رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

براميل قتل النظام السوري.. 15 ثانية للنجاة

بوابة الوفد الإلكترونية

ابتكر المدنيون السوريون طرقاً عديدة للاحتماء من البراميل المتفجرة، التي يلقيها طيران النظام السوري على مختلف مناطق المعارضة، وجعلتهم يتسابقون للاختباء في المغارات والكهوف، والترقب خلال 15 ثانية، بوصفها فترة حمل البرميل المتفجر للموت لمن يسوء الحظ ويقع أسفله.

ومع الإعلان الأول عبر المراصد، التي يقيمها الناشطون، عن إقلاع الطائرات المروحية، التي تنتقل بسرعة لتنقض على أهدافها، يسرع المدنيون للاختباء من شر ما تحمله تلك الطائرات، وقد أصبحوا عدائين يسابقون أبطال العالم، هرباً من الشؤوم الذي تحمله تلك الآلات الطائرة، علهم يكتسبون نفسا جديدا في الحياة.

ونشر الناشط الإعلامي محمود عواد، من قرية الهبيط بريف إدلب الجنوبي، عبر صفحته على الفيس بوك، جزءا من تلك المعاناة، مشيراً إلى أنه "في جلسة شتاء بارد في فبراير الجاري، في بيتهم الصغير الذي لم يراه أهله منذ 3 أعوام، وقد شوهت سقفه قذيفة هاون لطيفة لا يعلم من أي حاجز وصلتهم، وفي سكون الليل ونسمات الهواء، يعلن أبو فيصل، عن إقلاع مروحي حديث وسريع من حماة".

ويضيف أن "سرعة المروحي ليست أسرع منه، ومن أبو منار (صديقه)، في الهروب الى المغارة، حيث تختفي البسمة من وجوههم، وتقطع جميع الأحاديث والنقاشات، لينظروا إلى بعضهم وكأنها النظرة الأخيرة، فيلعن صديقه المروحي، ويشعل دخانه ليقاطعه بأنه ليس إلى قريتهم، ليصل صوت المعلن بأن المروحي قطع قرية كفرزيتا باتجاه شمال غرب، وهي الهبيط وما حولها".

ويمضي الناشط في وصف اللحظات المرعبة بأنه "في لحظة انتباه، يبدأ أزيز الطائرة بالوصول من بعيد، فيركضون إلى المغارة، التي سبقهم اليها جميع من يسكن حارتهم، من أطفال ورجال ونساء وشيوخ، وبعضهم أرهقه التعب، فيما بعضهم الآخر كان نائما قبل القدوم"، مشددا بالقول "وترى على وجوههم الخوف والرهبة، ليأتي صوت عجوز من داخل المغارة (تشاهدوا وسكتوا) أي - انطقوا الشهادتين واصمتوا - الأمر الذي يبعث الخوف في نفوسهم أكثر".

 ويؤكد عواد أن "15 ثانية هي مدة وصول البرميل الى الأرض. 15 ثانية وكأنها 15 عاما. 15ثانية تفصلك عن الموت. 15 ثانية فقط كفيلة بأن تستعيد ذاكرة حياتك، وماذا فعلت، ولمن أسأت، ومن ظلمت. 15 ثانية تدعوا بها الله ان يسامحك عما فعلته".

من جهته، قال المواطن السوري في بلدة سلقين، محمد سلقيني، إنه "من الصعب تخيل أن الناس تفضل كل أيام السنة أن تكون ماطرة وغائمة، وأن لا تسطع عليهم شمس، لأن ذلك الطقس يجلب لهم وحوشا كاسرة في الفضاء، تلقي عليهم رعبا يكلف المدنيين أعمارهم".

 وفي تصريحات لسلقيني لمراسل الأناضول التركية عبر الهاتف، أفاد بأنه "ربما هم

محظوظون اكثر من مناطق أخرى، لا يشملهم القصف بشكل مكثف، إلا أن أي تحليق مروحي، أو أي أزيز طائرات، يجعل كل المواطنين يعيشون حالة من الرعب، ويتخوفون من شر قد ينبأ عائلة ما بكارثة ومأساة كبيرة".

 وبين أنه "كان من الأمور التي لا يمكن تخيلها، نبذ الناس للطقس المشمس، وهو الذي تنتظره البشرية بشكل عام، من أجل بدء يوم عمل جديد منتج، تمنح للأطفال هامشا من اللعب، وللعمال والمزارعين فرصة للإنتاج، ولكن الوقت الحالي لا يمكن تشبيهه بما مضى، وإنما وقت خوف من أشعة الشمس، وحب لطقس غائم ماطر، يمنع عنهم طائرات الموت، رغم حرمانهم من الميزات التي ذكرها في الطقس المشمس".

 وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت استمرار استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة، مما تسبب بمقتل آلاف المدنيين رغم القرار الأممي 2139 الصادر في 22 فبراير 2014 الذي ينص على " التوقف الفوري عن كافة الهجمات على المدنيين، ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي، مثل استخدام القنابل البرميلية ".

 وقد اقترب الصراع في سوريا من دخول عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

 ومنذ منتصف مارس (2011)؛ تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.