رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المونيتور : مستشفيات مصر تسكنها القطط والثعابين

أرشيفية
أرشيفية

لم يتخيل أحد داخل مصر أو خارجها أن تتسبب زيارة لرئيس الوزراء إبراهيم محلب في 6 يونيو الجاري لمستشفي معهد القلب في الكيت كات ومستشفي معهد تيودور بلهارس المتخصصة في أمراض الكبد بالوراق وكلاهما بمحافظة الجيزة وقام علي إثر الزيارة بنقل مجموعة من الأطباء من محافظة الجيزة إلى محافظات الصعيد مثل سوهاج وقنا والأقصر، في عملية حشد كبري علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لكشف سوء الخدمات الصحية بالمستشفيات الحكومية من خلال صفحة "عشان لو جه ما يتفاجئش" التي تم تدشينها في 7 يونيوالجاري.

تفاعل عدد كبير من الأطباء والمواطنين مع هذه الصفحة ووصل عدد المتابعين خلال 48 ساعة من تدشينها 3 ملايين متابع وتم نشر720 صورة من مستشفيات مختلفة نذكر منها ما نشر في 8 يونيو 2015 تُظهر وجود ثعابين وبوم في الوحدة الصحية في قرية لطف الله، في مركز مطاي في المنيا، كما نشرت صورًا لعدد من الماعز والأغنام الموجودة أمام إحدى عيادات مينا البصل في الإسكندرية ويشارك في الحملة 170 الف طبيب يقومون بالتقاط الصور داخل مستشفياتهم لعرضها علي الرأي العام بهدف إصلاح المنظومة الصحية.

وتسبب نجاح الصفحة في عمل صفحات مشابهة لفضح تردي الأوضاع في المدارس والثقافة والمحافظات والكهرباء والزراعة والنظافة بالإضافة إلي ممارسات الشرطة والعشوائيات واصبح شعار "علشان لو جه ميتفاجئش " أداة نقدية لرصد أي سلبيات في أي من مظاهر الحياة اليومية للمواطنين يكون بها شبه تقصير حكومي ولم تتوقف عند العناصر السابق ذكرها بل يمكن القول بأنها امتدت لتشمل معظم الأنشطة الحكومية.

في زيارة محلب للمستشفيات السابقة رصد محلب تكدسًا شديدًا للمرضى في العيادات الخارجية وتقصير بعض الأطباء في القيام بواجباتهم بالإضافة لتجول القطط في العيادات، وأشار إلى أنه لديه تقارير حصل عليها عن طريق الأجهزة الرقابية التي يتصدرها الجهاز المركزي للمحاسبات، وهيئة الرقابة الإدارية، والنيابة الإدارية متعلقة بفساد إداري داخل تلك المستشفيات منها علي سبيل المثال عمليات فساد في شراء دعامات القلب في مستشفى معهد القلب.

وفور انتهاء زيارة محلب للمستشفيات السابقة كلف في 6 يونيو وزير الصحة بأن يوقع قرارات إعفاء المسئولين المقصرين من مناصبهم، كما كلف وزير البحث العلمي شريف حماد بإعفاء مديرة معهد تيدور بلهارس للكبد د. حنان الباز التي كانت غائبة في يوم الزيارة من منصبها حيث أن المعهد تابع لوزارة البحث العلمي وليس وزارة الصحة كما كلف بإعداد خطة نجاح تعرض عليه خلال أسبوع من تاريخ الزيارة تتضمن تلك الخطة كيفية النهوض بتلك المستشفيات.

ومن جانبه أكد د. عادل العدوي وزير الصحة في تصريحات صحفية في 6 يونيو علي هامش زيارة محلب للمستشفيات السابق ذكرها علي أن فرق التفتيش بالوزارة انتقلت إلى تلك المستشفيات للكشف عن آليات تقديم الخدمة للمرضى.

وكشف العدوي عن قيامه بنقل الأطباء المقصرين ومن ثم تقييمهم في عام 2014 أقل من 50% إلى العلمين وسوهاج وقنا الجديدة ومطروح والأقصر، مشيرا إلى أنه أجرى تقييما شاملا لأداء غرف العمليات والعناية المركزة وفرق العاملين.

