رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حياة 3 إسرائيليين تساوي حياة كل الفلسطينيين!

رياض المالكى
رياض المالكى

أعرب الدكتور رياض المالكي وزير الشئون الخارجية الفلسطينية عن أسفه الشديد في اعتبار إسرائيل وكأن حياة الفلسطينيين لا تساوي شيئًا وحياة ثلاث إسرائيليين تساوي التضحية بحياة كل الشعب الفلسطيني باستقراره وبأمنه ومستقبله .

جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارحية الفلسطيني ظهر اليوم بمقر الوزارة برام الله عقب لقائه بجميع ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدي فلسطين.

وأشار إلى أنه قام بوضع ممثلي البعثات الدبلوماسية بفلسطين في صورة ما تقوم به إسرائيل، وطالبهم أيضًا بسرعة الحركة والتدخل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل من هذه الهجمة البربرية العنصرية الإجرامية التي تقودها حكومة إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وضرورة أن تصدر دولهم بيانات قوية وصريحة تدين ما تقوم به إسرائيل.

وقال إن إسرائيل كقوة احتلال شنت حملة عدوانية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأخذت هذا الشعب رهينة منذ اليوم الأول لاختفاء ثلاثة مستوطنين من منطقة مستوطنة "غوش عتصيون" الاستيطانية يوم ١٣ يونيو الجاري.
وأضاف أنه خلال عشرة أيام شنت إسرائيل حملة مسعورة شبيها بحملة ٢٠٠٢ ، حيث طالت المدن والقرى ومخيمات اللاجئين وكل جوانب الشعب الفلسطيني وعرضت المواطنين الأبرياء العزل إلى كل أنواع البطش والإهانة الإذلال، كما أنها منعت سكان محافظة الخليل من التحرك .

وتابع أنه خلال هذا الاعتداء وهذه الحملة المتواصلة تم اقتحام مئات المنازل وتخريب العديد منها واقتحام الجامعات الفلسطينية والمؤسسات الإعلامية ومصادرة محتوياتها ، واعتقال أكثر من ٤٠٠ مواطن بما فيهم أعضاء سابقون للمجلس التشريعي ، وإعادة اعتقال العديد من الأسرى المحررين خلال هذه الفترة و قتل ستة فلسطينيين بدم بارد من بينهم طفل.

وذكر المالكي بما أعلنه الوزارء الإسرائيليين والمسئولين العسكريين عن حقيقة نيتهم المبيتة في فتح سقف الأهداف بحيث لا تقتصر حملتهم علي البحث عن المفقودين الثلاثة ، إنما توجيه حملتهم ضد حماس والمؤسسات الخيرية المقربة منها وغير القربة منها إضافة إلى عموم الشعب الفلسطيني ومؤسساته ، كما أعلنوا بوضوح هدفهم ضرب الوحدة الفلسطينية واتفاق المصالحة وإسقاط حكومة الوفاق الوطني عبر إفشالها ، مشيرا إلى أن ذلك ما أكده نتنياهو عندما أعلن الحرب على حكومة الوحدة الوطنية منذ اليوم الأول بهدف التضييق عليها وإفشال عملها.
وأشار الوزير الفلسطيني إلى ما أكده وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون الذي قال إنه حتي عندما يتم الوصول إلى المستوطنين المتختطفين وإنقاذهم فإن الحملة العسكرية لن تتوقف إلا في نهايتها، وهنا تساءل المالكي "ما هي طبيعة هذه النهاية التي يتحدث عنها يعلون!".

وأوضح أن إسرائيل تقوم بتحقيق الأهداف التالية من وجهة نظرهم وهي "إعادة حالة الرعب والخوف لدى المواطن عبر تهديده من خلال اقتحامات ليلية للمدن والمنازل وشن حمالات اعتقال متواصلة ، وتذكيرنا بوجوده كقوة احتلال وسيطرته بالقوة على مجريات حياتا اليومية.. واضطرارنا للقبول بالأمر الواقع. معاقبتنا على ما حققناه من إنجازات تاريخية على المستوى السياسي والدبلوماسي عبر الاعترافات الدولية بدولة فلسطين ومن خلال حصولنا على الدولة غير عضو بالأمم المتحدة أو اليونسكو أو من خلال توقيعنا على ١٥ اتفاقية ومعاهدة."

