عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشروع إسرائيل لتقسيم العراق

بوابة الوفد الإلكترونية

«العراق» الأرض الغنية بالنفط، لم يعد حلم تقسيمها متوقف عند الرؤي الاستعمارية القديمة بل تجدد بفعل تغير مراكز القوى.

وأصبح مشروع الشرق الأوسط الجديد،بديلا منطقيا لاتفاقية سايكس – بيكو، والتى منحت منطقة الموصل لفرنسا، ومنحت بغداد والبصرة لبريطانيا صاحبة الفضل الأول فى نشأة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين.
بينما منح مشروع «الشرق الأوسط الجديد» البديل للدول الامبريالية العظمى «أمريكا» و«اسرائيل» طموحاً أكثر لتقسيم البلدان العربية على اساس «عرقى - دينى» وكانت العراق من أولى الدول فى هذا الشأن، بعدما رسخ هذا المشروع لتبرير فكرة تواجد اسرائيل كدولة عرقية على الأرض العربية وضرب فكرة القومية العربية التى تهدد كيان الدولة الصهيونية على أرض فلسطين العربية.
حيث نص على توحد كرد شمال العراق مع الكرد في سوريا لتأليف كردستان، أما في مناطق الوسط حيث الأكثرية السنية، فسيتوحد مع أبناء السنة في سوريا لتأليف دويلة سنية، وستتشكل في الجنوب دويلة شيعية، وبالتالى يتم ضرب أحد أهم الجيوش العربية فى المنطقة لصالح الدولة العبرية.
ومن هنا يتجلى دور دولة اسرائيل المزعومة واللوبى الصهيونى فى تفتيت العراق وتمزيقه بين فئات متناحرة وكانت البداية مع رغبتهم فى مساعدة أكراد العراق لنشأة دولتهم، لقد نظرت اسرائيل إلى العراق باعتباره يشكل تهديدا خطيرا لتطلعات الهيمنة التى تنشدها في المنطقة.
كتب «عوديد يعنون» مقالة نشرت في الأصل باللغة العبرية في مجلة كيفونيم، وهي مجلة لليهودية والصهيونية، العدد رقم 14، شهر فبراير 1982.
قال يعنون: العراق دولة غنية بالنفط من جهة، وممزقة داخليا من جهة أخرى، وهي مرشح مضمون للأهداف الإسرائيلية، إن انحلال العراق هو أكثر أهمية بالنسبة لنا من انهيار سوريا، فالعراق أقوى كثيرا من سوريا، وتشكل القوة العراقية أكبر تهديد بالنسبة لإسرائيل على المدى القصير، وأن الحرب العراقية - الإيرانية سوف تمزق العراق تمزيقا وتتسبب في السقوط الداخلي، حتى قبل أن يستطيع العراق تنظيم صراع جبهوي على نطاق واسع ضدنا، كل نوع من المواجهة بين الدول العربية يصب في مصلحتنا، وسوف يختصر الطريق إلى الهدف الأكثر أهمية وهو تفتيت العراق إلى طوائف كما هو الحال في سوريا ولبنان، في العراق يمكن إحلال التقسيم إلى محافظات على أساس «عرقي – ديني» على غرار سوريا خلال العهد العثماني.
لذا، سوف توجد ثلاث دول أو أكثر حول ثلاث مدن رئيسة: البصرة، وبغداد، والموصل وسوف تنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن المناطق السنية والكردية في الشمال، وبسبب ذلك، فإنه منذ بداية إنشاء دولة إسرائيل كان تمزيق البلدان العربية مطروحا على الطاولة، وفي عام 1964 حينما كانت الثورة الكردية في حالة يرثى لها، اقترح الناشط عصمت شريف فانلي على القائد الكردي، الملا مصطفى بارزاني ،الاتصال بإسرائيل لطلب المساعدة.
وسافر فانلي إلى إسرائيل حيث التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي، ليفي أشكول، كما التقى أيضا بشيمعون بيريس، وعقب تلك الزيارة، أرسلت الحكومة الإسرائيلية ممثلا دائما إلى كردستان العراق، وحاولت إسرائيل كذلك ترتيب عقد اجتماعات لفانلي مع مسئولين أمريكيين.
وفي عام 1966، لام عبدالعزيز العكيلي، وزير الدفاع العراقي آنذاك، أكراد العراق على سعيهم لإقامة «إسرائيل ثانية» في الشرق الأوسط، وزعم أيضا أن الغرب والشرق يدعمونهم من أجل خلق إسرائيل جديدة في شمال الوطن، كما فعلوا ذلك من قبل في عام 1948 عندما أوجدوا إسرائيل، كما لو كان التاريخ يعيد نفسه.
ومن جهة أخرى، قدم السيناتور الأمريكي «جوزيف بايدن» والذى

