رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

2014 عام صعب فى العراق

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم رحيل حكومة نورى المالكى  فى عام 2014 بعد ولاية دامت ثمانى سنوات.

وبعد جدل كبير وتأجج الصراع الطائقى والمذهبى الذى أحدثته هذه الحكومة ، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لوقف نزيف الدم الذى تغرق فيه بلاد الرافدين على مدار أكثر من عقد كامل من الزمان.
فلم يكن عام 2014 أفضل حالا من عام 2013 أو أى عام من الأعوام العشرة الماضية منذ الاحتلال الامريكى للبلاد فى 2003 .
فقد استمر القتل والتدمير والخراب فى انحاء العراق ، وزاد الاحتقان فى الشارع بسبب تصرفات حكومة نورى المالكى التى أغضبت السنة .
داعش
وكان الحدث الأبرز فى العراق خلال 2014 ظهور ما يسمى تنظيم "داعش" اللغز الذى احتل محافظات الشمال بسرعة فائقة ، وألحق بالجيس العراقى العديد من الهزائم والحسائر وشرد وقتل وكان قاب قوسين أو أدنى من احتلال العاصمة بغداد لولا تدخل امريكا .
فلم يعرف أحد من أين جاء هذا التنظيم ومن يقف ورائه ، ومن هم أعضائه وإلى أى المذاهب ينتمون واختلفت التحليلات والتفسيرات، والبعض ذهب إلى أنه صنيعة أجهزة محابرات عالمية، والبعض رأى أنهم بقايا وفلول نظام البعث السابق التابع للرئيس الراحل صدام حسين، وهناك من قال انهم فصيل منشق من تنظبم القاعدة .
وايا كانت التفسيرات حول هوية وهدف هذا التنظيم ، تبقى حقيقة واحدة على الأرض وهى أفعال هذا التنظيم وما احدثه من فزع ورعب فى العالم كله.
جرائم التنظيم
وارتكب تنظيم داعش الجرائم والمذابح الدموية فى حق الشعب العراقى وخاصة الأقلية الأزيدية التى عانت ويلات الإضطهاد الدينى بعد طردهم وتشرديهم من جبل سنجار فى شمال العراق.
وقامت داعش بعدة جرائم إنسانية من الصعب محوها من ذاكرة العالم أجمع ، مما اضطر الإدارة الامريكية بقيادة الرئيس باراك اوباما ان يتدخل عسكريا ضد التظيم ، حيث قادت الولايات المتحدة تحالفا لتوجيه ضربات جوية على مواقع داعش فى العراق أدت فى النهاية لحادث المروع  وهو قيام التنظيم بذبح الصحفى الأمريكى جيمس فولى.

وتحت ستار الدين والدعوة السنية وفى سياق استهداف الأقليات, قامت داعش بتهجير مسيحى الموصل وهددتهم بالقتل حال امتناعهم عن اعتناق الإسلام  فيما نفذت أيضا مجزرة في قرية "كوجو" العراقية والتي يقطنها إيزيديون إثر رفض شيخهم اعتناق الدين الإسلامي إلى جانب محاصرتها لعشرات الآلاف من الإيزيديين بجبال "سنجار" دون طعام أو ماء.
علاوة على ذلك تم تدمير التراث الثقافي والأثري بمدينة الموصل فور سيطرتهم عليها ومهاجمة  التماثيل والمباني الدينية والمقابر الموجودة بالمدينة العراقية الشهيرة.
قامت داعش بعدة مجازر بالقرب من "تكريت" العراقية وهو ما كشفته الأقمار الصناعية مؤخرا. أكدت داعش على وحشيتها بنشر مقاطع فيديو لذبح ضحاياها على الإنترنت إلى جانب توثيق إعدام جماعي لرجال القبائل بالعراق والجثث المصلوبة بالشوارع.

العبادى
ورغم مجىء حكومة " حيدر العبادى " التوافقية والتراجع النسبى للتوتر المذهبى والطائفى بين السنة والشيعة، مازال العراق يعانى من الطائفية وزاد الأمر سوءا، ظهور تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بداعش, بكل ما يحمله هذا التنظيم من وحشية واضطهاد للأقليات وسرقة ونهب وسيطرة على أراضى الوطن.
وبنظرة سريعة للأحداث فى العراق خلا 2014 نجد أن محاولة

المالكى الفوز بولاية ثالثة لرئاسة الوزراء كانت من أبرز الأحداث ، لكنه قوبل بمعارضة التحالف الوطنى العراقى مما اضطره للتنازل عن المنصب لصالح حيدر العبادى الذى خلف المالكى رئيسا للوزراء فى أغسطس الماضى بناءا على طلب مجلس التحالف الوطنى العراقى.
المالكى
وأعلن المالكى عن دعمه لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي بعد استجابته لضغط القوى السياسية السنية والشيعية والكردية في البلاد الى جانب ايران والولايات المتحدة وتولى بعدها منصب نائب لرئيس البلاد.
وجاء رئيس الوزراء حيدر العبادى عند توليه المنصب بحزمة من التعهدات السياسية التى أراحت نفوس الأكراد والشيعة والسنة على حد سواء حيث أكد على حل المشكلات القائمة بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان وفقا لمبادئ الدستور وأشار إلى ضرورة تفعيل الإدارة اللامركزية إداريا واقتصاديا لصالح المحافظات والقطاع الخاص، ودعا إلى الانطلاق لإعادة بناء مؤسسات الدولة الإدارية والأمنية والعسكرية إلى جانب الأمر الحتمى الذى أخذه على عاتقه من بداية توليه المنصب وهو مقاومة الجماعة الإرهابية فى العراق داعش.

ولم يترك المالكى منصب رئيس الوزراء الذى تولاه لفترتين متتاليتين نظيف السمعة, حيث لاحقته الاتهامات التى ربما يكون بعضها شائعات وربما يكون البعض الأخر صحيحا حيث ظهر فى شهر ديسمبر الجارى أكثر من اتهام موجه للمالكى منهم اتهامه بالتوقيع على صفقة أسلحة فاسدة موردة من التشيك لصالح الجيش العراقى بقيمة 160 مليون دولار. تلا ذلك الاتهام الذى وجهه رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني بتورط المالكى فى قتل أكثر من ألفى عراقى من الشيعة وأكد بارزانى لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي على أن كلامه مدعوم بأدلة وإثباتات وليس كلاما مرسل. فى اتهام أخر للمالكى حول وجود 50 ألف جندي وهمي في المؤسسة العسكرية التي قادها لثمانٍ سنوات, رد المالكى على العبادى بأن هذا الاتهام "غير صحيح مطلقا".
وهكذا عاش العراق المنهك عاما داميا ، ورغم أن الفتل والتدمير ليس جديدا على العراق ، إلا أن ظهور داعش أشعل القتال وزاد الأمر سوءا ، ومازال مصير البلاد يسير نحو المجهول ، مع اللغز المسمى داعش .