رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قاتل "فولي".. مصري ورث "التطرف" عن أبيه

بوابة الوفد الإلكترونية

"إننى أدعو أصدقائى, عائلتى وكل من أحبهم أن ينتفضوا ضد قتلتي الحقيقيين، وهم حكومة الولايات المتحدة لأن ما يحدث لى الآن هو نتيجة لإجرامهم.. كنت أتمنى أن أملك المزيد من الوقت, كنت أتمنى أن أكون حرا الآن، كي أرى عائلتي مرة أخرى.. كنت أتمنى ألا أكون أمريكيًا".

هذه كانت آخر كلمات الصحفى الأمريكى "جيمس فولي" الذي تم ذبحه على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"  (داعش) فى فيديو أذاعه التنظيم الثلاثاء الماضي في سوريا.

شاهد فيديو مقتل الصحفي الامريكي

https://www.youtube.com/watch?v=cJPtQXBx6TU

هل كان "فولي" يعلم بأمر مقتله؟
توقع الخبير "ألفاريز" لصحيفة "الجارديان" من خلال مشاهدته للفيديو، أن "جيمس فولي" لم يكن يعلم بأمر القتل، بدليل أنه تحدث موجها كلماته، التي لم يكن يعرف أنها الأخيرة، لأخيه الذي يعمل كضابط فى القوات الجوية الأمريكية، قائلا "فكر فى سلامة عائلتك قبل أن تقدم  على أى فعل".

وقال الخبير: إنه "ربما تبدو هذه الكلمات غريبة بالنسبة للموقف الصعب الذى كان فيه (فولى)، إلا أننى من خلال خبرتى أدرك جيدا أن هذه الكلمات كانت مجهزة كى يقرأها "فولي" على العالم, كرسالة تريد جماعات "الدولة الإسلامية" إيصالها عن طريقه، بالإضافة إلى أن أول ما يفكر به الشخص المختطف هو محاولة إبعاد أى مشاكل عن الخاطف على أمل أن يطلق سراحه".

وأكد "ألفاريز" أن وضع "فولي" الجسدى كان يشير إلى الثقة حيث ظهر في الفيديو مستقيم الظهر، وكان يلقي كلماته بمنتهى العزة والفخر، وذلك يدل على أنه كان لا يعلم شيئا عن أمر القتل.

أما من وجهة نظر الخاطفين، يقول "الفاريز"، إنه من المحتمل بشكل كبير أنهم  لم يخبروه مسبقا بأنه سيقتل لجعل المهمة أسهل ودون أي مقاومة.

فولي أثناء حديثه مع طلبة مدرسته

"فولي" لم يتعلم من حماقته

قبل الخوض في تفاصيل مقتل "فولي" يجدر الإشارة إلى أن الصحفي الأمريكي تعرض لموقف مشابه في 2011، عندما كان معتقلاً في السجون الليبية، وحينها أكد أنه لا شيء يستحق التضحية مقابل رؤية أهله وأبيه وأمه يبكون من أجله.

صحيفة "تليجراف" البريطانية، ذكرت حديثا لـ"فولي" بعد إطلاق سراحه من إحدى المعتقلات في ليبيا عام 2011، بعد أن ضحى بحياته لتغطية أخبار ليبيا الثورة الليبية من الصفوف الأمامية.

اللقاء كان مع طلبة مدرسة الصحافة التى تخرج فيها، متحدثًا عن خبرته فى الصحافة، حيث قال إن "مهنة الصحافة وخصوصًا في مناطق الصراعات كانت لها عشق خاص عندي، لكني أعترف أنها كانت (حماقة)، ولم أكن أصدق أن أنجو من السجن في ليبيا إلا (بخدمة الحظ له)".

وأضاف، محذرًا طلبة المدرسته من المخاطرة غير المحسوبة، إن "الصحافة ليس بالشيء الذي يستحق التضحية من أجله أو رؤية أهلك وهم يبكون فراقك.. ليتني علمت ذلك  قبل فوات الأوان".

صورة الرسالة علي جلوبال بوست

رسالة "داعش" قبل مقتل فولي: "لن نتوقف عن ضربكم حتى يرتوي عطشنا للدماء"

 

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أوضحت أن "داعش" أرسلت بريدًا إليكترونيا لعائلة الصحفي الأمريكى قبل نشر فيديو ذبحه بأسبوع.

صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية التي كان يعمل بها الصحفى الأمريكي، نشرت نص الرسالة، والتي حملت عنوان "إلى متى ستتبع الشاه راعيها الأعمى؟"

"رسالة إلى الشعب الأمريكي وحكومته.. لقد أعطيناكم الكثير من الفرص لدفع فديات لإطلاق سراح أسراكم كما دفعت من قبل الحكومات الأخرى بالإضافة إلى أننا عرضنا عليكم تبادل الأسرى لاسترداد أسرانا المسلمين التى من بينهم الدكتور عافية صديقي، لكن لم تبدوا أي اهتمام لتلك العروض والآن تضربون مسلمي العراق بتوكيل من جيوش أخرى لأنكم تخافون مواجهتنا وجها لوجه.. اليوم نستل سيوفنا في وجوهكم ولن نتوقف عن ضربكم حتى يرتوي عطشنا للدماء, أنتم ومواطنيكم ستدفعون ثمن التفجيرات وأولها حياة المواطن الأمريكى جيمس فولى الذي سيتم إعدامه ردا على تعدياتكم".

