رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأكراد يسارعون للتزود بالسلاح

بوابة الوفد الإلكترونية

قال شهود، اليوم السبت، إن متشددى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذين سيطروا على أكبر سد فى العراق فى هجوم أثار قلقًا دوليًا؛ جلبوا مهندسين لإصلاح السد، فى حين سارع الأكراد للتزود بالسلاح دفاعًا عن إقليمهم الذى أصبح على مشارف مواقع التنظيم.

ويسيطر المتشددون المسلحون على مناطق واسعة فى شمال العراق منذ يونيو، وأعدموا الأسرى من غير المسلمين السنة، وشردوا عشرات الآلاف؛ مما دفع الولايات المتحدة لشن أول ضربة جوية فى المنطقة منذ سحبت جنودها من العراق فى 2011.
وبعد أن دحروا القوات الكردية فى وقت سابق الأسبوع الماضى أصبح مسلحو "داعش" على بعد 30 دقيقة بالسيارة من أربيل عاصمة إقليم كردستان التى تفادت الصراع الطائفى فى أنحاء أخرى بالعراق على مدى 10 أعوام.
ولاذ موظفون فى شركات نفط أجنبية بالفرار، بينما أقبل الأكراد على شراء بنادق كلاشنيكوف من أسواق السلاح خشية هجوم وشيك، رغم أن هذه البنادق لن تجدى نفعًا أمام التفوق الكبير فى قوة النيران لمقاتلى "داعش".
وفى ظل تصاعد خطر "داعش" قال مصدر فى الحكومة الإقليمية الكردية إن الحكومة تلقت إمدادات إضافية من الأسلحة الثقيلة من الحكومة المركزية فى بغداد و"حكومات أخرى" على مدى الأيام القليلة الماضية، لكنه رفض الخوض فى تفاصيل.
وأبلغ مهندس يعمل فى سد الموصل "رويترز" أن مقاتلى "داعش" أحضروا مهندسين لإصلاح خط كهرباء الطوارئ للمدينة، وهى أكبر مدينة عراقية فى الشمال، وكان خط الكهرباء قد انقطع قبل 4 أيام مما أدى لانقطاع الكهرباء ونقص فى المياه.
وقال المهندس "إنهم يجمعون الناس للعمل فى السد".
وقال أحد المشرفين على إدارة السد إن المتشددين يرفعون أعلام تنظيم "الدولة الإسلامية" السوداء، ويقومون بدوريات مراقبة بسيارات نقل تحمل مدافع آلية لحماية المنشآت التى انتزعوا السيطرة عليها من القوات الكردية فى وقت سابق الأسبوع الماضى.
ويشكل تنظيم "داعش" المؤلف بشكل أساسى من المقاتلين العرب والأجانب، ويريد إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، أكبر خطر على العراق المصدر الرئيسى للنفط منذ الإطاحة بصدام حسين فى غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003.
كان المتشددون المسلحون قد وصلوا إلى شمال العراق للمرة الأولى فى يونيو قادمين من سوريا، حيث احتلوا أيضًا مناطق واسعة من الأراضى خلال الحرب الأهلية.
واجتاح المتشددون المنطقة دون أى مقاومة تذكر من قوات الحكومة العراقية التى دربتها الولايات المتحدة، كما هددوا بالزحف على بغداد بعد استيلائهم على دبابات وناقلات جند مدرعة وأسلحة آلية من القوات العراقية الهاربة.
وفى هجومهم الأحدث سيطر المقاتلون على حقل نفطى خامس سيساعدهم على تمويل العمليات إلى جانب عدد من البلدات، بالإضافة للسد الذى قد يسمح لهم بإغراق مدن بالمياه أو قطع إمدادات المياه والكهرباء الحيوية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن طائرتين من طراز "إف إيه -18" انطلقتا من حاملة طائرات فى الخليج وأسقطتا قنابل زنة كل منها 500 رطل موجهة بالليزر على قطع مدفعية تابعة للدولة الإسلامية، واستهدفت ضربات جوية أخرى مواقع قذائف مورتر وقافلة تتبع التنظيم.
وقال الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن التحرك كان ضروريًا لوقف تقدم المتشددين وحماية الأمريكيين فى المنطقة، فضلاً عن عشرات الآلاف من المسيحيين وأتباع أقليات دينية أخرى فروا من ديارهم للنجاة بحياتهم.
كما أسقطت الطائرات الحربية الأمريكية إمدادات إغاثة لأتباع الطائفة اليزيدية الذين تجمع عشرات الآلاف منهم على قمة جبل بحثًا عن ملاذ من مقاتلين أمروهم باعتناق الإسلام أو مواجهة الموت.
وقال مسئول فى مشرحة الموصل لرويترز إن مقاتلى "داعش" نقلوا جثث 10 من رفاقهم قتلوا فى ضربة جوية أمريكية على الحدود الكردية.
وأعادت حملة "داعش" العراق إلى

