عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بوادر لحل الأزمة السورية بوساطة روسية

الرئيس بوتين يستقبل
الرئيس بوتين يستقبل وليد المعلم

عشية زيارة وليد المعلم وزير الخارجية السورية إلى موسكو لم يستبعد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن تجري دمشق اتصالات مع الدول المعنية بالصراع في بلد دخلت الحرب المستعرة فيه عامها الخامس دون أن يلوح أفق واقعي للحل.

ومع أن تصريحات مستشار بوتين للشؤون الدولية، اتسمت بالتمني؛ إلا انها انعسكت في اللقاء بين المعلم والرئيس الروسي الذي نوه بوضوح بأن موسكو تعول على أن تفتح دمشق قنوات للحوار مع دول الجوار في إطار تنسيق الجهود للوقوف بوجه تفشي الإرهاب في المنطقة.

ولم يلبث الوزير المعلم أن رد بطريقته الخاصة على الدعوة الروسية قائلًا إنه يدرك قدرة الرئيس بوتين على اجتراح معجزة في روسيا، لكن هل يمكن تحقيق معجزة التحالف بين سوريا ومع من صدر لها الإرهابيين. 

وطلب المعلم من لافروف بأن يسأل نظيره الأمريكي جون كيري الذي سيلتقيه في فيينا؛ هل استوعب من يراد لدمشق التحالف معهم الدرس بعد أن لذعتهم نيران الإرهاب.

ومع أنه لم يسبق للوزير المعلم الدخول في مناظرة مع رأس الدبلوماسية الروسية؛ إلا أن الانطباع الذي يخرج به المراقب من تصريحات الجانبين الروسي والسوري تشي بأن دعوة موسكو إلى تطبيق سياسة " عفا الله عما سلف " تحت شعار الوحدة بوجه الإرهاب قد تحتاج إلى تنشيط الدورة الدموية في الجسم الدبلوماسي السوري الذي تآلف مع مواقف نمطية من الحليف الروسي.

وعشية الزيارة أيضا، ألمح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إلى أن " روسيا وغيرها من الأطراف المعنية قد تساعد في إجراء انتخابات برلمانية حرة في سوريا وتشكيل حكومة ثقة وطنية تحت إشراف مراقبين دوليين" . إشارة يفهم منها أن موسكو تدعو إلى قيام حكومة سورية تحظى بثقة شعبية واسعة .

فالمعروف أن غالبية فصائل المعارضة حتى في الداخل،  قاطعت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فيما صدرت حينها إشارات من مسؤولين روس تلمح بأن ترشح الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة،  قد يعرقل التسوية السياسية في البلاد.

 ومهما كان التباين في موقف موسكو ودمشق من " الحلف ليس بالمعني الكلاسيكي " كما أوضح  لافروف، لمواجهة الارهاب؛ فان جهود الرئيس بوتين كما يبدو لن تتوقف لخلق جبهة إقليمية عريضة في الشرق الاوسط لمكافحة الارهاب، وصولا الى

اجتراح "معجزة" جمع الاضداد واستنادا الى حتميات  موضوعية ؛؛

في مقدمتها، التفاهم الروسي الامريكي أن لا بديل عن التسوية السلمية في بلاد الشام، وقطع الطريق على تمدد التنظيمات الارهابية التي وصل شرها إلى القوقاز الروسي وتهدد العالم بأسره.

الأمر الآخر أن المصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن تنحصر مع طرف واحد دون الأخذ بالاعتبار مواقف الأطراف الأخرى التي تجد في موسكو حليفا تثق به أكثر من الحليف الامريكي الذي قد يقلب لها ظهر المجن عندما تقتضي مصالحه الضيقة .

وأيضا فان الدعوة إلى فتح قنوات اتصال مع البلدان المتورطة في الصراع السوري، ليس بدعة روسية، إذ سبق للقيادة السورية المعروف عنها سياسة " شعرة معاوية " أنها أجرت اتصالات، لا شك أن الجانب الروسي على إطلاع بها، مع دول في المنطقة ومع بلدان أوروبية معادية للنظام في دمشق.ومع أن تلك الاتصالات غير المعلنة لم تحقق تقدما، إلا أنها في كل الاحوال تنم عن مرونة سورية،تنطلق من الحرص على المصلحة الوطنية التي اكد الرئيس بوتين ووزير خارجيتة لافروف للمعلم ان الكرملين حريص على حمايتها،  وان على الشريك السوري التعامل بأريحية مع العرض الروسي غير الملزم لكنه حيوي وهام.

وتصادفت مباحثات الوزير المعلم في العاصمة الروسية مع مراسم دفن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الروسي الأسبق  يفغيني بريماكوف الذي يوصف بأنه كان أحد أبرز مهندسي العلاقات بين موسكو والعرب.