلقب إلى جانب الفاتح، بأبى الفتوح وأبوالخيرات، وبعد فتح القسطنطينية أضيف لقب قيصر إلى ألقابه وألقاب باقى السلاطين الذين تلوه، حكم ما يقرب من ثلاثين عامًا عرفت توسعًا كبيرًا للدولة العثمانية.

 

 يُعرف السلطان محمد الفاتح بأنه هو من قضى نهائيًا على الإمبراطورية البيزنطية بعد أن استمرّت أحد عشر قرنًا ويعتبر الكثير من المؤرخين هذا الحدث خاتمة العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة، وعند الأتراك فهذا الحدث هو "فاتحة عصر الملوك" بالتركية.

كان محمد الفاتح خبيرًا فى القتال وله نظرة ثاقبة فى أمور الحرب وهذا ما أهله لفتح القسطنطينية لذلك لقب بالفاتح.

 

القتل باسم الدين:

 نفذ سلاطين الدولة العثمانية عمليات قتل بشعة ضد أبنائهم وإخوتهم خلال فترة صراعهم على الحكم، وأجبروا علماء السلطان على إصدار فتاوى تقنن إجرامهم.

 

 ويعد الفرمان الذى أصدره الفاتح قانون القتل سياسة بمثابة تقنين الاغتيالات السياسية ونص على أنه إذا تيسرت السلطنة لأى ولد من أولادى فيكون مناسبًا قتل إخوته في سبيل تأسيس نظام العالم، الأمر الذى أجازه معظم العلماء وصدرت الفتوى بجواز قتلهم تحت اسم "فتوى البغي"، التى نصها: "إن قتل الأخ والابن جائز للسلطان، لأجل المصلحة العامة وحفظ النظام"، وهى الفتوى التى أراد بها تبرير قتله لإخوته، ما أسهم في تداعى الإمبراطورية العثمانية، وسقوطها في نهاية المطاف.

 

 الغريب في الأمر أن إقدام سلاطين بنى عثمان على قتل أبنائهم وإخوتهم كان أسبق تاريخيًّا من عهد محمد الفاتح، الذى تولى الحكم عام ١٤٥١م، حيث بدأت رغبتهم المتوحشة في سفك الدماء منذ عهد السلطان مراد الأول، ثالث سلاطين الدولة العثمانية، الذى تولى الحكم عام ١٣٥٩م، وأقدم على إعدام أصغر أولاده الأمير ساوجى ذى الأربعة عشر عامًا؛ وذلك بعد أن أغراه البعض بالتمرد والتحالف مع البيزنطيين.

 

 وذكر المؤرخون أن السلطان مراد الأول بلغت به الوحشية، إذ دخل على ابنه في السجن حاملًا زجاجة خل مركز، وأمر بسكبها في عينَى ساوجي؛ فحولته حرقة الخل إلى شبه أعمى، وبعد أن تركه فترة يتعذب بألم عينيه أعدمه خنقًا.

 وسار بايزيد الأول ابن السلطان مراد على درب أبيه إذ قام بخنق شقيقه خوفًا من انقلابه عليه في بداية توليه السلطنة، ولكنه عوقب بضياع ملكه وإذلاله، إذ رقصت زوجته أول أوليفيرا لازاريفيتش عارية في حفل النصر الذى أعده تيمور لنك بعد معركة أنقرة، مما أدى لموته حزنًا.

 بعد إجبار أوليفيرا على الخدمة عارية امتنع السلاطين العثمانيون عن الزواج بجواريهم، فأصبحوا لا يتزوجون جواريهم إلا وهم أمراء وظل السلاطين العثمانيون على هذا المنوال لعشرات السنين حتى تزوج السلطان سليمان القانونى من جاريته روكسلانا، التى تشتهر في التاريخ بالسلطانة هيام.

ويمتلئ تاريخ الدولة العثمانية بجرائم قتل الأبناء والأشقاء؛ فالسلطان محمد الأول الذى تولى الحكم عام ١٤١٣م قتل إخوته الثلاثة (عيسى وموسى ومصطفى) في صراع على الحكم، امتد ١١ عامًا، وعُرف في التاريخ العثمانى بـ«عهد الفترة»، كما تورط السلطان بايزيد الثانى بتحريض البابا إسكندر السادس على قتل شقيقه الأمير جم؛ ليتخلص من منافسته له على الحكم، كما أعدم عمه الأمير مصطفى للسبب نفسه.