مستويات من العنف لم يشهدها منذ ذروة النزاعات الداخلية فى عامى 2006-2007 خلال الاحتلال الأمريكى.
وفى بلدة "المدائن" جنوبى بغداد قتل مسلحون قياديًا فى ميليشيا مدعومة من الحكومة ومعارضة للدولة الإسلامية، وقالت مصادر فى الشرطة ومصادر طبية إن المسلحين قتلوا أسرته أيضًا.
وعلى المشارف الجنوبية للعاصمة فى بلدة "العويرج" قالت الشرطة إن السلطات عثرت على جثث 4 رجال موثقى الأيدى قتلوا بإطلاق الرصاص على الرأس.
وأثار تقدم مسلحى "داعش"، الذين يسيطرون أيضًا على ثلث سوريا وحاربوا خلال الأسبوع المنصرم فى لبنان، قلقًا فى أنحاء الشرق الأوسط، وبات تقدمهم يهدد بتقسيم العراق.
وتركز الاهتمام على محنة اليزيديين والمسيحيين وأقليات أخرى فى شمال العراق الذى كان من أكثر المناطق تنوعًا فى الشرق الأوسط.
وفى واشنطن قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الطائرات أسقطت إمدادات إضافية ليصل إجمالى المساعدات إلى 36 ألفا و224 وجبة طعام جاهزة و6822 جالونًا من مياه الشرب للمدنيين المهددين فى "سنجار"، موطن الأقلية اليزيدية فى شمال العراق.
وكان إقليم كردستان يُعد إلى الآن المنطقة الوحيدة فى العراق التى أفلتت من الصراع الطائفى الذى شهدته البلاد على مدى 10 أعوام دون تهديد أمنى خطير.
وتسيطر قوات البشمركة الكردية على مساحات شاسعة خارج حدود الإقليم شبه المستقل، لاذ بها مسيحيون وأقليات أخرى حين اجتاح متشددو تنظيم "داعش" المنطقة الشهر الماضى.
ولكن فى الأسبوع الماضى انهارت قوات البشمركة أمام متشددى التنظيم الذين استولوا على أسلحة ثقيلة من القوات العراقية التى تخلت عن مواقعها فى يونيو، كما نهبوا مبالغ كبيرة من البنوك.
جدير بالذكر أن إنتاج كردستان من النفط والذى قدر بنحو 360 ألف برميل يوميًا فى يونيو لم يتأثر بتوغل التنظيم حسبما أفادت وزارة الموارد الطبيعية الكردية يوم السبت.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن نحو 200 ألف شخص فروا أمام تقدم المتشددين ووصلوا مدينة دهوك على نهر دجلة فى كردستان العراق، وقال مسئولون أتراك إن عشرات الآلاف فروا شمالاً إلى الحدود التركية.
وتمسك أوباما ـ الذى سحب القوات الأمريكية من العراق فى 2011 التزامًا بتعهده فى الانتخابات ـ بأنه لن يرسل قوات برية للتصدى للدولة الإسلامية، وقال إنه لن يسمح "بجر الولايات المتحدة لخوض حرب أخرى فى العراق".
لكن تثور تساؤلات فى واشنطن عما إذا كانت الضربات الجوية الانتقائية لمواقع التنظيم وإسقاط المساعدات الإنسانية ستكون كافية لتحويل دفة المعركة ضد "داعش"؟