رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

370 مليون يورو لإغلاق الحدود أمام اللاجئين العرب!

التصفيق الاوروبي لعرس الديمقراطية الواعدة والتي انطلقت شرارتها مع ثورات الربيع العربي في تونس ومصر، وخطواتها المتعثرة في اليمن وسوريا وليبيا، لم يزد عن كونه تصفيق أو ظاهرة صوتية، لا تختلف كثيرا عن الدور الاوروبي مع الحق الفلسطينيي من شجب وتأييد وتنديد فالاتحاد الاوروبي بدلاً من أن يفتح ذراعيه لثورات الربيع العربي ويدعمها اقتصاديا في المقام الاول لاتمام اصلاحات الديمقراطية ، اكتفي بالمشجع السياسي،  والقاء الفتات هنا وهناك، الي منظمات المجتمع المدني ، وإلي الجمعيات الحقوقية التي ليست بمنأي عن الشبهات ، تحت مزاعم التدريب علي الديمقراطية تارة، وتشجيع مطالبات حقوق الانسان تارة . ولكن في الوقت نفسه، اتخذت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 لنفسها تحصينات ضد المد الطبيعي لثورات الربيع العربي، لان هذه الثورات كانت بمثابة نقمة عليها، بدت بوادرها في مظاهرات اليونان وازمة الشعب المالية مع الحكومة، وامتدت ايضا الي حدود البلدان الاوروبية عبر امواج اللاجئين من تونس، ليبيا سوريا، وهو المد الذي تصدت له بلدان الاتحاد الاوروبي في معظمها بقوة، وانقسمت في خلافات حول كيفية تامين الحدود بصورة محكمة، سواء باعادة قوارب المهاجرين، أو تركهم يغرقون دون مساعدة، أو تجميد اتفاقية شنجن لفتح الحدود،  وأخيراً إرسال قوات  «فرونتكس» وهي الوكالة الأوروبية لتامين الحدود، والتي انطلقت فرقها البحرية لمطاردة قوارب المهاجرين واعادتهم من حيث أتوا، أو انتشالهم وتجميعهم في مخيمات ثم ترحيلهم قسرا إلي دولهم، رغم أن معظم دول شمال أفريقيا الآن تضج بالثورات والصراعات، ولم تعد اوضاعها آمنة. وبدلا من تقديم الملايين الاوروبية لمساعدة دول الثورات العربية ، من اجل اعادة النسق الديمقراطي ، وتحسين الاوضاع الاقتصادية التي كانت اهم اسباب ثورات الغضب العربي، ضخت دول الاتحاد ملايينها لتأمين الحدود واغلاقها امام اللاجئين العرب، حيث اعلنت مفوضة الاتحاد للشئون الداخلية سيسليا مالستروم امس الاول عن رفع المبالغ المخصصة لتأمين الحدود ضد اللاجئين والمهاجرين الي 370 مليون يورو ،

أي بزيادة 100 مليون يورو عن موازنة العام الحالي . وسيوجه جانبا كبيرا من الموازنة الجديدة الي ايطاليا ، لتأمين جزيرة لامبيدوزا والتي تعاني منذ  مطلع التسعينات من تدفق اللاجئين من شمال أفريقيا، وهي جزيرة  تقع  مقربة من الساحل الأفريقي الشمالي، ومؤخرا يفد إليها يوميا آلاف من التوانسة والليبيين بجانب مهاجرين من دول اخري بشمال.  ويري الاتحاد الاوروبي في سياسة مثيرة للتناقض، أن تأمين حدوده ضد اللاجئين العرب هو افضل واسرع من تقديم هذه الملايين إلي الدول العربية نفسها لتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، وهي الأسباب التي يمكن من خلالها تحجيم اعداد اللاجئين او المهاجرين غير الشرعيين الي أوروبا. انها سياسة اوروبية مفادها «انا ومن بعدي الطوفان» وهي السياسة نفسها التي دفعت اوروبا إلي تأييد الضربات الامريكية علي ليبيا ، لايجاد موطئ قدم ونصيب في «تورتة» النفط والغاز الليبي، فيما تقف دول اوروبا نفسها متفرجة علي حمامات الدماء في سوريا، لأن أوروبا تخشي رحيل الأسد، لان رحيله قد يأتي برئيس آخر يرتمي في احضان ايران وحزب الله اللبناني ، وهو الهاجس الذي تحركه اسرائيل لدي اوروبا ، هكذا تتحكم لعبة المصالح الاوروبية لتحرك مشاعرها ومواقفها تجاه ثورات الربيع العربي، دون وجود أي مكان لمصلحة الشعوب العربية نفسها.