رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظام تشفير "الدولة الإسلامية" أنتج فى ولاية ميريلاند الأمريكية

بوابة الوفد الإلكترونية

العالم كله يتحدث الآن عن خطر داعش. وليست مصادفة أن تعود الطائرات الأمريكية لتضرب فى العراق كما حدث فى أفغانستان مع القاعدة،

ورغم التطابق والصلات العميقة التى تجمع بين تنظيمى داعش والقاعدة، إلا أن هناك اختلافًا بين التنظيمين، حيث يعود الاختلاف إلى عام 2004، حينما نشأت فى مناطق من سوريا والعراق، جماعات إرهابية تحمل اسم الدولة الإسلامية فى الشام والعراق والمعروفة الآن بداعش، وهو تنظيم يتبنى الفكر الجهادى السلفى التكفيرى ويفرضه على المناطق التى يسيطر عليها.
الاختلاف الرئيسى بين داعش والقاعدة هو أسلوب تنفيذ العمليات حيث تعتمد سياسة داعش على الدموية، وقوامها السيارات المفخخة والتصفيات المذهبية الوحشية، لكن القاعدة ركزت سياستها على الأهداف الأمريكية، فأهداف تنظيم القاعدة، تتمحور حول ضرب أهداف أجنبية نوعية، مثل تفجيرات برجى التجارة العالمية، والسفارات الأمريكية، والسفن الحربية.
إذاً الخلاف بينهم فى أسلوب التفكير حول أولويات الجهاد وتحديد ماهية العدو، «فالقاعدة توصلت إلى أولوية قتال العدو البعيد مثل الولايات المتحدة وحلفائها من الأنظمة وإسرائيل، فى حين تصر داعش على أولوية قتال العدو القريب. أما التنظيم الإرهابى المسمى بداعش، فيهدف للسيطرة الجغرافية المباشرة، وشن الحرب المفتوحة على الحكومات، والسكان المحليين لإقامة وتثبيت دولتهم المزعومة.
إن بنية تنظيم داعش تقترب من بنية الجيش النظامى الإقليمى بهدف حكم قطعة جغرافيا واحدة، وهو ما يزيد من خطورة داعش على المنطقة ويحد من خطورته على المستوى الدولي. وتعتبر داعش التنظيم الأغنى عالميًا بسبب تدفق الأموال لديهم عن طريق السرقة وبيع النفط والخطف أيضًا.
كان «داعش» فى بداياتها يعمل تحت اسم «جماعة التوحيد والجهاد» بزعامة أبى مصعب الزرقاوى فى عام 2004، قبل أن يبايع زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ليصبح اسمه «القاعدة فى بلاد الرافدين»، وبعد أشهر أعلن عن تشكيل «دولة العراق الإسلامية» بزعامة أبى عمر البغدادي، لكن القوات الأمريكية نجحت فى 2010 فى قتل البغدادى ومساعده أبى حمزة المهاجر، فاختار التنظيم أبى بكر البغدادى خليفة له.
وبعد عام، ظهر تسجيل صوتى لزعيم التنظيم الجديد يعلن فيه أن جبهة «النصرة» هى امتداد له، وأعلن دمجهما تحت مسمى واحد وهو «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، وظهرت فى عام ٢٠١٣ فى سوريا، وانتهى بهم المطاف إلى تأسيس الجيش السورى الحر، لتعود الآن إلى العراق لشن هجمات بربرية
ويقول الخبراء المتخصصون فى شئون الإرهاب والاستخبارات إن مستويات المهارة التقنية التى أظهرها «داعش» تثير الدهشة والفزع، خاصة على صعيد تشفير التسجيلات الخاصة بهم، مؤكدين أن المعتقدات القوية لدى أفراد التنظيم وحداثة نشأته صعّبت على أمريكا اختراقه أمنيا.
ويقولون إن داعش على قدر كبير من التطور وعلى

كل المستويات، فمثلا اتضح لى أن نظام التشفير المستخدم فى التسجيلات من قبل الذين قام بقتل الصحفيين فولى وسوتلوف قد صممته شركة فى ولاية ميريلاند الأمريكية.
وأهمية نظام التشفير هذا أنه لا يترك ما يعرف بـ«الأبواب الخلفية» التى تسمح باختراق الشفرة لاحقاً، ما يدل على مدى تطور المشاركين فى العملية وقدراتهم الكبيرة على مستوى التكنولوجيا وأدوات التواصل الاجتماعى.
ويثير العدد الكبير للغربيين فى صفوف داعش القلق الشديد، وهو عدد يفوق بكثير عدد الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم القاعدة، ما يدل على تفوق داعش مقارنة بالقاعدة.
ويشير الخبراء إلى عدم امتلاك أجهزة الأمن الأمريكية معلومات حقيقية حول التنظيم والدليل هو ما رأيناه فى عمليات اختطاف الرهائن وكذلك فى المحاولة الفاشلة التى نفذتها قوات أمريكية لإنقاذهم، فهذا الفشل يلخص واقع نقص المعلومات الاستخبارية.
ويقول الخبراء إن هذا التنظيم متشدد ويضم أعضاء لديهم معتقدات قوية، من صعوبة اختراقه، إلى جانب أنه تنظيم حديث النشأة ولم يكن بحسبان أحد داخل الحكومة الأمريكية أو خارجها، وهذا ما ضمن للتنظيم العمل بسرية.
وجاء اسمى القاعدة وداعش، على طريقتين مختلفتين، فقد أوضح أسامة بن لادن، زعيم القاعدة السابق فى حديث لقناة «الجزيرة» قبل وفاته، أن سبب تسمية تنظيم القاعدة بهذا الاسم، أنه ظهر بمحض المصادفة، حيث إن معسكرات التدريب كانت تسمى بالقاعدة، لذا بقى الاسم وانتشر على هذا النحو.
أما داعش فعقب سيطرة جماعات إرهابية جهادية مسلحة على مناطق عدة فى العراق والشام، اتخذت هذه الجماعات مسمى «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، ثم اختصر هذا الاسم لكلمة «داعش» وهى الحروف الأولى من المسمى السابق، الذى تم تغييره منذ أشهر إلى «الدولة الإسلامية» فقط ليعم أرجاء العالم بشكل أوسع من بلاد العراق والشام فقط.