رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ف. بوليسى: ليبيا لا تحتاج لقوات حفظ سلام

انتقد الكاتب ريتشارد جوان، فى مقاله، بمجلة (فورين بوليسى) الأمريكية الجدال الدائر حول ما يسمى بـ"القدرات الخطيرة" للاتحاد الأوروبى، لنشر "قوات حفظ السلام" لضمان تحقيق الاستقرار فى مدينة طرابلس.

وأضاف أن ليبيا الآن أصبحت فى قبضة أوروبا، مشيراً إلى حلف الناتو، والاتحاد الأوروبى اللذين أمضيا سنوات طويلة لتطوير قدراتهم على نشر القوات فى حالات من هذا القبيل، لافتا إلى ما حدث فى لبنان عام 2006 عندما اقتضت الحاجة إلى قوات حفظ السلام فكان الاتحاد الأوروبى بقيادة فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا يتصارعون لنشر قواتهم فى لبنان.

وأشار الكاتب إلى الحماس الذى أبداه مسئولو الاتحاد الأوروبى، فى بداية الحرب الليبية على حد تعبير الكاتب، إلى جانب فكرة نشر قوات عسكرية فى مدينة مصراتة المحاصرة فى ذلك الوقت، لمساعدة الأمم المتحدة فى إرسال المساعدات الإنسانية لأهالى المدينة، ولكن رفض مسئولو الأمم المتحدة هذا العرض حتى لا تبدو الأمم المتحدة شريكاً فى مغامرة عسكرية غربية.

وأوضح الكاتب أن هناك ثلاث عقبات تواجه انتشار قوات حفظ السلام فى ليبيا؛ أولاً، الإدارة الليبية الجديدة التى لا ترغب فى قوات حفظ السلام، ثانياً، حكومات الاتحاد الأوروبى التى لن تستطيع تحمل نفقات هذا الموضوع، وثالثاً، قدرة الشرطة الاوروبية على النضال من أجل أداء هذه العملية بفاعلية، مشيراً إلى أن أولى هذه العقبات هى الأكثر أهمية، لأن الثوار الليبيين الذين تحملوا عبء النضال ضد القذافى لن يقبلوا بأى شكل من أشكال الوصاية الدولية، بينما قامت فيه مصر وتونس بتشكيل الديمقراطيات الخاصة بهم، ويؤكد ذلك ما قاله سفير ليبيا لدى الإمارات "إن بلاده فى حاجة إلى المساعدة وليست فى حاجة إلى قوات أجنبية".

وحذر الكاتب الولايات المتحدة والقوى الأوروبية من خسارة حلفاء مهمين فى ليبيا، فى حال التفكير فى فرض قوات حفظ السلام الأوروبية على ليبيا، ومن ناحية أخرى، فإن هذه الخطوة من شأنها تكليف خزائن أوروبا مبالغ رهيبة فى الوقت الذى تعانى فيه أوروبا من أزمة اليورو، التى اضطر معها مسئولو المالية فى مختلف الدول الأوروبية إلى فرض

حالة من التقشف على الجيوش فى عام 2010.

وأشار الكاتب إلى تخوف البعض من انزلاق وتحول مهمة "قوات حفظ السلام" إلى الحرب مثلما حدث فى أفغانستان، واستبعد الكاتب إمكانية القوى الأوروبية على إدارة الفوضى الموجودة حالياً فى ليبيا لفترة مؤقتة، مشككاً فى قدرة الولايات المتحدة على ذلك بناء على تجارب سابقة فى دول إسلامية لم تتكيف فيها على التمرد، كما استشهد بفشل القوات البريطانية التى تمثل التوأمة العسكرية للأمريكيين، فى العراق عندما فشلت فى تحقيق الاستقرار فى مدينة البصرة.

ومضى الكاتب قائلاً إن ليبيا أكثر حظاً من العراق وأفغانستان، ومتشابهة مع البسنة وكوسوفو حيث لم تستمر فيهما حالات التمرد لفترات طويلة، ومن ثم قامت قوات حفظ السلام بعمل جيد، ومع ذلك فإن السوابق فى البلقان ليست مطمئنة تماماً، لافتاً إلى المناورات التى تعرضت لها قوات الناتو فى عامى 1999 و2004 من قبل مثيرى الشغب الألبان فى كوسوفو، ومع ذلك – أضاف الكاتب – أنه من الصعب التنبؤ برد فعل قادة أوروبا إذا ما اضطروا إلى مواجهة الحشود الغاضبة فى مدينة طرابلس، أو مدينة سرت.

وختاماً قال الكاتب إن قوات حفظ السلام الأوروبية لها سجل مختلط وحكوماتها لا تبدو فى وضع جيد لتحمل التكاليف الباهظة جداً بالإضافة إلى مخاطر الإقامة الطويلة فى ليبيا فى ظل الوضع الامنى غير المستقر.