 

انقلاب دموى:

 تولى سليم الأول المعروف تاريخيًا بالغازى عرش السلطنة العثمانية، ليصبح تاسع سلطان عثمانى في قائمة السلاطين العثمانيين، بعد أن خلع والده السلطان بايزيد الثانى وقتل أخويه كركود وأحمد، بمساعدة الجنود الانكشاريين، الذين

يرفعون شعار "نحن مع من يدفع أكثر"، وهذا ما وجدوه مع سلطانهم الجديد الغازي، فبعد أن انقلب على والده وأطاح به من عرش الدولة انقلب أيضًا على أمته، وحول جيوشه إلى الشرق لمحاربة الدول الإسلامية بدلًا من الغرب ومحاربة ممالك أوروبا كما كان يفعل أسلافه، معلنًا عهدًا جديدًا من الخيانة لقضايا أمته.

 

 استغل سليم الغازى صراع الأمراء على العرش فأشعلوا ثورة جديدة في الأناضول ليضطر السلطان بايزيد الثانى توليه سليم قائدًا عامًا للجيش العثمانى الذى تحرك للقضاء على أتباع الصفويين، فدخل سليم إسطنبول في أبريل من العام ١٥١٢ ليظن والده أنه جاء لاستلام منصبه الجديد، ولم يتوقع أن يعزله عن الحكم، ويلقى له برأس ولديه، وينصب نفسه سلطانًا على البلاد قبل خروج الحملة.

 أمضى سليم الغازى ٨ سنوات فقط في الحكم حفر فيها اسمه بين قائمة السلاطين الأكثر دموية وشراسة، استباح فيها دماء المسلمين، وأزهق أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء وسمح بالرشوة والفساد وأجهز على الخلافة الإسلامية، ولما لا فقد استباح كعادة سلاطين بنى عثمان دماء والده وإخوته، فور استيلائه على السلطة.

 

 حقق سليم انتصاره الكبير على الشاه إسماعيل الصفوى في معركة جالديران العام ١٥١٤م، وفى طريقه إلى العاصمة الصفوية؛ تبريز، ارتكب أبشع المذابح شرق الأناضول وصل ضحاياها إلى أربعين ألف شخص أزهق فيها أرواحهم بطرق وحشية، تنوعت بين الحرق والشنق والذبح ودفنهم أحياء.

 لم يلتقط السلطان سليم الأول أنفاسه من عمليات الإبادة التى قام بها، وقرر في العام التالى تحويل مسار عملياته العسكرية من الجبهة الصفوية إلى السلطنة المملوكية في مصر والشام، ليمثل التحول انقلابًا خطيرًا في السياسات العثمانية، لأن المماليك ينتمون للسنة عكس الصفويين الشيعة الذين أحل شيخ الإسلام في إسطنبول دمهم على اعتبار أنهم زنادقة .

 

مسلسل ممالك النار:

 تدور أحداث مسلسل "ممالك النار" حول شخصيتين محوريتين هما السلطان سليم الأول، وهو حفيد السلطان محمد الفاتح، والشخصية الثانية هى طومان باى، السلطان المملوكى الذى كان ولى العهد فى القاهرة المملوكية عام 1500 ميلادية، وجهزه عمه قنصوة الغورى سلطان مصر يومها، لتولى مقاليد الحكم لاحقًا.

يستعرض مسلسل ممالك النار قصة آخر سلاطين المماليك الأشرف طومان باى، وناقش موضوع الصراع العثمانى المملوكى، وأثره فى تغيير منطقة الشرق الأوسط، من خلال توثيق الحِقبة الأخيرة من دولة المماليك وسقوطها على يد العثمانيين فى بداية القرن السادس عشر، وكشف مسلسل ممالك النار عن العديد من الحقائق حول هذه الحقبة.

 

فيديو.. نشأت الديهي: السيسي أبطل مفهوم الدولة العثمانية الجديدة

 

 مسلسل ممالك النار بطولة خالد النبوى، محمود نصر، كندة حنا، رشيد عساف، ومنى واصف، وعدد كبير من نجوم الدراما والتلفزيون فى مصر وسوريا، تأليف محمد سليمان عبدالملك.