رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

العراقيون يشعرون بالحزن على أوضاعهم فى الشمال

بوابة الوفد الإلكترونية

رغم أن " جونو خلف" تمكن من إخراج معظم أفراد عائلته من العراق إلى منطقة تنعم بالسلام النسبى فى مخيم للاجئين السوريين، إلا أن مشاعر الحزن والقلق تنتابه بسبب ابنه وابنته اللذين انفصلا عن الأسرة أثناء هروبها، ولا يعرف مصيرهما.

وكان خلف، وهو ايزيدى، قد فر مع أبناء هذه الأقلية من وجه مقاتلى تنظيم "الدولة الإسلامية" الذين اقتحموا بلدة سنجار قبل نحو الأسبوعين.
وفر خلف (45 عاما) مع زوجته وأطفاله التسعة إلى الجبال شمال المدينة خوفا من المتطرفين الإسلاميين الذين يعتبرونهم كفارا.
ولم يتمكن المقاتلون الأكراد الذين كانوا يسيطرون على المدينة من صد مقاتلى "الدولة الإسلامية" المسلحين بشكل جيد، وانهارت مقاومتهم ما دفع المدنيين إلى الفرار.
وقال خلف: "لقد كانوا يطلقون علينا النار بينما كنا نفر من منزلنا، وعمت الفوضى التامة".
وأضاف "لقد فقدنا صغيرتى اليفة وابنى عماد أثناء فرارنا. ولا أعرف أين هما، ولا أعلم أن كنا سنعثر عليهما مرة أخرى".
واختبأ خلف وزوجته وأبناؤه السبعة لعدة أيام فى الجبال، فيما سيطر المقاتلون الإسلاميون على قرى الايزيديين. ورغم نقص الغذاء والماء وحرارة الصيف الشديدة، إلا أن الأسرة تابعت هروبها باتجاه الحدود السورية إلى الغرب.
وفتحت الغارات الجوية التى شنتها طائرات أميركية طريق الهرب لأسرة خلف وغيرها من الأسر للتوجه إلى الحدود حيث كان المقاتلون الأكراد فى استقبالهم. ولكن خلف لا يزال يعيش كابوس ذلك اليوم الذى صادف الأحد الثالث من أغسطس.
وقال "نحن لا نملك سيارة. وكان علينا أن نركض ونصعد جبل سنجار ولم نكن نملك سوى الملابس التى نرتديها. وكان حولنا الكثير من الناس الفارين مثلنا".
ومعظم الايزيديين الذين فروا إلى سوريا عادوا عبر نهر دجلة إلى العراق شمالا للانضمام إلى مئات آلاف النازحين المقيمين فى مخيمات مؤقتة فى مناطق لا تزال تحت سيطرة الأكراد.
إلا أن خلف وأسرته قرروا البقاء فى سوريا، حيث لجأوا إلى مخيم نوروز الذى أقيم أساسا للسوريين الذين شردتهم الحرب الأهلية المستمرة فى بلادهم منذ ثلاث سنوات.
وتقدم مجموعة من مجموعات الإغاثة المساعدة للاجئين بالتنسيق مع وحدات "حماية الشعب الكردى"، وهى مجموعة من المقاتلين الأكراد المتمردين الذين يسيطرون على المنطقة وأعلنوا الحكم الذاتى فى ثلاث مناطق شمال سوريا.
ولا تشك هادية يوسف التى ترأس الإدارة الكردية فى المنطقة، إن المقاتلين الأكراد السوريين هم الذين أنقذوا الايزيديين.
وتوضح أن الحركة المتمردة "فتحت جبهة مع مقاتلى الدولة الإسلامية من الجانب السورى من الحدود، وخسرت ثمانية من مقاتليها قبل أن تؤمن طريقا لخروج الايزيديين".
وتضيف "حشد الجميع ومن كل القرى المحيطة هنا جهودهم لنقل الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول من أسفل الجبل إلى هنا، إلى منطقة أمنة".
ويوفر المخيم الأمن لباقى أسرة خلف، إلا أن الحزن والقلق مازالا يخيمان على ملامحه.
فهو لا يعلم مكان ابنه البالغ 18 عاما أو ابنته البالغة 10 سنوات، وما إذا كانا حيين أم لا، ولا يعرف أين يبحث عنهما.
أما زوجته خوناف فقد اضطرت إلى ترك أمها الكفيفة وراءها. وتقول "لم تكن لتستطيع الهروب وقطع هذه الرحلة".
وأشارت إلى خد ابنتها رانية (4 سنوات) المصاب وهى تحمل فى يدها طفلها الرضيع الذى علا صراخه.
وتقول "لقد ضربتها سيارة كانت تمر من جانبنا بسرعة أثناء هربنا. الحمد لله أنها بخير".
وقالت الفتاة الصغيرة الحافية التى ترتدى فستانا أخضر أنها سارت سبع ساعات متواصلة من قريتها إلى الجبال العالية دون مساعدة من أحد.
وأضافت "أنا خائفة. لا أعرف أين أخى وأختى. أريد أن أذهب إلى البيت".
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أنه سيعود إلى سنجار فى يوم من الأيام، قال خلف "ربما أكون فى مكان آمن الآن. ولكننى خسرت روحى فى هذا الهروب. ساعدونا أرجوكم".