وأكد المالكي أن إسرائيل تعتبر هذه الإنجازات الفلسطينية بمثابة فشل لها مما يحرجها على المستوى الداخلى والدولي وبالتالي تعاقب السلطة والدولة والشعب الفلسطيني وترى ضرورة أن يدفع الثمن ، فضلا عن السعي لإضعاف القيادة الفلسطينية و خلق شرخ بينها وبين شعبها عبر إظهار عجزها عن حماية شعبها خلال حملة الاعتقالات والاحتياجات الإسرائيلية المتواصلة ، " بالتالي تحرض بشكل غير مباشر هذا الشعب ضد قيادته وتعمل علي إفشال حكومة التوافق وإعاقة الطريق أمام المزيد من خطوات بناء الثقة والمصالحة عبر العديد من إجراءات التي تتخذها وقد تتخذها".

وأضاف المالكي: " نحن نعتبر ما قامت وتقوم به إسرائيل هو تصرف غير أخلاقي وانتهاك لقدسية الحياة يتطلب إدانة واضحة .. فانتهاك القانون الدولي الإنساني يحتاج إلى خطوات إدانة وإجراءات فعالة من قبل المجتمع الدولي ، فهذه المبادئ العلنية لا تحتمل تحت أي استثناء حتي لا يشعر فاعلوها بالحمي أو بالحصانة وحتى لا يشجعهم على المزيد من

العنف".

وأشار المالكي إلى أنه وفقًا "لاتفاقية جنيف الرابعة" فإن السكان الفلسطينيين محميون، مطالبا كل الدول الموقعة علي اتفاقية "چنيف الرابعة" بتوفير السلامة للسكان الفلسطينيين وحمايتهم لأن لديهم مسئوليات أخلاقية وقانونية تجاه شعب فلسطين بما فيها مساعدتهم علي تحقيق الحقوق.
وشدد على أن القيادة الفلسطينية ورغم كل ذلك ملتزمة بالقانون الدولي وبالاتفاقيات التي وقعت عليها ، "ونحن نتوقع من المجتمع الدولى أن يأخذ الموقف الأخلاقي الصحيح ويضع نهاية للحملة التي يقوم بها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني."
وتابع :  إن كل ذلك يحدث والأسرى المضربون عن الطعام يدخلون اليوم يومهم الـ٦١ في محاولة منهم للفت نظر العالم إلي مأساتهم المتواصلة، والتي لم نسمع للأسف الشديد أي إدانة من نتنياهو أو من أعضاء حكومته أو من أي مسئول إسرائيلي، وكأن حياة الفلسطينيين لا تساوي شيئًا وحياة ثلاثة إسرائيليين تساوي التضحية بحياة كل الشعب الفلسطيني باستقراره وبامنه وبمستقبله" ، معربا عن انتقاده الشديد لاعتبار نتنياهو العمليات الحالية وكأنها دفاعا عن النفس ، وأكد أن القيادة سوف تتوجه لمنظمات حقوق الإنسان.
وأعرب المالكي عن استيائه من غياب إدانة واضحة من قبل المجتمع الدولي جراء تلك الجرائم التي ترتقي لمستوي جرائم الحرب، مشيرًا إلى أنه تم إرسال خطاب للأمين العام للأمم المتحدة، ونسخة للأمين العام الدول العربية يتعلق بآخر المعلومات حول أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.

وأشار إلى أنه خلال الأيام الأخيرة قامت القيادة الفلسطينية بمجموعة من الإجراءات والاتصالات حيث في البداية قامت بتعميم رسائل واضحة لكافة السفراء الفلسطينيين في العالم لكي يتحركوا مع الدول المعتمدين لديها من أجل فضح ما تقوم به إسرائيل من إجراءات والمطالبة بحد أدنى لصدور بيانات قوية من قبل هذه الدول لما تقوم به إسرائيل من جرائم حرب.

وأضاف أنه تم إرسال رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة والرئيس الحالي لمجلس الأمن ورئيس مجلس حقوق الإنسان في چينف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون؛ بالإضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وقال : "شرحنا لهم في هذه الرسائل تفاصيل ما تقوم به إسرائيل من شن حرب حقيقية ضد الشعب الفلسطيني لإنهاء وجوده وصموده، وطالبناهم بالتدخل، كما أبلغناهم بأننا قررنا التحرك والتوجه إلى مجلس الأمن.
وأشار وزير الخارجية الفلسطينية إلى أن السفير الفلسطيني بنيويورك قد بدأ فورا مشاورات مع كافة المجموعات الإقليمية العاملة بالأمم المتحدة لتحديد الوقت المناسب للمطالبة بعقد جلسة في مجلس الأمن.
جدير بالذكر أن إسرائيل تشن عدوانا وحملة اعتقالات واسعة بمختلف محافظات الضفة الغربية منذ إعلانها عن اختفاء ثلاث من مستوطنيها بمنطقة قربية من محافظة الخليل ليل ١٢ يونيو الجاري.