وصف نفسه فى أحد حواراته مع محطة تليفزيون يهودية بأنه «صهيونى» مشروعا إلى مجلس الشيوخ الأمريكي لتقسيم العراق إلى كيانات طائفية ثلاث، والذي أقره المجلس، ويتبناه رسميا مجلس الشيوخ الأمريكي،ودعا الإدارة الأمريكية إلى أن تبدأ تحركاً سياسياً ودبلوماسياً من أجل تنفيذه.
ذكر تقرير نشر في صحيفة «معاريف» الاسرائيلية الأسبوع الماضى، أن الأكراد ينتظرون اللحظة المناسبة لاتخاذ قرار تاريخي بإعلان الاستقلال.
وأضاف التقرير أن «اللوبي الإسرائيلي بالولايات المتحدة تجند لتليين موقف البيت الأبيض الذي يتبنى موقفا مؤيداً لوحدة العراق الجغرافية ويتحفظ من إعلان الأكراد دولة مستقلة».
ويُذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو صرح قبل مدة ليست بالبعيدة بأنه «يدعم طموح كردستان للاستقلال».
قائلا: علينا دعم طموح الأكراد للاستقلال، هو شعب مكافح أثبت الاعتدال السياسي، ويستحق الاستقلال السياسي.
وتضيف «معاريف» أن إسرائيل واللوبي الإسرائيلي تجندت لدعم استقلال كردستان العراق، التي تقيم معها علاقات تجارية، وتسرب مؤخرا أنها بدأت تمدها بالنفط.
ومن جانبه، أعلن بنيامين نتنياهو في معهد جامعة تل أبيب لدراسات الأمن القومي، أن إسرائيل تدعم إقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق.
قائلا: إننا بحاجة إلى دعم التطلعات الكردية من أجل الاستقلال،إنهم يستحقون ذلك، هناك تغيرات تاريخية تحدث في جميع أنحاء المنطقة، وهي ذات تداعيات مهمة للأمن الإسرائيلي ولأمن العالم، لقد وصلت اتفاقية «سايكس بيكو» التي شكلت حدود منطقتنا منذ ما يقرب من مائة عام إلى نهايتها.
ومن قبله، أخبر شيمعون بيريس أوباما أنه يعتقد أن العراق لن يستمر كدولة موحدة من دون «تدخل عسكري ضخم»، وهو مسار لا ينصح بانتهاجه، مضيفا أن الأكراد قد أنشأوا حكومة أمر واقع مستقلة خاصة بهم، بمساندة تركية.
وعلى نفس المنوال قال ليبرمان ،وزير خارجية اسرائيل خلال حديثه مع كيريفى في زيارته الأخيرة لإسرائيل: إن العراق ينهار أمام أعيننا، وإقامة الدولة الكردية هي صفقة منتهية.
ومن هنا نجد أن السيناريو الاسرائيلى لتقسيم العراق من أجل الحفاظ على كيان الدولة الصهيونية مطروحا منذ نشأة تلك الدولة على أرض فلسطين العربية وليس العراق وحده بل كل دولة عربية تشكل خطرا واضحا على هذا الكيان, ومن هنا نجد أن ما يحدث على أرض العراق هو مخطط له من قبل وساعد على تنفيذه سياسات عربية لا تصب فى مصلحة العرب.