كانت جماعة "داعش" أرسلت لأهل "فولي" رسالة فى 26 نوفمبر الماضي، بعد اختطافه بسوريا, تطلب فيها فدية مبلغها 132 مليون دولار أو إطلاق سراح المعتقلين المسلمين فى سجون أمريكا مقابل إطلاق سراحه.

وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، إن مسلحي "داعش"، طلبوا فدية 100 مليون دولار قبل نشر فيديو ذبح "فولي"، لكن الولايات المتحدة رفضت دفعها لعدم تشجيع الإرهاب، مشيرة إلى أن القوات الجوية الأمريكية، أرسلت غارة جوية لسوريا للبحث عن فولي، وأسرى آخرين، لكن لم يستطيعوا العثور عليهم.

التحقيقات حول الحادث..
موقع الحادث..

موقع الحادث مدينه الرقة بسوريا

بعد بث "داعش" لفيديو ذبح "فولي"، بدأت التحقيقات على قدم وساق، كانت البداية مع المكان الذي تمت فيه عملية الذبح، حيث أشار خبير بريطانى لصحيفة "تليجراف" البريطانية، إلى أنه حدد الموقع الذى من المحتمل أن تكون تمت فيه تنفيذ عملية القتل فى سوريا حيث قال خبير الصور والتسجيلات المصورة "إليوت هيجنز"، إنه من خلال خبرته بالمعالم الجغرافية لسوريا نظرا لإقامته الطويلة, يستطيع أن يحدد أين وقعت عملية القتل ومن ثم تتبع المناطق المحيطة للعثور على القاتل.

وأضاف "هيجنز"، أنه من خلال دراسته لخريطة مواقع داعش وجد أنهم متخذين مدينة الرقة فى شمال سوريا كعاصمة لهم وهذه المدينة تحفها المساحات الخضراء وبها مجموعة من الهضاب فى الجنوب.

وتابع "بعد اطلاعه على الفيديو, يتبين أن الملثم و"فولى" يظهران فى منطقة بها بعض المرتفعات، لكن ليس بها أي علامات مميزة تدل على موقع الحادث بالتحديد، لكنه يرى أنه بالتدقيق فى الآفاق التى تقع بعد هذه التلال فإنه من المحتمل أن تكون مساحات خضراء شاسعة مما يعطى المواصفات المطابقة لموقع مدينة الرقة.

تحليل لصوره الفيديو


أدلة الفيديو..
بدأت الجهات الأمنية، المتمثلة في مكتب التحقيقات الفيدرالي، ووكالة الاستخبارات العسكرية البريطانية، التحري عن فيديو القتل، حيث إنه يحتوي على كثير من الأدلة التى ستحدد اتجاهات البحث عن الجاني وهويته، منها نبرة صوته المميزة واستخدام يده اليسرى في العملية.

خبراء وكالة الاستخبارات العسكرية البريطانية، أكدوا أنه تم استخدام برامج عالية التقنية لتمييز صوت الجاني من خلال الفيديو، ومقارنته بالأصوات الموجودة فى قاعدة بيانات المشتبه بهم.

وقالت الوكالة، إنها ستستخدم فى بحثها عن بصمة صوت الجانى, قائمة بأسماء أكثر من 500 بريطاني سافروا إلى سوريا والعراق فى الثلاث أعوام الماضية الأخيرة، على الرغم من ذلك إلا أن مهما كانت دقة هذه البرامج الصوتية إلا أن البحث سيحتاج أذن بشرية مدربة على التمييز بين الأصوات.

وأضافت الجهات الأمنية أن المحققين لن يستبعدوا مسألة أن يكون صوت الجانى مدبلجا أي أنه ليس صوت منفذ العملية الظاهر فى الفيديو، مشيرة إلى أن استخدام القاتل يده اليسرى في العملية يعتبر مميزًا بدرجة كبيرة حيث إنها صفة غير موجودة

إلا بنسبة 10% بين الناس.

أظهر فيديو القتل أن معدات التصوير المستخدمة تتميز بـأنها عالية الجودة، ما ساعد في نقاء الصورة ووضوح الصوت الذي سيساعد المحققين بشكل كبير في الوصول للجاني.

خبيرة الأصوات ومحللة الخطابات التي تعتبر شاهد خبير في المحاكم البريطانية، قالت إن صوت الملثم يدل على أن لديه لكنة إنجليزية من مناطق جنوب لندن لكن على الرغم من تحدثه الإنجليزية كلغة أولى إلا أن بها بعض التأثر من اللغة الفارسية, على حد قولها, ما قد يطرح انتماؤه لأصول أفغانستانية.

التوصل لهوية القاتل..