وأضاف العدوى"أن الحالة المزرية التي وصلت إليها المستشفيات ترجع إلى انهيار المنظومة الصحية، التي كانت نتاج سنوات ماضية مليئة بالإهمال والفساد، وأنني لن أستطيع حل هذه الأزمة في يوم وليلة حيث أنني توليت حقيبة وزارة الصحة منذ عام واحد فقط".

قال د.أيهاب الطاهر أمين عام نقابة أطباء القاهرة وعضو حركة أطباء بلا حقوق لـ "المونيتور" أن قيام كبار المسئولين من رئيس الوزراء وزير الصحة بنقل أطباء هو خداع للشعب المصري حيث إنهم يتحركون كرد فعل للمشكلات وليس لحل جذور المشكلات المتمثلة في نقص المستلزمات الطبية والأدوية وعدم توافر الأجهزة الفنية الخاصة بالأشعة والتحاليل كما أن تلك الأجهزة إذا

توافرت لا يتوافر الصيانة الكافية لها علاوة علي الأبنية الصحية المتهالكة وضعف التدريب لأطقم التمريض كما أنه يوجد إهمال طبي من بعض الأطباء فعليا ولكن سوف أشير إلى أن راتب الطبيب في سنة الامتياز 80 جنيهًا أي ما يقرب من 10 دولارات شهريا، كل ما سبق سببه الرئيسي ضعف المبلغ المخصص للصحة في الميزانية العامة للدولة وهو مسئولية الحكومة التي تفاجأت من سوء الأوضاع في المستشفيات الحكومية.

وأضاف "الطاهر" "أني أسأل السيد رئيس الوزراء إبراهيم محلب والسيد وزير الصحة عادل العدوي هل تعاقبون الأطباء أم تعاقبون المرضى ، إذا كان هناك بالفعل طبيب مقصر ويعمل في محافظة القاهرة هل إذا قمتم بنقلة إلي محافظة سوهاج مثلا في الصعيد تنتهي المشكلة أم أنكم بهذا تعاقبون المرضى في محافظة سوهاج أليس من يقطنون في الصعيد بشر، كما أن النقل مخالف لقانون الخدمة المدنية ويجب معاقبة الطبيب في مكان عملة علي قدر الخطأ الذي ارتكبه".

وتمني الطاهر أن تعترف الحكومة بفشل المنظومة الصحية وأن تضع خطة على مدار خمس سنوات علي أن يتم إصلاح 20 % سنويا من المشكلات الطبية و يبدأ الإصلاح بالمشكلات التي تهدد حياة المرضى مثل الطوارئ، العناية المركزة، حضانات الأطفال.

فيما قالت د.عفت كامل مدير عام التمريض بوزارة الصحة سابقا ورئيس جمعية أصدقاء الممرضة المصرية ل"المونيتور"، إن سوء الخدمة الطبية يرجع لعوامل عدة منها ضعف التدريب للممرضات الذي يبدأ منذ التعليم فنجد أطفالًا في المستشفيات الحكومية يقومون بالتمريض حيث يلتحقون بمدارس التمريض بعد إنهاء الشهادة الإعدادية، هذه المدارس يكون التدريب بها ضعيفًا نظرا لضعف الإمكانات سواء في أدوات التدريب أو المدربين، علاوة على أن مسئولية رعاية المريض تكون أكبر من وعي هؤلاء الأطفال في هذه السن، لذا يجب علي الدولة التوسع في إنشاء كليات التمريض لسد العجز في أطقم التمريض المدربة تدريبًا جيدًا، ومن ناحية أخري فإن إنشاء هذه الكليات يدفع المزيد من الطلبة للانضمام إليها بدلا من النظرة المتدنية للممرضة علي أنها تعليم فني وليست تعليمًا عاليًا.

وأضافت كامل علي الرغم من النقص الشديد في عدد أطقم التمريض بالمستشفيات الحكومية فإن هناك ظاهرة هجرة الممرضات للعمل في القطاع الخاص أو الدول الخليجية وترجع تلك الظاهرة إلي تدني الحوافز والمرتبات (الراتب الأساسي 180 جنيهًا ما يقرب من 25 دولارًا) بالإضافة إلي الضغط النفسي والمعنوي الذي تعانيه الممرضة من خلال ثقافة المجتمع الذي يتعامل مع الممرضة علي أنها خادمة.