بعد عدة تحقيقات.. نقلت الصحف البريطانية، عن رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، قوله إن "هوية القاتل من المحتمل بشكل كبير, أن تكون بريطانية لذا ستقوم الحكومة باتخاذ كل الإجراءات والتدابير لمنع البريطانيين من الانضمام لمسلحي داعش".

من جانبها، أشارت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية إلى أنه بعد التحقيقات، أظهرت التحريات أن المشتبه في قتل الصحفي الأمريكي هو مغنٍ بريطاني لموسيقى الراب الغربية يدعى "إل جينى"، لافتة إلى أنه انتقل إلى سوريا عام 2012 بعد اعتناقه فكر الجهاديين.

وأضافت الصحيفة، أنه فى بداية هذا الشهر كان جينى الذي أطلق على نفسه اسم " عبدالمجيد عبدالباري" بنشر صورة له على حسابه الخاص على موقع "تويتر" حاملا فى يده اليسرى رأسا مقطوعة لشخص ما، مشيرة إلى أنه بعد إطلاع خبراء التقنية على الفيديو، تم التأكد أن نفس اليد (اليسرى) هي التي استخدمها القاتل في ذبح الصحفي الأمريكي.

وكشفت الصحيفة أن القاتل من أصول مصرية، ووالده كان من المتهمين بتفجير سفارتي كينيا وتنزانيا عام 1998، وينتظر الحكم عليه في سجون أمريكا.

من جانبها، كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية، أن قاتل "فولي"، أكدت أنه من المشتبه أن يكون قاتل "فولى"  نفذ عملية قتل لأحد الجنود الموالين لقوات بشار الأسد فى سوريا، حيث تؤكد الصحيفة أنه فى شهر مايو من العام الجاري تم عرض فيديو على موقع "انستجرام" لاثنين من الجهاديين البريطانيين اللذين اشتركوا فى تنفيذ عملية قتل لأحد الجنود الموالين لقوات بشار الأسد.

وأكد محللون في مجال مكافحة الإرهاب، أن هناك تشابها كبيرًا بين أحد منفذي عملية قتل الجندى السورى وقاتل الصحف الأمريكي من حيث ارتداء قناع ورداء باللون الأسود، وهو نفس رداء قاتل الأمريكى" فولى"، وتقريبا نفس طوله وبنيته علاوة على ذلك فقد استخدم منفذ عملية الجندى يده اليسرى كما استخدم قاتل الصحفى الأمريكى.

عازف الراب ال جيني الذي تحول لجهادي يدعي عبد المجيد عبد الباري


لماذا القاتل بريطاني؟
جيمس ألفاريز, خبير مفاوضات على الرهائن، قال لصحيفة "تليجراف" البريطانية، إن المسلحين الذين نفذوا عملية إعدام "فولي" كانوا يعلمون ما يفعلونه جيدًا خاصة فى اختيار هوية منفذ العملية، حيث إن اختيار متطرف بريطانى لقتل الصحفى حقق أقصى قدر من الدعاية للعملية حول العالم وإثارة غضب الرأى العام الغربي، وهو ما يدل على مهارة فريق الباحثين "للدولة الإسلامية" الذين استطاعوا إيجاد عنصر كفء ومناسب بتلك الدرجة للمهمة.

صحيفة "تليجراف" البريطانية، من جانبها، أشارت إلى أن اختيار شخص بريطاني لتنفيذ العملية لم يكن صدفة بل كان مقصودا لإيصال فكرة أن هناك بريطانيين يدعمون الفكر الجهادي، لذلك ظهر القاتل، وهو يتكلم متحدثا الإنجليزية على الرغم من أن العرف فى مثل هذه العمليات إبقاء منفذي العمليات صامتين لعدم التعرف على هويتهم.

والد ووالده جميس فولي

 

شقيق "فولي": أنقذوا "ستيفن ستولوف"
نقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، عن شقيق "فولي", قوله: إنه "لابد أن تتخلى أمريكا عن سياسة اللاتفاوض التي تتبناها والتى أدت إلى ضياع (فولى)، ومن بعده سيكون المسكين ستيفن ستولوف، الصحفي المحتجز لدى مسلحي "داعش" والذين هددوا بقتله هو الآخر.

وأضاف أنه "كان ينبغى على أمريكا أن تبذل جهدا لإنقاذ أخيه".

على صعيد متصل قالت وكالة "رويترز"، إن برغم هذا إلا أن الرئيس أوباما لا ينوي أي تدخل عسكري أمريكى في العراق أو سوريا لضرب مواقع داعش بخلاف بعض الضربات الجوية إذا لزم الأمر"، حيث يؤكد التقرير أنه ليس من أهداف أمريكا القضاء على جماعات "الدولة الإسلامية"، إنما فقط الحفاظ على المنشأت والرعايا الأمريكيين".

علق أوباما على حادث مقتل الصحفى الأمريكى قائلا : " أن ما فعله و ما يفعله مسلحى الدولة الإسلامية  لا يرضى الله بأى حال"  و وصف أيديولوجية داعش التى تخلو من أى قيم إنسانية بأنها "مفلسة".